بعد شهر من الرحيل.. خطأ طبي جسيم يتسبب في وفاة إيناس النجار: القصة الكاملة التي صدمت الجمهور
مر أكثر من شهر على وفاة الفنانة التونسية إيناس النجار، ومع مرور الأيام لم تهدأ مشاعر الغضب والاستغراب لدى محبيها، إلى أن جاءت المفاجأة مساء أمس عبر منشور ناري من شقيقتها “سوار النجار”، قلب موازين الحكاية بالكامل.
فبدلًا من أن تكون الوفاة نتيجة طبيعية لمرضٍ مفاجئ، كشفت سوار أن ما حدث كان بسبب خطأ طبي جسيم ارتكبه أحد الأطباء، وأدى إلى تدهور الحالة الصحية للفنانة بشكل سريع ومفاجئ، ليتم إعلان الوفاة في 31 مارس 2025.
القاتل الصامت: جرعة مميتة من المسكّنات
بحسب رواية سوار، فإن بداية الكارثة كانت حينما قام طبيب بإعطاء إيناس النجار جرعة زائدة من المسكّنات، دون أن يدرك أن هذا التصرف سيؤدي إلى تأثير مباشر على وظائف أعضائها الحيوية، مما تسبب في انهيار كامل بالجسم خلال ساعات.
النتيجة كانت دخولها في غيبوبة تامة، وتدهور حالتها الصحية بدرجة استوجبت إدخالها إلى قسم العناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة في مدينة السادس من أكتوبر. ولم تمر أيام إلا وتم الإعلان عن وفاتها وسط صدمة الوسط الفني ومحبيها في العالم العربي.
مطالبات بالمحاسبة: العائلة ترفض الصمت
لم تكتفِ سوار النجار بكشف الحقيقة، بل أعلنت نيتها الكشف عن هوية الطبيب المتسبب في الكارثة، بالإضافة إلى الطبيب المسؤول عن إدخال إيناس إلى العناية المركزة دون اتخاذ الإجراءات الضرورية لإنقاذ حياتها.
وأكدت أن العائلة لن تلتزم الصمت، وأنها ستسلك الطرق القانونية لمحاسبة جميع المتورطين، مشيرة إلى أن هذه “الجريمة الطبية” لن تمر دون عقاب. كما بدأت بالفعل بعض الأصوات القانونية المطالبة بفتح تحقيق رسمي في الحادثة، خصوصًا مع تداول القضية على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
التسمم الدموي وانفجار المرارة.. تفاصيل الساعات الأخيرة
وفقًا للتقارير الطبية الأولية، فإن سبب الوفاة المعلن كان نتيجة تسمم دموي ناتج عن انفجار في المرارة، وهي حالة طبية حرجة جدًا تستدعي تدخلًا عاجلًا. إلا أن التشخيص تأخر أو تم التعامل معه بإهمال، مما تسبب في انهيار أجهزة الجسم واحدًا تلو الآخر.
وقد تم وضع إيناس النجار على أجهزة تنفس صناعي في محاولة يائسة لإنقاذ حياتها، إلا أن جسدها لم يتحمل، وحدثت الوفاة وسط بكاء وصمت وحزن كبير في قلوب أهلها وأصدقائها.
من هي إيناس النجار؟ رحلة فنية بدأتها من كليب وانتهت بصدمة
ولدت إيناس النجار في مدينة صفاقس التونسية عام 1983، وكانت منذ صغرها شغوفة بالفن والتمثيل. لفتت الأنظار لأول مرة من خلال ظهورها في كليب “يا ترى” للمطرب بهاء سلطان، لتبدأ رحلتها الفنية بشكل فعلي عندما رشّحها المخرج الراحل محمد النجار لدور في فيلم “ميدو مشاكل” إلى جانب النجم أحمد حلمي.
ذلك الدور كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية لها في السينما المصرية، وفتح لها أبوابًا عديدة في المجال الفني، خصوصًا أنها كانت تتمتع بكاريزما وشخصية جريئة وحضور لافت.
