سبب وفاة الفنانة سمر عبد العزيز: خسارة فنية موجعة ورحيل بصمت راقٍ
ودّعت الساحة الفنية السورية يوم الثلاثاء 30 أبريل 2025، واحدة من أنبل وأرقى الفنانات، سمر عبد العزيز، التي رحلت عن عالمنا عن عمر ناهز 52 عامًا بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان. الخبر نزل كالصاعقة على جمهورها ومحبيها، ونعى فنانون وإعلاميون رحيلها بحزن عميق.
سمر لم تكن مجرد فنانة؛ بل كانت صوتًا دافئًا وممثلة حاضرة دائمًا بأدائها الرزين وشخصيتها الهادئة، رغم ألم المرض الذي واجهته بشجاعة وصبر لا يُوصف.
من هي سمر عبد العزيز ويكيبيديا؟ سيرة فنية وإنسانية
ولدت سمر عبد العزيز عام 1973 في دمشق، ونشأت وسط عائلة فنية تحب الموسيقى والمسرح، ما ساعدها على دخول المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، الذي تخرّجت منه لاحقًا بتفوق.
تنقلت في مشوارها بين التمثيل والغناء، وبرزت في:
- الدراما الاجتماعية والبيئية السورية.
- الغناء الطربي الأصيل الذي رافق بداياتها.
- مشاركات في أعمال رمضانية شهيرة كـ”يوميات جميل وهناء” و”حمام القيشاني”.
الصراع مع المرض: صمت وبسالة
عرفت سمر عبد العزيز بأنها امرأة قوية، حيث خاضت معركة قاسية مع مرض السرطان، دون أن تفصح كثيرًا عن تفاصيله.
رغم ظهور علامات الوهن الجسدي عليها في بعض المناسبات، كانت تحرص على عدم إظهار الألم أو استعطاف الجمهور. كانت آخر كلماتها المنشورة قبل الوفاة رسالة شكر لكل من دعا لها أو سأل عنها، قائلة:
“أنا بخير.. الله لا ينسى عباده، دعواتكم دائمًا تواسيني”.
الفنانة سمر عبد العزيز في عيون محبيها
عُرفت سمر بعلاقتها الطيبة مع جمهورها، فكانت:
- متواضعة في اللقاءات الإعلامية.
- مُحبّة لزملائها، بعيدة عن الجدل.
- مُشاركة في الفعاليات الخيرية والفنية لدعم مرضى السرطان.
نعى وفاتها عدد كبير من الفنانين السوريين والعرب على رأسهم:
- أيمن زيدان: “وداعًا للصوت الطيب.. سمر في القلب دائمًا”.
- صباح الجزائري: “رحلت سيدة الرقي.. سامحك الله على وجع الرحيل”.
- كاريس بشار: “تركتِ لنا مساحة فراغ لا تُملأ”.
تفاصيل الجنازة والعزاء
تم الإعلان عن وفاة الفنانة سمر عبد العزيز في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 30 أبريل 2025، فيما أقيمت صلاة الجنازة عليها في دمشق، وسط حضور فني وإعلامي حاشد.
وتم تحديد مكان تقبّل العزاء في دار الأوبرا السورية، حيث فُتح سجل عزاء رسمي تكريمًا لمسيرتها الفنية ودماثة أخلاقها.
أبرز محطات مشوارها الفني
في التمثيل:
- يوميات مدير عام
- أهل الراية
- الحصرم الشامي
- باب الحارة (جزء لاحق)
في الغناء:
- ألبوم “موطني” عام 2006.
- أغانٍ وطنية مثل “راجعين”.
- أداءات فردية على المسرح الغنائي السوري.
إرثها الفني والإنساني
رغم أنها لم تكن من النجمات الصاخبات إعلاميًا، إلا أن سمر عبد العزيز تركت أثرًا كبيرًا لدى جمهورها، حيث عُرفت بـ:
- الالتزام الفني دون افتعال أو استعراض.
- انتقاء أدوار تعكس قضايا مجتمعية.
- تعامل إنساني راقٍ مع كل من عرفها.
- وقد تساءل البعض عقب وفاتها:
هل نحن نقدّر الفنانين الهادئين كما يجب؟
إذ بدا وكأن سمر رحلت بنفس الهدوء الذي عاشت به، دون ضجيج أو ادعاء.
كلمات تخلّد ذكرى سمر عبد العزيز
“كانت حنجرتها تُغني وجعنا، وصوتها يدعو للأمل” – ناقد فني سوري
“سمر لم تكن تمرّ مرور الكرام في أي عمل، كانت تُترك بصمتها بهدوء وصدق” – زميل دراسي من المعهد العالي
خاتمة: حين يرحل الضوء الهادئ
بغياب سمر عبد العزيز، خسر الوسط الفني العربي قلبًا دافئًا وفنًا صادقًا، وخسر جمهورها فنانة أحبّت الكلمة والناس والوطن. لكن ذكراها ستبقى، في أدوارها، في أغنياتها، وفي محبة الناس التي لم تتوقف لحظة واحدة بعد وفاتها.
اللهم ارحمها واغفر لها، واسكنها فسيح جناتك.