كم عمر لينا خضري الحقيقي؟ سيرة نجمة جزائرية تلمع في سماء السينما العالمية

تسطع النجمة الجزائرية لينا خضري كواحدة من أبرز الوجوه الشابة في السينما الفرنسية والعالمية خلال السنوات الأخيرة. فهي لا تجذب الأنظار بجمالها المميز فقط، بل أيضًا بموهبتها اللافتة وخياراتها الفنية الجريئة، مما جعلها محط اهتمام الجمهور والنقاد في آن واحد. وبينما يزداد البحث عن تفاصيل حياتها، يبرز السؤال المتداول: كم عمر لينا خضري؟ وما محطات حياتها التي مهدت لتألقها في عالم الفن؟

كم عمر لينا خضري في 2025؟

وُلدت لينا خضري في 3 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1992 في العاصمة الجزائر، ما يعني أنها تبلغ اليوم 32 عامًا. وعلى الرغم من صغر سنها، فقد استطاعت أن تترك بصمة مميزة في عدة أفلام ومسلسلات فرنسية وعربية، وتُوّجت بجوائز مرموقة جعلتها من ألمع ممثلات جيلها.

النشأة: طفولة في ظل الحرب وصناعة الجمال من المعاناة

تنحدر لينا من عائلة فنية ومثقفة؛ فوالدها صحفي غطى سنوات الحرب الأهلية الجزائرية، ووالدتها عازفة كمان محترفة. ومع تصاعد وتيرة العنف في البلاد، اضطرت الأسرة إلى الهجرة إلى فرنسا حين كانت لينا في السابعة من عمرها، بحثًا عن الأمان والمستقبل.

استقرّت العائلة في ضاحية أوبيرفيلييه الباريسية ذات الطابع العمالي، حيث كبرت لينا بين أحياء تعكس التعدد الثقافي. لم تكن البداية سهلة، لكنها صاغت شخصيتها القوية وأكسبتها رؤية فنية ناضجة.

عاشت الأسرة أيضًا لفترة قصيرة في ألمانيا، حيث عمل والدها في قناة إخبارية عربية، قبل أن تستقر أخيرًا في فرنسا، حيث بدأت لينا مسيرتها التعليمية والفنية.

التعليم والتكوين الفني

لم يكن طريق لينا إلى التمثيل وليد الصدفة؛ بل جاء من شغف مبكر بالفنون المسرحية، تغذّى من اهتمام والدتها بالموسيقى. التحقت لينا بـالمعهد الوطني للفنون المسرحية، وتخرجت من المسرح الوطني للكولين، أحد أرقى المسارح التدريبية في فرنسا، حيث صقلت موهبتها تحت إشراف كبار المخرجين والمدربين.

البداية المهنية: من “جوزفين” إلى الساحة الدولية

كانت أولى خطواتها في عالم التمثيل عام 2014، عندما ظهرت في المسلسل الفرنسي الشهير “جوزفين، الملاك الحارس”، بدور ثانوي. لكن العام الفاصل كان 2017، عندما نالت إشادة النقاد عن أدائها في فيلم “Les Bienheureux” (السعداء)، الذي فاز بجوائز عدة في مهرجان البندقية السينمائي.

لكن الانطلاقة الكبرى عالميًا جاءت مع فيلم “بابيشا” (2019)، للمخرجة مونيا مدور، حيث جسّدت لينا دور “نجمة”، شابة جزائرية تستخدم تصميم الأزياء كأداة مقاومة ثقافية خلال سنوات الإرهاب في الجزائر. أداؤها الساحر في هذا العمل نال إعجاب النقاد، وفازت بجائزة “سيزار” لأفضل ممثلة واعدة.