أعمالها الفنية.. علامات في السينما والتلفزيون
من أبرز الأعمال التي شاركت بها:
- فيلم بحبك وأنا كمان مع مصطفى قمر، حيث لعبت دورًا أنثويًا لافتًا.
- فيلم علي سبايسي إلى جانب المطرب حكيم.
- أدوار مميزة في عدد من المسلسلات الدرامية مثل “الإخوة أعداء”، “طريقي”، “الليل وآخره” وغيرها.
رغم أن حضورها لم يكن متواصلًا، إلا أنها كانت تختار أدوارها بعناية، ما جعل الجمهور يربط اسمها دائمًا بالأداء المتقن والشخصيات الجريئة.
الوداع الأخير.. لحظة مؤلمة تثير الجدل
عندما أعلنت أسرتها نبأ الوفاة، ساد حزن عارم في الأوساط الفنية، إذ لم يكن أحد يتوقع أن تختفي إيناس بتلك السرعة وفي عز شبابها. لكن إعلان سوار النجار عن الأسباب الحقيقية للوفاة بعد شهر كامل زاد الأمور تعقيدًا، وأعاد طرح التساؤلات:
- لماذا تم إخفاء تفاصيل الخطأ الطبي كل هذه الفترة؟
- هل هناك تقصير من المستشفى؟
- هل كانت هناك محاولات للتستر على الطبيب المعني؟
الجمهور يطالب بالعدالة: وسم #حق_إيناس_النجار يتصدر
بعد كشف سوار عن الخطأ الطبي، اجتاح وسم #حق_إيناس_النجار منصات التواصل، مطالبين بمحاسبة المتورطين وعدم التهاون مع الإهمال الطبي، خصوصًا عندما تكون الضحية شخصية معروفة.
وتوالت المنشورات التي تستنكر ما حدث وتدعو وزارة الصحة المصرية ونقابة الأطباء إلى فتح تحقيق شفاف، فيما طالب البعض بوضع آليات واضحة للرقابة الطبية على العيادات والمستشفيات الخاصة.
هل تكون سابقة قانونية؟ مسؤولية الأطباء في الميزان
قضية إيناس النجار قد لا تكون الأولى، لكنها ربما تصبح من القضايا المفصلية في ملف الأخطاء الطبية في العالم العربي، خصوصًا بعد أن كشفت عائلتها تفاصيل الحادثة للرأي العام.
وتزداد المطالبات بإجراء تغييرات في القانون لتشديد العقوبات على الخطأ الطبي الناتج عن الإهمال أو قلة الخبرة، كما تطرح القضية سؤالًا ملحًا حول:
- “من يحاسب الطبيب إذا مات المريض؟”
تعليقات الوسط الفني: حزن، غضب، ومطالبات بالحقيقة
عدد من الفنانين أعربوا عن صدمتهم مما حدث. وقالت إحدى زميلاتها:
“لم أصدق حين سمعت الخبر.. لم تكن مريضة، كانت تضحك وتخطط لمشاريع جديدة، ما حدث معها جريمة بكل معنى الكلمة”.
في حين علّق فنان آخر:
“أدعو لفتح ملف الأخطاء الطبية، فقد حان الوقت لمحاسبة المقصّرين.. إيناس ليست الأولى ولن تكون الأخيرة إن لم يُتخذ إجراء”.
ختامًا: هل سينتصر الحق؟
رغم الحزن العميق على فقدان إيناس النجار، فإن الأمل لا يزال قائمًا في أن تتحقق العدالة ويُحاسب من تسبب في هذه الفاجعة، لا لردّ الحياة إلى الراحلة، بل لعدم تكرار المأساة مع ضحية أخرى.
ولعلّ هذا الحادث المروّع يكون بداية لفتح ملف شائك ومسكوت عنه في عالم الطب، ومناسبة لإعادة النظر في تعامل الأطباء مع الحالات الحرجة، ومحاسبة المتهاونين بأرواح الناس.