من هي ليلى البرادعي ويكيبيديا؟ السيرة الذاتية الكاملة لرمز أكاديمي مصري
في لحظة مفاجئة، انطفأ نورٌ من أنوار الساحة الأكاديمية والإدارية في مصر، برحيل الدكتورة ليلى البرادعي، واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجالات الإدارة العامة والسياسات العامة، والتي توفيت فجأة في حادث سير مروّع يوم 18 أبريل 2025، تاركة خلفها إرثًا علميًا وإنسانيًا يصعب تعويضه.
عرفها الجميع كأول امرأة مصرية وعربية تحصل على جائزة ASPA الدولية، ولكن خلف هذا اللقب كانت هناك قصة نضال وتفانٍ استثنائية، تبدأ من قاعات الجامعات ولا تنتهي عند حدود الجوائز. فمن هي ليلى البرادعي؟ وما هي محطاتها الأهم في مسيرتها؟ وما الذي أدى إلى هذا الرحيل المفاجئ الذي هزّ قلوب كل من عرفها؟
من هي ليلى البرادعي ويكيبيديا؟
ليلى البرادعي هي أكاديمية مصرية شهيرة، تُعد من أبرز المتخصصات في الإدارة العامة والسياسات العامة في العالم العربي. وُلدت عام 1964، وبدأت مشوارها العلمي في سن مبكرة، لتتحول لاحقًا إلى رمز أكاديمي بارز في الجامعات المصرية والدولية.
كانت مسيرتها حافلة بالمبادرات التعليمية والتطويرية، وشغلت مناصب عليا داخل الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما عملت كمستشارة لعدد من المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
النشأة والتعليم الأكاديمي للدكتورة ليلى البرادعي
نشأت ليلى البرادعي في بيئة تعليمية مشجعة، وبرز شغفها بالمعرفة منذ الصغر، حيث التحقت بـ:
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتخرجت منها عام 1983 بدرجة بكالوريوس إدارة الأعمال مع مرتبة الشرف.
- ثم حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال عام 1988 من نفس الجامعة.
- في عام 1998، نالت درجة الدكتوراه في الإدارة العامة من جامعة القاهرة، وهو ما أرسى أساسًا علميًا متينًا لمستقبلها الأكاديمي.
هذا التكوين المتنوع بين المحلي والدولي ساعدها على دمج البُعد النظري بالتطبيق العملي، لتصبح واحدة من أكثر الأكاديميين تأثيرًا في ميدان الحوكمة في مصر والعالم العربي.
من هو زوج ليلى البرادعي؟ وهل لديها أبناء؟
تزوجت الدكتورة ليلى البرادعي من الدكتور إبراهيم شكري، الذي يُعتبر بدوره أكاديميًا بارزًا في مجاله. كان الاثنان يُشكّلان ثنائيًا علميًا وإنسانيًا راقيًا، حيث جمعتهما شراكة مبنية على التفاهم والدعم المتبادل.
ورغم أنهما لم يكونا من الشخصيات العامة التي تتصدر العناوين، إلا أن علاقتهما شكّلت نموذجًا يُحتذى به في المجتمع الأكاديمي، خاصة بعد أن رحلا معًا في نفس الحادث المؤلم.
لم تؤكد المصادر الرسمية ما إذا كان لديهما أبناء، إلا أن العديد من طلابها الذين نعوها على مواقع التواصل وصفوا أنفسهم بأنهم أبناء فكريين للدكتورة البرادعي.
المسيرة المهنية في الجامعات المصرية
بدأت ليلى البرادعي حياتها المهنية كـ عضو هيئة تدريس في جامعة القاهرة، حيث أمضت ما يقارب 14 عامًا، تميزت خلالها بتركيزها على:
- تحديث مناهج الإدارة العامة.
- إشراك الطلاب في مشاريع بحثية تطبيقية.
- تطوير التفكير النقدي لديهم في مسائل السياسات العامة.
في عام 2006، انتقلت إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة كأستاذة متفرغة في قسم السياسات العامة والإدارة، لتبدأ فصلًا جديدًا من التأثير، حيث ساهمت في:
- بناء برامج ماجستير متخصصة.
- تطوير منهجية التدريس باستخدام دراسات الحالة.
- إشرافها على مشاريع التخرج النوعية.
أبرز المناصب التي شغلتها
بجانب العمل الأكاديمي، تولت البرادعي مسؤوليات تنفيذية داخل الجامعة الأمريكية، منها:
- نائب عميد كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة.
- العميد المشارك لشؤون البحث والدراسات العليا.
- مديرة برنامج ماجستير الإدارة العامة (MPA).
قائدة مبادرة Public Policy Hub التي تهدف إلى تمكين الشباب من أدوات تحليل السياسات والتواصل مع صانعي القرار.
مشاركاتها الدولية وأعمالها الاستشارية
امتدت خبرتها خارج حدود مصر، لتشمل منظمات دولية كبرى مثل:
- البنك الدولي: شاركت في مشاريع إصلاح الإدارة الحكومية.
- USAID: أسهمت في تصميم برامج تدريبية للتنمية المؤسسية.
- UNDP: قدمت استشارات في ملف الحوكمة الرشيدة وتمكين النساء.
- مركز بحوث التنمية الألماني (ZEF) في بون: قدمت دراسات تقييمية للبرامج التنموية.
جائزة الإدارة العامة الدولية (ASPA) 2024
في عام 2024، حصلت ليلى البرادعي على جائزة الإدارة العامة الدولية من الجمعية الأمريكية لإدارة الشؤون العامة (ASPA)، لتكون:
- أول امرأة مصرية وعربية تنال هذا التكريم.
- اعترافًا عالميًا بإسهاماتها المؤثرة في إصلاح السياسات والحوكمة.
- وجاء هذا التكريم ليعكس حجم تأثيرها، ليس فقط محليًا، بل على الساحة الدولية أيضًا، حيث وصفها الخبراء بأنها:
- “جسر حيوي بين الفكر الأكاديمي والتطبيق العملي في السياسات العامة في الشرق الأوسط.”
تفاصيل وفاة ليلى البرادعي.. حادث مفجع يهز الوسط الأكاديمي
في يوم 18 أبريل 2025، تلقت الأوساط العلمية في مصر والعالم العربي خبرًا صادمًا: وفاة الدكتورة ليلى البرادعي في حادث سير مروّع، أودى بحياتها مع زوجها الدكتور إبراهيم شكري.
الخبر سُرعان ما انتشر كالنار في الهشيم، وأكدته جهات جامعية رسمية، وقد خلّف الحادث صدمة كبيرة بين طلابها وزملائها، حيث تم تنظيم وقفة حداد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ونعى أساتذة الجامعات المصرية والعربية الفقيدة بكلمات مؤثرة.
كلمات الوداع: ماذا قال عنها طلابها وزملاؤها؟
- “لم تكن مجرد أستاذة، كانت أمًا علمية.”
- “ليلى البرادعي غرست فيّ حب السياسات العامة.”
- “فقدنا عقلًا نادرًا، وضميرًا أكاديميًا لا يتكرر.”
حتى الحسابات الرسمية لمؤسسات دولية مثل UNDP وUSAID نشرت تغريدات نعي تُشيد بإسهاماتها وتعبّر عن الحزن العميق لوفاتها.
إرث علمي لا يُنسى
قد ترحل الأجساد، لكن أثر الفكر باقٍ، وقد تركت الدكتورة البرادعي خلفها:
- عشرات الأبحاث المنشورة في مجلات دولية.
- مئات الخريجين الذين أصبحوا صناع قرار ومدراء برامج.
- منهجيات تدريسية باتت تُدرّس في جامعات عربية عديدة.
بطاقة معلومات عن ليلى البرادعي
- الاسم الكامل د. ليلى البرادعي
- تاريخ الميلاد 1964
- الجنسية مصرية
- التخصص الإدارة العامة والسياسات العامة
- أهم الجوائز جائزة ASPA للإدارة العامة الدولية 2024
- الوظيفة الأخيرة أستاذة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة
- الحالة الاجتماعية متزوجة من د. إبراهيم شكري
- تاريخ الوفاة 18 أبريل 2025
- سبب الوفاة حادث سير
- العمر عند الوفاة 60 عامًا
خاتمة: رحيل الجسد وبقاء الرسالة
رحلت ليلى البرادعي بجسدها، لكن فكرتها، إيمانها بالعلم، وحرصها على التغيير الإيجابي، سيبقون حاضرين في كل طالب علم، وفي كل إصلاح إداري حدث بتأثير غير مباشر من جهودها.
لقد فقد العالم العربي عقلًا مشرقًا، وصوتًا نقيًا، وامرأةً صنعت فرقًا، ولكن إرثها الممتد سيظل دليلًا على أن التعليم الحقيقي لا يموت، وأن الحياة الأكاديمية ليست فقط درجات علمية، بل تأثيرات دائمة في العقول والمجتمعات.