سبب منع عرض سنو وايت في الكويت وعدد من الدول العربية 2025.. حملة شعبية تُجبر ديزني على التراجع
في واقعة جديدة تؤكد الوعي الثقافي والسياسي المتزايد في العالم العربي، أعلنت كل من الكويت ولبنان رسميًا منع عرض فيلم «سنو وايت» الجديد من إنتاج شركة «ديزني» العالمية.السبب؟ مشاركة الممثلة الإسرائيلية غال غادوت في الفيلم بدور الملكة الشريرة.
القرار أثار تفاعلًا واسعًا على المستويين الشعبي والرسمي، وأعاد إلى الواجهة النقاش المتجدد حول التطبيع الثقافي وحدود القبول الفني في المنطقة.
خلفية الفيلم: عودة “سنو وايت” بتكلفة إنتاج ضخمة
فيلم «سنو وايت» هو إعادة إحياء حية (Live-action) للفيلم الكلاسيكي الذي أطلقته ديزني لأول مرة عام 1937، وكان أول فيلم رسوم متحركة طويل في تاريخ السينما.
نسخة 2025 الحديثة بلغت ميزانية إنتاجها أكثر من 270 مليون دولار، ما جعله أحد أكثر المشاريع طموحًا لديزني لهذا العام.
لكن منذ الإعلان عن مشاركة غال غادوت في الفيلم، بدأت حملات المقاطعة والمطالبات بسحب الفيلم من دور العرض في الدول العربية.
قرار الكويت: انتصار لحملة المقاطعة
في الكويت، جاء المنع استجابة مباشرة لحملة شعبية واسعة أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #لا_لعرض_سنو_وايت.
المطالبات كانت واضحة: لا لعرض أفلام تُشارك فيها شخصيات داعمة للاحتلال الإسرائيلي.
وسائل الإعلام الكويتية، وعلى رأسها صحيفة «القبس»، نقلت عن مصادر مطلعة تأكيدات بأن وزارة الإعلام الكويتية تجاوبت مع صوت الشارع وقررت سحب ترخيص عرض الفيلم، في خطوة عكست التزام الدولة بمواقفها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.
قرار لبنان: استمرار لسياسة المقاطعة الثقافية
أما في لبنان، فقد جاء المنع بقرار رسمي من وزير الداخلية والبلديات، أحمد الحجار، بتاريخ 11 أبريل 2025.
القرار استند إلى توصية من لجنة مراقبة الأفلام التابعة للأمن العام اللبناني، والتي اعتبرت مشاركة غال غادوت، المجندة السابقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، مخالفة لسياسة المقاطعة المعتمدة منذ سنوات.
ممثل شركة Italia Films، الموزعة لأفلام ديزني في الشرق الأوسط، أكد أن اسم غادوت مُدرج منذ فترة طويلة على لائحة المقاطعة، وأنه لم يُعرض أي فيلم لها في لبنان منذ بدء مسيرتها الفنية.
من هي غال غادوت؟ ولماذا تُثير الجدل؟
غال غادوت ليست مجرد ممثلة مشهورة عالميًا، بل هي أيضًا مجندة سابقة في الجيش الإسرائيلي، وسبق أن نشرت تصريحات علنية داعمة للعدوان على غزة، مما جعلها في نظر الكثيرين شخصية غير مرحب بها في الساحة الثقافية العربية.
شاركت سابقًا في أفلام شهيرة مثل “Wonder Woman” و”Death on the Nile”، وتم منع هذه الأعمال أيضًا في دول عربية لأسباب مشابهة.
تداعيات المنع على ديزني وأداء الفيلم
الفيلم كان يعاني بالفعل من تراجع في التوقعات الجماهيرية والنقدية، حتى قبل إعلان المنع:
- قوبل أداء غادوت بانتقادات لاذعة من نقاد عالميين، حيث وصفه البعض بـ”المصطنع” و”المتردد”.
- تراجعت الحجوزات المسبقة في بعض الأسواق بعد الإعلان عن مشاركة غادوت.
- الحظر المفروض عليه في عدة دول عربية شكل ضربة موجعة تجاريًا، خاصة وأن منطقة الشرق الأوسط تُعد سوقًا مهمة للأفلام العالمية.
الناقد السينمائي مانويل ساو-بينتو علّق على أداء غادوت قائلًا:
“تأرجحت شخصيتها بين المقبول والمبالغ فيه، مع تعبيرات وجه غير متناسقة أثرت على مصداقية الدور”.
ردود الفعل العالمية: بين الحرية الفنية والموقف الأخلاقي
قرارات المنع لم تمر دون انتقادات في وسائل الإعلام الغربية، حيث اعتبر البعض أن الخطوة تتعارض مع حرية التعبير الفني.
لكن في المقابل، دافعت أطراف حقوقية عربية ودولية عن القرار، مؤكدة أن حرية التعبير لا تعني الترويج لشخصيات ترتبط بدولة ترتكب جرائم ضد المدنيين.
الرأي الشعبي: وعي ثقافي متزايد
الجدير بالذكر أن قرار المنع لم يكن ليتم لولا الضغط الجماهيري الكبير، خاصة على تويتر وفيسبوك.
فقد شهدت الأيام التي سبقت إطلاق الفيلم تصاعدًا في التغريدات المطالبة بمقاطعته، ترافق معها حملة توعية تسلط الضوء على مواقف غال غادوت وتاريخها العسكري والدعائي.
هل نحن أمام بداية جديدة لحركة مقاومة ثقافية؟
ما حدث مع فيلم «سنو وايت» ليس مجرد حالة فردية، بل يبدو وكأنه توجه جديد في العالم العربي نحو التفاعل الواعي مع المواد الفنية المستوردة.
فالقرار الكويتي واللبناني أرسيا سابقة قد تتكرر مع أعمال فنية أخرى مستقبلًا، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني.
أفلام أخرى تم منعها سابقًا
للتذكير، لم تكن هذه الحادثة الأولى، فقد سبق أن منعت عدة أفلام لنفس الأسباب، منها:
- Wonder Woman (لتمجيده صورة الجندية الإسرائيلية)
- Death on the Nile (بسبب غادوت)
- Captain America: New World Brave (لمشاركة شخصية داعمة لإسرائيل)
ما تأثير ذلك على ديزني وصناعة السينما العالمية؟
من الناحية التجارية، فإن منع عرض فيلم في أسواق نشطة مثل لبنان والكويت والخليج عمومًا يمثل خسارة مالية ملموسة.
كما يُشكل إحراجًا لديزني، التي تسعى دائمًا لتقديم محتوى “صديق للعائلة” لكنه بات الآن متهمًا بالترويج لشخصيات مثيرة للانقسام.
الجدول الزمني للأحداث
- 2024 إعلان ديزني مشاركة غال غادوت في “سنو وايت”
- يناير 2025 بدء حملات المقاطعة في الدول العربية
- أبريل 2025 قرار الكويت بسحب الترخيص
- 11 أبريل 2025 وزير الداخلية اللبناني يمنع الفيلم رسميًا
- أبريل 2025 بيان رسمي من موزع ديزني يؤكد الالتزام بقرار المنع