أهم الأعمال الفنية للينا خضري

1. بابيشا – Papicha (2019)

  • الدور: نجمة، طالبة جامعية ومصممة أزياء
  • الجوائز: سيزار، مهرجان أنغوليم، مهرجان قرطاج
  • الأثر: وضع لينا على خريطة السينما العالمية

2. The French Dispatch (2021)

  • المخرج: ويس أندرسون
  • الدور: ناشطة طلابية سياسية
  • العمل مع: تيموثي شالاميه، فرانسيس مكدورماند، بيل موراي
  • التقييم: إشادة واسعة لأدائها في فيلم جماعي

3. حورية (2022)

  • الدور: راقصة باليه تتعرض لحادث
  • الجوائز: تنويه خاص في مهرجان القاهرة السينمائي
  • الأثر: أكدت قدرتها على الأداء الجسدي والنفسي العميق

4. نوفمبر (2022)

  • الدور: متطوعة في مخيمات اللجوء
  • القصة: أحداث ما بعد هجمات باريس 2015
  • التقييم: دور إنساني يعكس عمق التزامها الاجتماعي

جوائز وتكريمات

  • جائزة “سيزار” لأفضل ممثلة واعدة – 2020
  • تنويه خاص من مهرجان القاهرة السينمائي – 2022
  • جائزة أفضل ممثلة من مهرجان شيكاغو للأفلام القصيرة – عن فيلم “ندى”
  • جائزة أفضل ممثلة عن فيلم “ماما” في مهرجان مالمو للسينما العربية

حياة لينا خضري الشخصية: التزام بالقضايا بعيدًا عن الضوضاء

تحرص لينا على إبعاد حياتها الشخصية عن الصحافة. لا تتحدث كثيرًا عن علاقاتها العاطفية، لكنها نشطة في التعبير عن آرائها حول قضايا المرأة، العنصرية، والهوية الثقافية. وقد عبرت مرارًا عن فخرها بأصولها الجزائرية، رغم نشأتها في الغرب.

لينا خضري والسينما السياسية: فن لا يخشى القضايا الكبرى

من يراقب مسيرة لينا يلاحظ أن اختياراتها الفنية ليست عشوائية، فهي تميل إلى الأدوار ذات الطابع السياسي أو الاجتماعي. سواء في “بابيشا”، أو “نوفمبر”، أو حتى أفلام مثل “Les Sauvages” (المتوحشون)، فهي تسعى لتقديم أدوار تُحاكي واقعًا حقيقيًا، وتتحدى الصور النمطية عن المرأة العربية.

الحضور الإعلامي والبصمة العالمية

باتت لينا وجهًا مألوفًا على السجادة الحمراء لمهرجانات مثل:

  • مهرجان كان السينمائي
  • مهرجان فينيسيا
  • مهرجان تورونتو الدولي
  • مهرجان القاهرة

كما أصبحت مرشحة مثالية لتمثيل الجيل الجديد من الممثلات العربيات في الساحة الدولية، إلى جانب فنانات مثل هند صبري ومنى هلا.

ما الذي يميز لينا خضري عن غيرها؟

  • مزيج ثقافي فريد بين الجزائر وأوروبا
  • جرأة في اختيار الأدوار
  • حرص على تقديم أعمال تُثير النقاش
  • إحساس فني متجدد يوازن بين العفوية والاحتراف

ماذا بعد؟ مشاريع مستقبلية في طريقها للعالمية

تعمل لينا حاليًا على فيلم درامي جديد لم يُكشف اسمه بعد، لكنه من إنتاج فرنسي – أميركي مشترك. وتشير بعض المصادر إلى أنها مرشحة لدور بطولة في عمل جديد مع المخرج الإيراني أصغر فرهادي، مما قد يفتح أمامها باب المنافسة على جوائز كبرى مثل الأوسكار أو الغولدن غلوب.

ختامًا: لينا خضري.. أكثر من مجرد عمر
في حين يتساءل كثيرون عن عمر لينا خضري، فإن الأهم من عدد سنوات حياتها، هو ما حققته خلال هذه السنوات. إنها فنانة تصنع مجدها بأعمال جادة، ونضال مستمر من أجل تمثيل المرأة العربية في صورة مشرقة، تستحق الاحترام والتقدير.

ببساطة، لينا خضري ليست مجرد ممثلة.. إنها قصة إلهام وجمال وثقافة، تُكتَب كل يوم.

علي شاهين

كاتب مثقف ومتعدد المواهب، يمتلك شغفًا بالمعرفة والاكتشاف. يكتب عن مجموعة واسعة من الموضوعات، من الثقافة والفنون إلى السياسة والاقتصاد. يتميز بأسلوبه الرصين والتحليلي الذي يضيف قيمة معرفية للقارئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !