سبب تأجيل حكم الإعدام ضد مليح الهرشاني.. تفاصيل مثيرة لأول مرة

في سابقة غير مسبوقة في تاريخ القضاء الكويتي، صدر أمر أميري بتأجيل تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق المواطن الكويتي مليح الهرشاني، بعد الكشف عن تطورات صحية ونفسية مفاجئة أثارت ضجة واسعة في الشارع الكويتي وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

هذا القرار جاء بعد اطلاع الجهات العليا على تقارير طبية حديثة تؤكد معاناة المحكوم عليه من اضطراب الفصام وإعاقة فكرية، مما استدعى إعادة النظر في إمكانية تنفيذ الحكم ضده وفقاً للمعايير القانونية والإنسانية.

في هذا المقال نسلط الضوء على القصة الكاملة وراء تأجيل حكم الإعدام ضد مليح الهرشاني، تفاصيل الحالة الصحية، الإجراءات القانونية الجديدة، وردود أفعال المجتمع الكويتي حول هذا القرار التاريخي.

تفاصيل قرار تأجيل حكم الإعدام ضد مليح الهرشاني

نقلاً عن الحساب الرسمي للمحامي الكويتي المعروف “يكيكي”، أصدر صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، أمرًا بتأجيل تنفيذ حكم الإعدام ضد المواطن مليح الهرشاني.

وجاء القرار بعد مراجعة مستفيضة للملف الطبي للمحكوم عليه، حيث:

  • تبين أنه مصاب باضطراب الفصام، وهو اضطراب نفسي شديد يؤثر على التفكير والسلوك.
  • إضافة إلى ذلك، أثبتت الفحوصات معاناته من إعاقة فكرية تمنعه من الإدراك الكامل لطبيعة أفعاله ونتائجها.
  • وبناءً على ذلك، تمت إحالته إلى اللجنة الطبية المختصة لمزيد من الفحوصات والتقييمات النهائية قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن مصيره القضائي.

من هو مليح الهرشاني ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

مليح الهرشاني مواطن كويتي، كان قد صدر بحقه حكم بالإعدام بتهمة ارتكاب جريمة خطيرة، حظيت بتغطية إعلامية واسعة.
طوال مراحل محاكمته، لم يكن هناك تركيز كبير على حالته النفسية والعقلية، حتى ظهرت مؤخرًا مستندات وتقارير طبية تشير إلى معاناته من مشاكل صحية عقلية عميقة أثرت على سلوكه ومسؤوليته الجنائية.

هذه المستجدات فتحت بابًا واسعًا لإعادة تقييم قضيته من منظور قانوني وإنساني معًا.

الحالة الصحية لمليح الهرشاني.. ماذا كشف التقرير الطبي؟

أوضح التقرير الطبي المرفوع حديثًا إلى الجهات العليا أن مليح يعاني مما يلي:

اضطراب الفصام المزمن:
وهو اضطراب نفسي يؤثر بشكل مباشر على التفكير والعاطفة والسلوك الاجتماعي، قد يؤدي إلى انفصال عن الواقع.

إعاقة فكرية:
مستوى ذكاء أقل من المتوسط مع صعوبات في مهارات الحياة اليومية.

هذا يعني أن مليح الهرشاني ربما لم يكن مدركًا بالكامل لطبيعة أفعاله وقت ارتكاب الجريمة، مما يضعف ركن المسؤولية الجنائية عنه وفقًا للقوانين الكويتية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

لماذا يُعتبر تأجيل الحكم سابقة قانونية؟

يعد هذا التأجيل سابقة لعدة أسباب:

  • أول مرة يتم فيها تعليق تنفيذ حكم إعدام بسبب اضطرابات نفسية في الكويت.
  • اعتماد الدولة بشكل رسمي على تقييمات اللجنة الطبية الشرعية قبل الإعدام.
  • تأكيد على احترام المعايير الدولية في التعامل مع المحكومين نفسياً.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تطور مهم في تحديث النظام القضائي الكويتي، بما يتماشى مع مبادئ العدالة والرحمة والإنصاف.

اللجنة الطبية.. مهمة دقيقة وحاسمة

تمت إحالة مليح الهرشاني إلى لجنة طبية شرعية متخصصة لفحص حالته الصحية والعقلية بشكل دقيق وشامل.
وتشمل مهام اللجنة ما يلي:

  • إجراء فحوصات نفسية وسريرية متكاملة.
  • تقييم مدى قدرة مليح على فهم طبيعة الجريمة التي ارتكبها.
  • تحديد مدى مسؤوليته الجنائية وقت ارتكاب الجريمة.
  • رفع تقرير نهائي لوزارة الداخلية والجهات القضائية العليا لاتخاذ القرار المناسب.

ماذا ينص القانون الكويتي بشأن المحكوم عليهم الذين يعانون من اضطرابات نفسية؟

وفقًا للقانون الكويتي، فإنه:

  • لا يجوز تنفيذ حكم الإعدام بحق شخص فاقد للإدراك أو الوعي الكامل وقت تنفيذ الحكم.
  • في حال ثبتت إصابته باضطراب عقلي شديد، يتم تعليق التنفيذ مؤقتًا لحين تحسن حالته، أو تحويل قضيته إلى إعادة نظر.
  • تراعى الاتفاقيات الدولية، خاصة العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي ينص على حماية حقوق المحكومين نفسياً.

ماذا بعد تأجيل الإعدام؟

السيناريوهات المحتملة بعد قرار التأجيل هي:

تأكيد الإعاقة الذهنية عبر تقرير اللجنة الطبية، مما قد يؤدي إلى:

  • إلغاء حكم الإعدام.
  • تخفيف الحكم إلى السجن مع العلاج الإجباري.
  • عدم تأكيد وجود عجز نفسي كافٍ، مما قد يؤدي إلى استئناف ترتيبات تنفيذ الإعدام.

لكن الأرجح حتى الآن، وبحسب المعطيات الطبية، أن يتم تحويل القضية إلى مسار قانوني مختلف يأخذ في الاعتبار الوضع الصحي للمحكوم عليه.

ردود أفعال الشارع الكويتي

أثار القرار تباينًا كبيرًا في مواقف الرأي العام:

  • البعض أبدى تفهمه واحترامه للقرار الإنساني، معتبرين أن المرضى النفسيين يجب أن يعاملوا وفقًا لظروفهم الصحية الخاصة.
  • آخرون أعربوا عن قلقهم من أن يتم استغلال الأمراض النفسية كوسيلة للتهرب من العقوبة.
  • طُرحت أسئلة عديدة حول ضرورة تطوير أدوات الفحص النفسي المبكر للموقوفين.
  • في المجمل، حظي قرار التأجيل بتأييد واسع باعتباره انتصارًا للرحمة والعدالة الحقيقية.

الجانب الإنساني في القضية

القضية تتجاوز إطارها القانوني إلى أبعاد إنسانية عميقة:

  • كيف نتعامل مع إنسان فقد السيطرة على أفعاله بسبب مرض عقلي؟
  • ما هو الحد الفاصل بين تنفيذ العدالة وبين احترام الحقوق الأساسية للمرضى النفسيين؟
  • أسئلة صعبة، لكنها ضرورية لصياغة مجتمع يحترم الإنسان حتى في لحظات ضعفه وألمه.

تأثير القضية على النظام القضائي الكويتي

أكدت هذه القضية الحاجة إلى:

  • تعزيز حضور الخبراء النفسيين في مراحل التحقيق والمحاكمة.
  • مراجعة القوانين المتعلقة بالمحكومين ذوي الإعاقات الذهنية.
  • تحديث بروتوكولات تنفيذ أحكام الإعدام بما يراعي المعايير الحقوقية الدولية.

خلاصة القضية

تأجيل تنفيذ حكم الإعدام ضد مليح الهرشاني هو قرار تاريخي يعكس:

  • حكمة القيادة الكويتية في التعامل مع قضايا معقدة.
  • احترام الدولة للعدالة الإنسانية.
  • التزام الكويت بالمعايير الأخلاقية والقانونية العالمية.
  • مهما كانت النهاية، فإن هذه القضية ستبقى علامة فارقة في تاريخ العدالة الكويتية.

علي شاهين

كاتب مثقف ومتعدد المواهب، يمتلك شغفًا بالمعرفة والاكتشاف. يكتب عن مجموعة واسعة من الموضوعات، من الثقافة والفنون إلى السياسة والاقتصاد. يتميز بأسلوبه الرصين والتحليلي الذي يضيف قيمة معرفية للقارئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !