متى تكون الأيام البيض لشهر ذي القعدة 2025 – 1446 هـ؟ تعرف على موعدها وحكم صيامها
مع دخول شهر ذي القعدة 1446 هـ، يشتد اهتمام المسلمين حول العالم بواحدة من أهم المحطات الشهرية العبادية، ألا وهي الأيام البيض.
هذه الأيام ليست كغيرها من أيام الشهر؛ إنها محطات ربانية مُهيبة، تفيض بالنور والسكينة، يُستحب فيها الصيام، وتُستنهض فيها الطاعات، وتُجدد فيها العلاقة بين العبد وربه.
ورغم أن صيامها نافلة، إلا أن الأحاديث النبوية الكثيرة التي وردت في فضلها تجعلها في منزلة عظيمة بين أيام السنة، بل قال عنها الرسول ﷺ: “صيام الدهر”، أي أن صيامها كأنك صُمت السنة كلها.
متى تكون الأيام البيض لشهر ذي القعدة 2025 – 1446 هـ؟
بناءً على الحسابات الفلكية الدقيقة، فإن الأيام البيض لشهر ذي القعدة 1446 هـ، والتي توافق مايو 2025 ميلاديًا، تأتي على النحو التالي:
- الأحد 13 ذي القعدة 1446 هـ = 11 مايو 2025 م
- الإثنين 14 ذي القعدة 1446 هـ = 12 مايو 2025 م
- الثلاثاء 15 ذي القعدة 1446 هـ = 13 مايو 2025 م
هذه الأيام تتوسط الشهر القمري حين يكتمل البدر ويبلغ القمر تمامه، فتكون الليالي بيضاء من شدة النور، ما يمنح هذه الأيام دلالة خاصة في الموروث الديني والروحي للمسلمين.
لماذا سُميت بـ”الأيام البيض”؟
- الاسم “الأيام البيض” ليس اعتباطيًا، بل له جذور لغوية ودينية عميقة:
- تعود التسمية إلى بياض لياليها بسبب اكتمال القمر، حيث يُنير السماء من غروب الشمس حتى طلوع الفجر.
- قال ابن بري: “الصواب أن يقال أيام البيض بالإضافة، لأن البيض من صفة الليالي”، فلياليها البيضاء هي السبب المباشر لتلك التسمية الجميلة.
- في التراث الإسلامي، ارتبطت الليالي البيضاء بالصفاء والنقاء والطهارة، فكانت فرصة مثالية لمراجعة النفس والعودة إلى الله.
حكم صيام الأيام البيض في الإسلام
صيام الأيام البيض ليس فرضًا، بل هو من السنن المستحبة المؤكدة، ويدخل في إطار صيام التطوع الذي وردت في فضله أحاديث كثيرة منها:
أحاديث نبوية في فضل صيام الأيام البيض:
عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
“يا أبا ذر، إذا صمت من الشهر ثلاثًا، فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة” (رواه الترمذي)
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ:
“صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله” (رواه البخاري ومسلم)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
“كان رسول الله ﷺ يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، لا يُبالي من أيّ أيام الشهر صام” (صحيح مسلم)
هذه الأحاديث تؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على صيامها في السفر والحضر، ما يدل على مكانتها العظيمة في الإسلام.
فضل صيام الأيام البيض لذي القعدة 1446 هـ
صيام هذه الأيام في شهر ذي القعدة يحمل فضلًا مضاعفًا، لأن هذا الشهر من الأشهر الحرم التي خصها الله تعالى بالتقديس، فقال:
“إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا… مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ” (سورة التوبة: 36)
ومن أعظم فضائل صيام هذه الأيام:
- تكفير الذنوب
- رفع الدرجات
- تقوية الإرادة
- تعويد النفس على ضبط الشهوات
- مغفرة الله وعظيم ثوابه
أعمال مستحبة في الأيام البيض
لا يقتصر الفضل في هذه الأيام على الصيام فقط، بل هي أيام ربانية متكاملة يمكن للمسلم أن يُجدد فيها إيمانه من خلال:
- الصدقة: حتى لو بالقليل، فهي تطفئ غضب الرب.
- قيام الليل: ركعتان في جوف الليل تعادل كنوزًا من الدنيا.
- الدعاء والاستغفار: هي أيام مفتوحة الأبواب للرجاء والطلب.
- صلة الرحم: عبر الهاتف، الزيارة، أو الكلمة الطيبة.
- قراءة القرآن: ختم أو ورد يومي يعمق الاتصال بالله.
إمساكية ذي القعدة 1446 هـ – مواقيت الصلاة في فلسطين
حسب المراصد الفلكية والتقويم الهجري:
- أول أيام ذي القعدة 1446 هـ يصادف 29 أبريل 2025 م.
- الأيام البيض ستقع في منتصف شهر مايو 2025.
- صلاة الفجر في غزة وقتها في هذه الأيام يكون حوالي الساعة 4:25 صباحًا، أما المغرب فيكون حوالي الساعة 7:30 مساءً.
الصيام والصحة: فوائد جسدية مدهشة لصيام الأيام البيض
من منظور علمي، أثبتت الدراسات أن صيام 3 أيام في الشهر:
- يعزز مناعة الجسم
- يُسهم في التخلص من السموم
- يُنشط عمليات التمثيل الغذائي
- يُساعد على ضبط ضغط الدم والسكر
- يُقلل من التوتر والقلق
- يُنقي الفكر ويُصفّي الذهن
- ولهذا السبب، يرى علماء الطب أن الصيام الدوري مثل صيام الأيام البيض له أثر مزدوج: روحي وجسدي.
لماذا يحرص الصحابة والتابعون على صيام الأيام البيض؟
الصحابة والتابعون كانوا يُدركون عظمة هذه الأيام، وكان من بينهم من لا يتركها مهما اشتدت ظروفه، سواء في السفر أو المرض الخفيف أو العمل الشاق.
ولعل السر في التزامهم يرجع إلى:
- محبة النبي ﷺ لها
- أثرها العظيم في النفس
- كونها فرصة شهرية لمحو الذنوب وتجديد العهد مع الله
خاتمة: لا تفوّت الأيام البيض.. فهي نفحات ربانية لا تتكرر
لقد اقتربت الأيام البيض من شهر ذي القعدة، وكل يوم يمر هو فرصة ذهبية.
صيام ثلاثة أيام فقط، قد يُحدث فرقًا كبيرًا في ميزان حسناتك، وربما يكون بداية لتغيير روحك وسلوكك ونظرتك للحياة.
فلتكن هذه الأيام موعدًا مع الصيام، والإخلاص، والدعاء، والتوبة، ولنجعلها وقفة روحانية نُعيد فيها حساباتنا ونصحح بوصلتنا الإيمانية.
