حقيقة وفاة الفنان العراقي قاسم الملاك 2025.. نجلُه يردّ والنقابة توضح
هل توفي قاسم الملاك؟
في عصر تتسارع فيه الأخبار، وتنتشر الإشاعات كالنار في الهشيم، كان اسم الفنان العراقي قاسم الملاك حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد تداول أنباء عن وفاته المفاجئة.
وعلى الرغم من التجارب السابقة مع الشائعات المماثلة، فقد أثار الخبر موجة حزن وقلق عارمة بين محبيه داخل العراق وخارجه. فهل فعلاً رحل أحد أعمدة الدراما العراقية؟ أم أنها مجرد أكذوبة أخرى؟
ما حقيقة وفاة الفنان العراقي قاسم الملاك؟
الخبر بدأ ينتشر عبر صفحات غير رسمية، زاعمة أن الفنان قاسم الملاك قد توفي إثر ذبحة صدرية وهبوط حاد في الدورة الدموية، دون الاستناد إلى أي مصادر موثوقة أو بيانات رسمية من عائلته أو النقابة.
غير أن الرد السريع جاء من نجل الفنان، الذي خرج في تصريح صحفي عاجل، نافياً بشكل قاطع الشائعة، ومطالبًا بوقف تداولها فورًا، لما لها من أثر نفسي كبير على العائلة، وعلى والده نفسه.
وأضاف:
“والدي بخير والحمد لله، ولا نعرف لماذا يصرّ البعض على نشر مثل هذه الأخبار التي تضرّ أكثر مما تنفع”.
وفي السياق ذاته، أكد نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي أن قاسم الملاك لا يزال على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيدة، مشيرًا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها شائعات مشابهة.
قاسم الملاك.. أيقونة الدراما والكوميديا العراقية
ولد قاسم الملاك في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1946 في بغداد، ويُعد من أهم الممثلين الكوميديين الذين مروا على تاريخ الفن العراقي، إن لم يكن الأهم على الإطلاق. مشواره الفني امتد لأكثر من 50 عامًا، وقد تنقل فيه بين التلفزيون والمسرح والسينما، وحقق نجاحات مدوية وجماهيرية كبيرة.
أبرز أعماله الفنية
في السينما: شارك في أفلام مثل:
- المسألة الكبرى
- يلم الرأس
- الملك غازي
في المسرح: أمتع الجمهور بعروض مثل:
- كان يا ما كان
- الدبخانة
في التلفزيون:
- الذئب وعيون المدينة
- حكايات المدن
وقد كانت إطلالاته دومًا تمثل مصدر فرح وسخرية ذكية من الواقع، حيث عُرف عنه الكاريزما القوية والقدرة على نقد الواقع الاجتماعي والسياسي بأسلوب ساخر ولاذع دون أن يفقد احترام الجمهور أو المسؤولين.
المناصب التي شغلها الفنان قاسم الملاك
إلى جانب كونه ممثلًا، تولى الفنان قاسم الملاك عدة مناصب إدارية وفنية مهمة، منها:
- مدير الفرقة القومية للفنون الشعبية
- مدير الفرقة القومية للتمثيل
- مدير الدراما في قناة البغدادية
هذه المناصب لم تكن فقط مناصب تشريفية، بل كان له دور فاعل في تجديد دماء الدراما العراقية وفتح الأبواب أمام المواهب الجديدة.
لماذا ابتعد قاسم الملاك عن الساحة الفنية مؤخرًا؟
في تصريح سابق لابنه، قال الفنان علي قاسم الملاك إن والده لم يعتزل الفن تمامًا، لكنه يعاني من مشكلة حقيقية في إيجاد نصوص تليق بتاريخه ومكانته الفنية. وأضاف:
“والدي لا يقبل أي دور يُعرض عليه. هو دقيق للغاية في اختيار أدواره، ويشعر بالمسؤولية تجاه جمهوره الكبير”.
هذا الاحترام المتبادل بين الفنان وجمهوره هو ما جعل خبر وفاته ـ رغم كذبه ـ صادمًا جدًا، وجعل الناس يتفاعلون بسرعة مع كل من نفى الشائعة، تعبيرًا عن حبهم لهذا النجم الكبير.
شائعات سابقة حول وفاة قاسم الملاك
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها قاسم الملاك لمثل هذه الإشاعات. فقد تم تداول أنباء عن وفاته:
- في مارس 2023
- ثم مرة أخرى في 2024
- والآن تعود الشائعة في مايو 2025
كل مرة كانت العائلة والنقابة يسارعان إلى النفي، ما يطرح سؤالًا مهمًا: لماذا يُصر البعض على نشر أخبار كاذبة دون تثبّت؟ وهل هناك رغبة في “الترند” على حساب مشاعر الناس؟
تأثير الشائعات على الفنانين وعائلاتهم
ليست هذه المرة الأولى التي يُصاب فيها الوسط الفني العراقي بحالة قلق جماعي بسبب إشاعة. إلا أن المسألة مع قاسم الملاك تأخذ طابعًا خاصًا نظرًا لمكانته في قلوب الجمهور، خصوصًا الجيل القديم الذي نشأ على صوته وضحكته.
تصريح نجله جاء صريحًا حين قال:
“من غير المقبول اللعب بمشاعر الناس، وأرجو من الجميع التحقق من الأخبار قبل نشرها.”
كما علق بعض النقاد الفنيين بالقول:
“لو كانت نية مروجي الشائعات هي التذكير بالفنان وأعماله، فهناك طرق كثيرة أكثر احترامًا من نشر خبر وفاة كاذب”.
محبة الجمهور هي الرد الأقوى
ما إن بدأ نفي الخبر بالانتشار، حتى انهالت مئات التغريدات والمنشورات من جمهور الفنان قاسم الملاك يعبّرون فيها عن سعادتهم بسلامته، ويؤكدون حبهم واحترامهم له.
كتب أحدهم:
- “قاسم الملاك حي في قلوبنا ما دام يرسم البسمة على وجوهنا.”
وقالت متابعة عراقية من كربلاء:
- “لا نتحمل فكرة رحيله. هو قطعة من الذاكرة العراقية الجميلة”.
هل هناك عمل فني قريب للفنان قاسم الملاك؟
حتى الآن، لم يُعلن الفنان عن أي عمل جديد، لكن مصادر مقربة أشارت إلى أن العمل جارٍ على كتابة نص درامي خاص يناسب قاسم الملاك، قد يكون عودته المنتظرة. وهذا ما يزيد من ترقب محبيه لاحتمالية رؤيته مجددًا في عمل يحترم تاريخه.
خاتمة: قاسم الملاك… نجم لا يغيب
في النهاية، لا يمكن لأي شائعة أن تهزّ مكانة قاسم الملاك في قلوب العراقيين والعرب. فهو ليس مجرد فنان، بل هو حالة فنية وإنسانية نادرة. وقد تكون هذه الشائعات فرصة لتذكير الأجيال الجديدة بإرثه الفني، وأهمية احترام مشاعر الفنانين وعائلاتهم.
وبينما يبقى قاسم الملاك على قيد الحياة، تبقى أعماله خالدة، يتوارثها العراقيون جيلاً بعد جيل.