سبب وفاة الفنان سليمان عيد اليوم.. من هو؟ ومسيرته الفنية الكاملة
في صباح الجمعة الموافق 18 أبريل/ نيسان 2025، أسدل الستار على حياة فنية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، برحيل الفنان المصري سليمان عيد، عن عمر ناهز 64 عامًا، إثر أزمة صحية مفاجئة ألمّت به، لتنهي مشوارًا طويلًا من الضحك والإنسانية والمواقف الخالدة.
كان سليمان عيد أحد الوجوه الفنية التي لا تُنسى، ليس فقط بسبب أسلوبه الكوميدي الخاص، بل لأنه كان يحمل في قسمات وجهه الصدق، والبساطة، والانتماء الحقيقي للمواطن المصري البسيط. من خشبة المسرح إلى شاشة السينما، ومن المسلسلات الرمضانية إلى المقاطع الطريفة على “تيك توك”، ظل سليمان عيد قريبًا من الجمهور حتى لحظاته الأخيرة.
سبب وفاة الفنان سليمان عيد الحقيقي
بحسب ما أعلن نجله عبد سليمان عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”، فإن والده قد تعرض لأزمة صحية مفاجئة، نُقل على إثرها إلى أحد مستشفيات القاهرة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم الجمعة.
ولم يُكشف رسميًا عن نوع المرض أو تفاصيل الأزمة، لكن مصادر مقربة أشارت إلى أن الفنان كان يعاني من مشكلات قلبية، تفاقمت فجأة ما أدى إلى وفاته.
وقد حُددت صلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة بمجمع الشيخ زايد الإسلامي، حيث شارك المئات من محبيه وأصدقائه في توديعه إلى مثواه الأخير.
من هو سليمان عيد ويكيبيديا؟
- الاسم الكامل: سليمان عيد محمد
- تاريخ الميلاد: 17 أكتوبر 1961
- محل الميلاد: القاهرة – مصر
- الوفاة: 18 أبريل 2025، عن عمر 64 عامًا
- المهنة: ممثل مصري – كوميدي – مسرحي – صانع محتوى
- سنوات النشاط: من نهاية الثمانينيات حتى 2025
نشأ سليمان عيد في أحياء مصر الشعبية، وهو ما انعكس على طبيعته البسيطة وقدرته على تقمص الشخصيات الشعبية المصرية بطريقة عفوية أثارت إعجاب الجماهير.
بداية المشوار: “الإرهاب والكباب”.. نقطة التحول
رغم ظهوره في أدوار بسيطة في بداية مسيرته، فإن الانطلاقة الحقيقية للفنان سليمان عيد كانت في عام 1992 من خلال مشاركته في فيلم “الإرهاب والكباب” أمام النجم الكبير عادل إمام. هذا الدور لفت الأنظار إليه كممثل كوميدي يتمتع بحضور مختلف، ليبدأ بعد ذلك رحلة فنية حافلة بالأعمال السينمائية والدرامية.
أبرز الأعمال الفنية في السينما
شارك الفنان الراحل في أكثر من 150 عملًا فنيًا متنوعًا، وكان دائم الحضور في الأفلام الكوميدية، لا سيما مع نجوم مثل محمد هنيدي، أحمد حلمي، محمد سعد، وهاني رمزي. ومن أبرز أعماله:
- الإرهاب والكباب (1992)
- النوم في العسل
- همام في أمستردام
- صعيدي في الجامعة الأمريكية
- زكي شان
- بوحة
- عندليب الدقي
- غبي منه فيه
- اللمبي 8 جيجا
تميز سليمان عيد بأسلوبه العفوي، وقدرته على إضحاك الجمهور من خلال الإيماءة أو التعليق الذكي الساخر، دون حاجة إلى تصنع أو مبالغة.
أعماله في الدراما التلفزيونية
كان حضور سليمان عيد واضحًا كذلك في العديد من المسلسلات التلفزيونية، وخاصة في المواسم الرمضانية، حيث شارك في مسلسلات متنوعة منها:
- المال والبنون
- ليالي الحلمية
- الوتد
- راجل وست ستات
- الكبير أوي
- الكبريت الأحمر
- رجالة البيت
- أبو جبل
ورغم أن أدواره كثيرًا ما كانت ثانوية، إلا أن شخصيته كانت تخطف الأنظار دومًا، وتترك أثرًا مضحكًا وإنسانيًا في آنٍ واحد.
