تفاصيل أزمة شعار معرض تونس للكتاب 2025 – بين الإبداع والجدل

وسط تطلعات المثقفين ومحبي القراءة في تونس والعالم العربي، انطلقت فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب 2025، الذي يحمل هذه السنة شعارًا لافتًا: “نقرأ لنبني”.

ورغم أجواء الحماس الثقافي المصاحبة للدورة الـ39 من هذا الحدث العريق، لم تمر التحضيرات بلا جدل، إذ أثار اختيار الشعار عاصفة من الانتقادات والاتهامات بالاقتباس غير المبرر من شعار سابق لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

في هذا التقرير عبر عرب ميرور، نرصد لكم التفاصيل الكاملة لأزمة شعار معرض تونس للكتاب 2025، مع نظرة شاملة على الحدث الثقافي الأبرز في تونس هذا العام.

معرض تونس الدولي للكتاب 2025 – التفاصيل الكاملة

استمرار رغم التحديات

على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتحديات الاجتماعية، يواصل معرض تونس الدولي للكتاب انتظامه السنوي منذ تأسيسه، ليحتل مكانة مركزية في المشهد الثقافي التونسي والعربي.

تُقام الدورة الـ39 من المعرض في قصر المعارض بالكرم، وتستمر حتى يوم الأحد 4 مايو 2025، بمشاركة عربية وعالمية واسعة.

المعرض في أرقام

بعض الأرقام اللافتة عن دورة هذا العام:

  • الميزانية: 1.8 مليون دينار تونسي.
  • عدد الدول المشاركة: 29 دولة عربية وعالمية.
  • عدد العارضين: 313 عارضا منهم 166 من خارج تونس.
  • عدد العناوين المتوفرة: أكثر من 110 آلاف عنوان كتاب.
  • عدد الضيوف: 183 مفكرًا ومثقفًا، منهم 50 شخصية عربية وعالمية بارزة.

ضيف الشرف: الصين

اختارت إدارة المعرض الصين كضيف شرف لهذه الدورة، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين تونس والصين، وتوسيع آفاق التعاون الأدبي والفني بين البلدين.

أزمة شعار المعرض.. كيف بدأ الجدل؟

رغم الاستعدادات الكبيرة والنجاح التنظيمي، إلا أن الإعلان عن شعار “نقرأ لنبني” فجر موجة من الجدل في الأوساط الأدبية والثقافية التونسية:

انتقد العديد من الكتاب والنقاد استخدام الشعار، مؤكدين أنه “مستنسخ” من شعار معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي استخدم عبارة مشابهة في دورات سابقة.

البعض اعتبر أن الشعار يفقد روحه الإبداعية كونه مكررًا لا يعبر عن الخصوصية التونسية الثقافية.

بينما ذهب آخرون إلى اعتبار الأمر “سرقة فكرية” تسيء إلى تاريخ المعرض ومكانته.

ماذا قال المنتقدون؟

أبرز ما عبر عنه المنتقدون:

  • ضرورة الابتكار في اختيار الشعارات التي تعكس الهوية الثقافية الوطنية.
  • انتقاد القائمين على المعرض بسبب ما وصفوه بـ “التسرع وعدم البحث الكافي” قبل اعتماد الشعار.
  • دعوات إلى فتح نقاشات علنية حول آليات اختيار الشعارات الثقافية مستقبلا.

دفاع اللجنة المنظمة

في المقابل، دافعت اللجنة المنظمة عن اختيار الشعار:

  • بررت أن شعار “نقرأ لنبني” هو شعار إنساني عام لا يحتكره حدث ثقافي معين.
  • أكدت أن التركيز يجب أن يكون على أهمية القراءة في بناء الأوطان، وليس على تفاصيل الشبهات حول الشعارات.
  • شددت على أن الهدف الرئيسي للمعرض هو الترويج للثقافة والمعرفة وليس الانشغال بالجدل.

الإقبال الجماهيري.. القراءة ما تزال بخير!

رغم الجدل حول الشعار، شهد المعرض إقبالًا جماهيريًا كثيفًا منذ الساعات الأولى:

  • آلاف الزوار يتوافدون يوميًا لاكتشاف أحدث الإصدارات.
  • مشاركة دور نشر عربية وعالمية كبيرة.
  • تنظيم لقاءات توقيع كتب وندوات فكرية.
  • نشاط ملحوظ في أجنحة الطفل وورش القراءة الإبداعية.
  • وهو ما يؤكد أن الشغف بالكتاب لا يزال حاضرًا بقوة رغم كل التحديات.

شخصيات بارزة تشارك في دورة 2025

من أبرز الشخصيات المشاركة:

  • الكاتب الليبي إبراهيم الكوني، أحد أعمدة الأدب العربي الحديث.
  • الكاتبة الجزائرية الفرنسية سعاد لعبيز، برصيدها المميز في الترجمة والأدب النسوي.
  • الكاتب اليمني حبيب عبد الرب سروري، برواياته الفكرية الجريئة.
  • الروائي السعودي أسامة المسلم، أحد الأسماء البارزة في أدب الفانتازيا العربية.

ماذا يقول النقاد عن أزمة الشعارات الثقافية؟

ترى بعض التحليلات أن الأزمة تعكس مشاكل أوسع:

  • غياب الابتكار في الإدارة الثقافية ببعض الدول العربية.
  • نقص الاستثمار في العقول الشابة القادرة على صياغة أفكار جديدة.
  • التعامل مع الفعاليات الثقافية بمنطق الحدث العابر دون التفكير في بناء هوية متميزة ومستدامة.

مقارنة مع معرض القاهرة الدولي للكتاب

للمزيد من الإيضاح، معرض القاهرة الدولي للكتاب كان قد اعتمد شعارات مشابهة مثل:

  • “بالقراءة نبني المستقبل.”
  • “في القراءة حياة.”

ما يعزز فكرة التشابه لكنه لا يعني بالضرورة النسخ الحرفي، وفق وجهة نظر بعض المتابعين.

دور المعارض في تعزيز القراءة

معارض الكتاب تبقى من أهم الأدوات في:

  • نشر ثقافة القراءة في المجتمع.
  • دعم صناعة النشر والكتاب.
  • خلق فضاءات للحوار الثقافي.
  • تحفيز الشباب على الابتكار والبحث العلمي.

لذلك فإن النقاشات حول مثل هذه القضايا ضرورية لتحسين جودة الفعاليات الثقافية مستقبلًا.

في الختام
بين الجدل حول الشعار، والنجاحات التنظيمية، والثراء الثقافي، تبقى دورة معرض تونس الدولي للكتاب 2025 شهادة على أن الثقافة في تونس ما تزال نابضة بالحياة، مهما كانت التحديات.

ورغم الانتقادات، فإن الأمل معقود على أن تسهم هذه النقاشات في تحفيز الوعي الثقافي الجماعي بأهمية الابتكار والتميز في إدارة الفعاليات الثقافية القادمة.

ستظل القراءة دوماً، كما يقول الشعار، وسيلة للبناء… وبوابة للمستقبل.

محمد علي

صحفي تحقيقي بارع، يتميز بشغفه بكشف الحقائق وإيصالها للجمهور. يمتلك مهارات بحث وتقصي عالية، ويتبع المنهج العلمي في تحليله للأحداث. يتميز بأسلوبه الجريء والمؤثر الذي يدفع القارئ إلى التفكير والتأمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !