من هو الشيخ ضيف الله الأحمري ويكيبيديا السيرة الذاتية – تفاصيل كاملة عن حياته ومسيرته العلمية
في عالم العلماء والمصلحين، يسطع نجم أسماء خالدة تبقى محفورة في الذاكرة، ليس فقط بسبب علمهم الغزير، بل أيضًا لتواضعهم وإخلاصهم في خدمة الدين والمجتمع. ومن بين هذه القامات السامقة، يبرز اسم الشيخ ضيف الله الأحمري، أحد كبار علماء السعودية وأبرز رموز الدعوة السلفية في الجنوب.
مع إعلان نبأ وفاته، تسابق الناس للبحث عن تفاصيل حياته، سيرته، ومكانته العلمية التي شغلت قلوب الآلاف. في هذا المقال عبر منصة “عرب ميرور”، نستعرض لكم السيرة الذاتية الكاملة للشيخ الجليل، مع محطات من مسيرته العامرة بالعلم والنور.
من هو الشيخ ضيف الله الأحمري ويكيبيديا؟
الشيخ ضيف الله بن مشبب الأحمري، عالم وفقيه سعودي معاصر، وُلد عام 1928 ميلاديًا (1347 هجريًا)، ونشأ في قبيلة آل حسين بلحمر، وهي واحدة من أشهر القبائل العريقة في منطقة عسير جنوب المملكة العربية السعودية.
منذ نعومة أظافره، مال الشيخ إلى طلب العلم الشرعي، فأصبح مع مرور الوقت أحد أبرز مشايخ السلفية في المنطقة، وامتدت شهرته إلى أنحاء المملكة كافة.
اشتهر الشيخ ضيف الله بحسن خلقه، ورزانة عقله، وقوة حجته المستندة إلى الكتاب والسنة. ولم يكن عالمًا يقتصر على الكتب فقط، بل كان ميدانيًا يخالط الناس ويعلمهم ويرشدهم بالحكمة والموعظة الحسنة. وقد أسهم بشكل كبير في نشر الفكر السلفي المعتدل بين الشباب والناشئة.
السيرة الذاتية للشيخ ضيف الله الأحمري
نُقدم لكم السيرة الذاتية الكاملة للشيخ ضيف الله الأحمري وفق البيانات المتوفرة:
- الاسم الكامل: ضيف الله بن مشبب الأحمري
- تاريخ الميلاد: 1928 ميلاديًا / 1347 هجريًا
- مكان الميلاد: بلحمر، منطقة عسير، المملكة العربية السعودية
- العمر عند الوفاة: 96 عامًا
- الديانة: الإسلام
- الطائفة: أهل السنة والجماعة – المنهج السلفي
- القبيلة: آل حسين بلحمر
- المهنة: عالم دين وفقيه شرعي
- مكان الوفاة: المملكة العربية السعودية – مستشفى بلسمرة
- تاريخ الوفاة: الجمعة 25 أبريل 2025 ميلادي / 27 شوال 1446 هجري
- مكان الدفن: مقبرة آل خزيم بعد الصلاة عليه في جامع اثنين بلسمرة
أثر الشيخ ضيف الله الأحمري العلمي والدعوي
لم يكن الشيخ ضيف الله مجرد معلم أو خطيب، بل كان مدرسة قائمة بذاتها. على مدى أكثر من ستة عقود، دأب على تعليم أصول الدين وقواعد الشريعة لكافة من يقصده من طلاب العلم. وكان تركيزه منصبًا على غرس العقيدة الصحيحة في النفوس، ونشر السنة، ومحاربة البدع والمحدثات.
لقد تخرج على يديه مئات من الطلبة الذين أصبح بعضهم علماء وخطباء بارزين، وأسهموا في إثراء الحركة العلمية والدعوية بالمملكة. وكان الشيخ حريصًا على التأليف أيضًا، حيث ترك إرثًا من الكتب والمصنفات في الفقه والعقيدة والتفسير.
مميزات شخصية الشيخ ضيف الله الأحمري
ما ميز الشيخ ضيف الله عن غيره من العلماء:
- التواضع الجم: كان يرحب بكل من يقصده صغيرًا كان أم كبيرًا.
- الزهد في الدنيا: لم تغره المناصب أو الشهرة، بل كان شعاره دائمًا (ما عند الله خير وأبقى).
- الإخلاص في الدعوة: كان همه هداية الناس ونشر الحق، دون طلب مال أو منصب.
- الحنكة والحكمة: كان يتعامل مع المشكلات المجتمعية بحكمة وروية نادرة.
- الاهتمام بالشباب: كان يرى أن الشباب هم أمل الأمة، فكرس جزءًا كبيرًا من وقته لتوجيههم.
تفاصيل وفاة الشيخ ضيف الله الأحمري
بعد حياة طويلة مليئة بالعطاء العلمي والدعوي، بدأت حالة الشيخ الصحية تتدهور مع تقدم العمر. وبعد معاناة مع المرض، أُدخل إلى مستشفى بلسمرة، حيث بذل الأطباء قصارى جهدهم لرعايته، ولكن مشيئة الله كانت فوق كل شيء.
توفي الشيخ ضيف الله الأحمري في يوم الجمعة 25 أبريل 2025 ميلادي، ما يوافق 27 شوال 1446 هجري، عن عمر ناهز 96 عامًا. وكان لخبر وفاته وقعٌ أليم في قلوب محبيه وتلامذته الذين نعوه بكلمات مؤثرة، مستذكرين علمه وفضله.
موعد ومكان صلاة الجنازة ودفن الشيخ ضيف الله الأحمري
أعلنت الأسرة الكريمة أن الصلاة على الشيخ ستقام ظهر يوم السبت 26 أبريل 2025، في جامع اثنين بلسمرة، بحضور عدد غفير من العلماء والطلبة وعامة الناس.
وبعد الصلاة، تم مواراة جثمانه الثرى في مقبرة آل خزيم، وسط دعوات صادقة بأن يجعله الله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
أبرز الدروس والدورات التي كان يلقيها الشيخ ضيف الله الأحمري
طوال حياته، حرص الشيخ ضيف الله على إلقاء دروس علمية مستمرة، ومن أبرز ما كان يقدمه:
- دروس أسبوعية في شرح كتب العقيدة (كالعقيدة الواسطية والتوحيد).
- دورات مكثفة في الفقه الحنبلي.
- شرح مواضع مختارة من صحيح البخاري وصحيح مسلم.
- سلسلة محاضرات في السيرة النبوية.
- دروس توجيهية في آداب طلب العلم والعمل الدعوي.
كلمات مؤثرة من طلابه ومحبيه
توالت ردود الأفعال الحزينة على مواقع التواصل الاجتماعي فور إعلان وفاته، حيث نعاه كثير من العلماء والدعاة المعروفين، وكان من بينهم كلمات مثل:
- “فقدنا اليوم علمًا من أعلام الجنوب، ومصباح هداية أطفأه القدر، ولكن نوره لا يزال يضيء القلوب”.
- “اللهم اجزه عنا وعن طلابه خير الجزاء، وألحقنا به على الإيمان والسنة”.
- “رحمك الله شيخنا الفاضل، لقد كنت أبًا ومربيًا وأستاذًا في آن واحد”.
إرث الشيخ ضيف الله العلمي والديني
يُعد الشيخ ضيف الله الأحمري نموذجًا مشرفًا للعالم الذي جمع بين العلم والعمل، وبين الدعوة والإصلاح، وبين الورع والزهد. ترك وراءه:
- عشرات الكتب والدروس المسجلة.
- أجيالاً من العلماء والدعاة الذين تتلمذوا عليه.
- أثرًا طيبًا في قلوب أبناء منطقته ومن عرفوه.
- سيرة عطرة تشهد لها المساجد والمجالس.
في الختام
إن الحديث عن قامة مثل الشيخ ضيف الله الأحمري لا تكفيه مقالات أو كلمات معدودة. لقد كان شعلة علم، وهاديًا للناس، ومجددًا لفكر الشباب، ومجسدًا لقيم الإسلام العظيم.
رحل بجسده، ولكنه ترك إرثًا خالدًا يسري في جنبات الدعوة والعلم في السعودية وخارجها. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلحقنا به غير مفرطين ولا مبدلين.