بالفيديو طلاق بسبب راغب علامة.. قصة هزت مواقع التواصل في الأردن

في حادثة غريبة لكنها واقعية، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن والعالم العربي، فيديوهات توثق لحظة استقبال حاشدة للفنان اللبناني الشهير راغب علامة في مطار الملكة علياء الدولي، ولكن المدهش أن أحد تلك الفيديوهات لم يكن مجرد مشهد فني أو لحظة فرح، بل تحوّل إلى شرارة انفجار أسري انتهى بـ طلاق حقيقي!

رجل أردني أقدم على تطليق زوجته بعدما شاهدها ضمن الحشود التي احتشدت لاستقبال راغب علامة دون علمه، بل بعد أن أخبرته بأنها ستزور أهلها. وهنا بدأت فصول قصة أثارت الرأي العام، وقسمت الجمهور ما بين متعاطف ومنتقد، وجعلت من حادثة “الاستقبال الفني” مادة للنقاش العائلي والاجتماعي وحتى الديني.

القصة كما بدأت.. لحظة في المطار هزّت علاقة زوجية

في الأيام الأولى من مايو 2025، تداول الأردنيون فيديو يظهر لحظة وصول الفنان راغب علامة إلى عمان، وسط حضور جماهيري واسع غالبيته من النساء. ومن بين اللقطات، رصد أحد الفيديوهات سيدة كانت من بين المستقبلات وهي تلوّح وتصفّق للفنان بشكل حماسي.

الزوج، الذي لم يُكشف عن اسمه حتى الآن، شاهد الفيديو بالصدفة على مواقع التواصل، ليتفاجأ بأن زوجته ظهرت فيه بوضوح، رغم أنها أخبرته في ذلك اليوم أنها في زيارة لأهلها.

وهنا لم يكن مجرد الغضب هو ما سيطر عليه، بل اعتبر أن ما حدث خيانة للثقة، ليقرر وفقًا لما نشرته صحيفة “السوسنة” الأردنية وعدد من المواقع المحلية، تطليقها على الفور.

كيف تحوّل حضور حفلة فنية إلى قضية اجتماعية؟

ليس جديدًا أن المعجبات يعبّرن عن إعجابهن بفنان معين، ولكن عندما يتحوّل هذا الإعجاب إلى تصرف ميداني دون علم الشريك، تبدأ الحكاية تأخذ أبعادًا أخرى.

الزوج الأردني، بحسب ما تم تداوله، لم يكن ضد الفنان أو الغناء، بل ضد أن تكذب عليه زوجته وتذهب لحفل دون إذنه. وهو ما اعتبره البعض “إهانة للثقة الزوجية”، في حين رآه آخرون “رد فعل مبالغ فيه”.

والأدهى من ذلك، أن الواقعة لم تنتهِ بهدوء، بل أثارت عاصفة من الجدل عبر تويتر وفيسبوك، ما بين من يُدين المرأة، ومن يرى أن الطلاق لم يكن يستحق.

ما علاقة راغب علامة بالقضية؟

من وجهة نظر قانونية أو اجتماعية، راغب علامة لا علاقة له بالقضية مباشرة، فهو لم يدعُ المرأة شخصيًا، ولم يتسبب في تصرفها، بل هو ضيف على الأردن، أُقيم له حفل وحظي باستقبال من جمهوره.

لكن بما أن الواقعة حدثت خلال لحظة قدومه، ارتبط اسمه بالحادثة، تمامًا كما حصل في عام 2022 عندما تصدرت صورته مع السفير العراقي في عمان وعائلته عناوين الجدل، ما أدى لاحقًا إلى استدعاء السفير ثم انتهاء عمله في الأردن.

تحليل اجتماعي: الطلاق في زمن التريند

قضية الطلاق ليست جديدة في المجتمعات العربية، ولكن ما يثير الاستغراب في مثل هذه الحالة، هو أن حادثة إعلامية أصبحت سببًا في إنهاء علاقة زوجية.

في مجتمعات عربية محافظة كالمجتمع الأردني، تُعد الثقة والخصوصية ركنين أساسيين في العلاقة الزوجية. وبالتالي، الخروج دون علم الزوج، والكذب عليه بشأن الوجهة، قد يُفسر على أنه انتهاك للاتفاق الأخلاقي بين الزوجين.