على خشبة المسرح.. الكوميديا الحقيقية
لم يغب سليمان عيد عن المسرح المصري، الذي كان بوابته الأولى إلى عالم الفن. ومن أبرز عروضه المسرحية:
- حزمني يا
- كحيون ربح المليون
- دو ري مي فاصوليا
- قاعدين ليه؟
على المسرح، كان سليمان عيد أكثر تلقائية وحرية، وقد نجح في جذب جمهور المسرح إلى الضحك النابع من واقع مؤلم، محولًا التراجيديا إلى ضحكة صافية لا تُنسى.
حضور قوي على “تيك توك” والسوشيال ميديا
في السنوات الأخيرة، تحول سليمان عيد إلى نجم رقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصًا “تيك توك”، حيث ظهر في مقاطع طريفة يتفاعل فيها مع الأحداث الجارية أو يعيد أداء مشاهد شهيرة بأسلوب ساخر.
هذا الحضور أعاده إلى دائرة الضوء بين الجيل الجديد من الشباب الذين تعرفوا عليه من خلال الإنترنت، وجعل منه أيقونة “ميمز” مصرية في عدد لا يُحصى من الفيديوهات الساخرة المنتشرة.
مسيرة بلا جوائز لكنها محفورة في القلوب
رغم أن سليمان عيد لم ينل جوائز رسمية كثيرة في مسيرته، إلا أن الجائزة الحقيقية كانت حب الناس له، وتقديرهم لما قدمه من ضحكة نظيفة، وشخصية قريبة للقلب.
وفي كل ظهور إعلامي، كان يُظهر تواضعًا شديدًا، ويؤكد أنه “ممثل عادي بيحب شغله وعايز يفرّح الناس”، وهو ما جعله محل احترام الجميع، من النجوم إلى الجمهور.
كلمات الوداع.. النجوم ينعون سليمان عيد
فور إعلان الوفاة، سارع الفنانون والإعلاميون والجمهور إلى نعي الفنان الراحل، وكتب العديد منهم:
- “وداعًا صانع البسمة.. ضحكتك كانت حقيقية، وملامحك ما بتتنساش.”
- “سليمان عيد.. ضحك وطيبة وشهامة.. هتفضل عايش في قلوبنا.”
- “في ناس بتضحكنا بس، وفي ناس بتعيش جوانا.. وانت كنت الاتنين.”
كما نعته نقابة المهن التمثيلية المصرية، وعدد من نجوم السينما الكبار، مشيرين إلى أنه كان “الأخ الطيب، والفنان البسيط، الذي لم يطلب شيئًا سوى المحبة”.
ما الذي يجعل سليمان عيد فريدًا؟
1. البساطة الحقيقية
لم يلجأ سليمان عيد أبدًا إلى التصنع في الأداء أو الملابس أو اللهجة، بل كان ابن البيئة المصرية الخالصة، وكان صوته صورة حقيقية من الشارع المصري.
2. النكتة النظيفة
في عصر امتلأ بالتجريح والابتذال، حافظ على أسلوبه الأخلاقي النظيف، ما جعله مقبولًا لدى جميع الفئات العمرية.
3. الإنسانية
كثيرًا ما شارك في مبادرات خيرية، وظل حريصًا على دعم زملائه، والمشاركة في الأعمال الجماعية بروح عالية.
فقرة ختامية: سليمان عيد.. ضحكة ستبقى في الذاكرة
رحل الفنان سليمان عيد، لكن شخصياته التي رسمت البهجة على وجوه الملايين ستظل خالدة. لم يكن نجمًا في الصفوف الأولى، لكنه كان “نجم البسطاء”، ممثلًا عنهم، وضحكة تعكس معاناتهم وتنتصر عليها بالسخرية الراقية.
وفي عالم يزداد تعقيدًا كل يوم، كانت ضحكة سليمان عيد ملاذًا للروح، وها هو اليوم يرحل، لكننا على يقين أن إرثه سيعيش معنا، في كل ضحكة، وكل مشهد، وكل ذكريات “تيك توك” تملؤها خفة الدم الحقيقية.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويجعل مثواه الجنة، وأن يُلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.