محمد حمد فهد الجويعد: الجاسوس الذي خسر جنسيته الكويتية
محمد حمد فهد الجويعد، اسم برز في الساحة الكويتية مؤخراً ليصبح محط أنظار الكثيرين. فقد تحول من مواطن كويتي إلى شخصية مثيرة للجدل، بعد اتهامه بالتجسس لصالح المخابرات العراقية وفقدانه للجنسية الكويتية. من هو محمد الجويعد؟ وكيف تورط في واحدة من أكبر قضايا التجسس في الكويت؟ وما هي تفاصيل الأنشطة السرية التي قام بها؟ إليكم القصة الكاملة لهذا الجاسوس.
من هو محمد حمد فهد الجويعد؟
وُلد محمد حمد فهد الجويعد في 19 كانون الأول / ديسمبر 1963 في العراق لأم عراقية وأب كويتي. درس المرحلة الابتدائية في العراق قبل أن ينتقل إلى الكويت ويحصل على الجنسية الكويتية بالتأسيس. عمل كـرقيب في الحرس الوطني الكويتي، ولكن مساره أخذ منحى آخر عندما دخل في عالم التجسس لصالح دولة أخرى، مما جعله يواجه مصيراً غامضاً.
بداية قصة الجاسوسية: تجنيد سري ومهام خطيرة
تعود بداية الجويعد مع عالم الجاسوسية إلى عام 1997، عندما تم تجنيده من قبل ضابط مخابرات عراقي خلال زياراته المتكررة إلى إحدى الدول العربية. خلال تلك الفترة، بدأ الجويعد بتسريب معلومات حساسة إلى المخابرات العراقية، تشمل مواقع مهمة لمعسكرات الحرس الوطني الكويتي. كما قام بتصوير المعسكرات وتقديم مخططات تفصيلية “كروكي” لها، مما جعله أداة خطيرة في أيدي المخابرات العراقية.
مخططات اغتيال وأعمال تخريبية
لم تقتصر مهام محمد الجويعد على تسريب المعلومات فقط، بل ذهب إلى أبعد من ذلك. وضع قائمة بأسماء شخصيات سياسية كويتية تمهيداً لاغتيالها. وكان يعد العدة لتسليم أجهزة لاسلكية وسبع بدلات عسكرية لخلايا تخريبية داخل الكويت. هذه الخطط كانت تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وإثارة الفوضى، ولكن تم إحباطها في الوقت المناسب قبل تنفيذها.
القبض والمحاكمة: اعترافات تفضح المؤامرة
في ظل مراقبة مشددة من أجهزة الأمن الكويتية، تم القبض على محمد الجويعد، وخلال التحقيقات المكثفة، اعترف بتورطه في أعمال التجسس والتآمر ضد الكويت. اعترف أيضاً بكافة التهم الموجهة إليه، مما أدى إلى محاكمته والحكم عليه بالسجن المؤبد. هذا الحكم جاء بمثابة نهاية لمسيرته كجاسوس واعتراف علني بخيانته لوطنه.
سحب الجنسية: قرار يرسل رسالة قوية
في 15 أيلول/ سبتمبر 2024، اتخذت السلطات الكويتية قراراً صارماً بسحب الجنسية من محمد حمد فهد الجويعد. يُعد سحب الجنسية أحد أشد العقوبات في الكويت، حيث يُعتبر تجريداً من الانتماء والحقوق الوطنية، ويمنع الشخص من الإقامة والعمل في الكويت بشكل قانوني. جاء هذا القرار ليؤكد أن الوطن لا يقبل من يخونه ويعطي الأولوية لأمنه واستقراره فوق كل اعتبار.
ماذا يعني سحب الجنسية من الجويعد؟
يُعد سحب الجنسية من محمد الجويعد خطوة تاريخية تؤكد على سياسة الكويت الثابتة في التعامل مع من يخونها. القرار لا يعاقب الجويعد فقط على جرائمه، بل يرسل رسالة واضحة لكل من قد يفكر في التآمر ضد الكويت بأن العدالة ستلاحقه وأن الخيانة لا مكان لها في الكويت.
الدروس والعبر من قضية الجويعد
قضية محمد حمد فهد الجويعد ليست مجرد قصة جاسوسية عابرة، بل هي درس لكل من يخون وطنه. إنها تذكر الجميع بأهمية الولاء والانتماء، وتؤكد أن الكويت لن تتهاون في الحفاظ على أمنها واستقرارها مهما كان الثمن. هذه القضية تظهر أيضاً أن العدالة الكويتية قادرة على الوصول لكل من يحاول المساس بأمن البلاد.