وفي المقابل، يرى آخرون أن تصرف الزوج فيه قساوة وسرعة في الحكم، فربما كان يمكن تجاوز الأمر بتفاهم أو مصارحة.

ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي

كما هو متوقع، انقسمت آراء المتابعين بشكل حاد، وظهرت تعليقات كثيرة منها:

  • “ما كان لازم تكذب على زوجها، الكذب يهدم كل شي”
  • “هو غلطان، طلاق عشان حفلة؟ ما فيها احترام”
  • “راغب علامة بريء.. هو ضيف والناس راحت تستقبله”
  • “ليش المرأة ما تروح حفلة عادية؟! يعني الرجل مسموح والمرأة لا؟”

في المقابل، كتب آخرون:

  • “هو مش الطلاق السبب الحفلة.. السبب إنها كذبت عليه وراحت بدون إذنه”
  • “الحياة الزوجية ثقة، إذا راحت بدون علمه لازم تتحمل النتيجة”

هل الطلاق نهائي؟ ولماذا لم تُكشف الأسماء؟

حتى الآن، لم تصدر أي تصريحات رسمية من الأطراف المعنية، ولم تُعرف هوية الزوجين. الصحف التي نشرت الخبر اكتفت بنقل الرواية، دون توثيق قانوني لحالة الطلاق، مما يُبقي الباب مفتوحًا أمام احتمالية أن تكون القصة في بعض جوانبها “مبالغ فيها” أو غير دقيقة بالكامل.

لكن انتشارها الواسع واستنادها لمصادر صحفية أردنية يُرجح أنها واقعة حقيقية، حتى وإن كانت التفاصيل الدقيقة غير مؤكدة بالكامل.

تكرار القصص المرتبطة بالفنانين.. لماذا؟

ما حصل مع راغب علامة يُعيد إلى الواجهة العلاقة الحساسة بين الفن والحياة الاجتماعية، خصوصًا في المجتمعات التي لا تزال تنظر إلى حضور الحفلات أو التعبير عن الإعجاب كمحرمات في بعض السياقات.

وفي عام 2022، عاش راغب علامة موقفًا مشابهًا عندما أثارت صورة له مع السفير العراقي وعائلته في الأردن، أثناء مناسبة خاصة، عاصفة دبلوماسية دفعت الحكومة العراقية لاستدعاء السفير، لينتهي الأمر بعد أسابيع بإنهاء عمله.

وجهة نظر فقهية واجتماعية

من الناحية الفقهية، فإن الخروج دون إذن الزوج مع الكذب بشأن الوجهة قد يُعد خروجًا عن الطاعة الزوجية في بعض المذاهب، لكن لا يصل تلقائيًا إلى مبرر للطلاق، بل يُفضل في مثل هذه الحالات الإصلاح والتدرج في المعالجة.

أما اجتماعيًا، فإن الطلاق يُفترض أن يكون الحل الأخير، وليس نتيجة انفعالات لحظية، خصوصًا إذا كانت العلاقة مستقرة سابقًا.

فقرة ختامية: عندما يتحول الإعجاب إلى قرار مصيري

تُظهر هذه القصة كيف يمكن لحادثة بسيطة – استقبال فنان في المطار – أن تتحول إلى أزمة عائلية تهز بيتًا كاملًا، ليس بسبب الفنان ذاته، بل بسبب سلسلة من التصرفات والقرارات غير المحسوبة.

في النهاية، الثقة، الصراحة، والاحترام المتبادل تبقى أساس العلاقة الزوجية، والفن مهما بلغ تأثيره لا يجب أن يكون سببًا في هدم البيوت.
لكن في زمن “الترندات”، كل شيء ممكن.

علي شاهين

كاتب مثقف ومتعدد المواهب، يمتلك شغفًا بالمعرفة والاكتشاف. يكتب عن مجموعة واسعة من الموضوعات، من الثقافة والفنون إلى السياسة والاقتصاد. يتميز بأسلوبه الرصين والتحليلي الذي يضيف قيمة معرفية للقارئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !