من هو فيصل الحصين مؤسس جيل باي؟ القصة الكاملة وراء وفاته المفاجئة

في ساعات الفجر الأولى من يوم الإثنين 7 أبريل 2025، استيقظت المملكة العربية السعودية على خبر صادم أحزن القلوب وهزّ مجتمع ريادة الأعمال: وفاة الشاب الطموح فيصل بن عبدالرحمن بن إبراهيم الحصين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة جيل باي Jeel Pay، عن عمر لم يتجاوز 35 عامًا.

لم يكن فيصل مجرد رائد أعمال واعد، بل رمزًا لشاب سعودي آمن بقوة التعليم والتقنية، وسعى ليضع بصمة واضحة في أحد أكثر القطاعات أهمية وتأثيرًا في المجتمع: التعليم.

من هو فيصل الحصين ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

وُلد فيصل الحصين في العاصمة الرياض، وترعرع في بيئة تؤمن بالعلم والإبداع والمسؤولية الاجتماعية. درس تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود، ثم أتم دراسته العليا في إدارة الأعمال من إحدى الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة، ليجمع بين الخلفية التقنية والرؤية الريادية.

منذ بداية مسيرته المهنية، أظهر فيصل شغفًا بحلول التقنية المالية، وكان دائم البحث عن سبل لربط التقنية بالخدمة المجتمعية، ليؤسس لاحقًا واحدة من أكثر المنصات ابتكارًا في مجال التعليم والدفع المالي في المملكة: جيل باي.

ماذا تقدم منصة جيل باي؟ ولماذا أحدثت ثورة في التعليم؟

منصة Jeel Pay لم تكن مجرد شركة تقنية مالية، بل مشروع حياة بالنسبة لفيصل الحصين. كانت فكرته البسيطة ذات أثر عظيم:

“ادرس الآن وادفع لاحقًا” – نموذج تمويلي يتيح للطلاب التسجيل في المؤسسات التعليمية ودفع الرسوم لاحقًا على أقساط ميسرة.

هذه الفكرة الثورية كانت كفيلة بأن تُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة آلاف الطلبة، خاصة أولئك الذين كانوا يواجهون صعوبات مالية تمنعهم من مواصلة تعليمهم.

أبرز إنجازات المنصة:

  • أول شركة في السعودية تحصل على تصريح رسمي للدفع الآجل في قطاع التعليم من البنك المركزي.
  • ساعدت في تمويل أكثر من 11,000 طالب وطالبة خلال فترة قصيرة.
  • عقدت شراكات مع مؤسسات كبرى، مثل بنك التنمية الاجتماعية ومنصة دينار، بقيمة بلغت 450 مليون ريال سعودي.
  • وسّعت خدماتها لتشمل عشرات الجامعات والمعاهد في أنحاء المملكة.

كيف نعى السعوديون فيصل الحصين؟

جاء خبر الوفاة كالصاعقة على محبيه، فقد كان فيصل نشطًا، مبتسمًا، مشاركًا في المؤتمرات، ولم يُعرف عنه أي مرض مزمن.

أول من نعى الراحل كانت منصة جيل باي في بيان رسمي قالت فيه:

“بقلوب يعتصرها الألم، تنعي منصة جيل باي مؤسسها ورئيسها التنفيذي، فيصل الحصين، الذي وافته المنية صباح اليوم. رحمك الله يا فيصل، فقد كنت قائدًا مُلهمًا، وصاحب رؤية عظيمة، وقلب كبير.”

كما شارك الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الصغير كلمات مؤثرة قال فيها:

“رحل فيصل… وبقي الأثر. شاب نقي، خلوق، حمل همّ الناس، وخدم طلاب العلم. منصة جيل باي لم تكن مجرد مشروع، بل كانت ترجمة لقلبه الرحيم ونظرته المجتمعية. نم قرير العين يا فيصل، فأنت لم تكن عابرًا… بل قصة تُروى، وإن غاب صاحبها.”

وتدفقت رسائل التعزية من مختلف فئات المجتمع: رجال أعمال، أكاديميين، طلبة، حتى من لم يعرفوه عن قرب، عبّروا عن حزنهم الشديد لفقدان شخصية شابة كانت تمثل نموذجًا سعوديًا ملهمًا في العطاء والنجاح.

ما هو سبب وفاة فيصل الحصين الحقيقي؟

حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يصدر بيان رسمي يحدد السبب المباشر للوفاة، لكن مصادر مقرّبة أفادت أن الوفاة كانت مفاجئة، ولم يكن يعاني من أي مرض مزمن معروف.

هذا الغموض زاد من حالة الصدمة، خاصة أن فيصل كان يشارك مؤخرًا في اجتماعات وفعاليات دون مؤشرات صحية مقلقة.

وبينما يترقب الكثيرون توضيحًا من العائلة أو الجهات الرسمية، أكّد المتابعون أن سبب الوفاة لا يُقلل من أثر الرحيل، بل يزيده ألمًا لما فيه من فجائية وقسوة على الأهل والأحبة.

منصّة جيل باي بعد وفاة فيصل الحصين: ماذا بعد؟

السؤال الكبير الآن هو: هل ستكمل جيل باي مسيرتها بعد رحيل مؤسسها؟

بحسب مصادر داخل الشركة، فإن فريق العمل ما زال ملتزمًا باستمرار المسيرة، والوفاء لرؤية فيصل. وهناك استعدادات لتشكيل إدارة انتقالية لحين تعيين رئيس تنفيذي جديد.

كما عبّرت بعض المؤسسات الداعمة، مثل بنك التنمية الاجتماعية، عن استعدادها للاستمرار في الشراكة دعماً لإرث فيصل.

يبدو أن جيل باي لن تكون مجرد قصة نجاح مؤقتة، بل إرثًا باقٍ في ذاكرة التعليم السعودي الحديث.

فيصل الحصين في عيون الشباب

أحد طلاب الجامعات الذين استفادوا من جيل باي كتب يقول:

“أنا من الناس اللي ساعدهم فيصل من بعيد. منصته خلتني أكمل دراستي، رغم ظروفي الصعبة. ما شفته، بس حسيته أخوي.”

وكتب آخر:

“كان ممكن يعيش حياة رجل أعمال، لكنه اختار يساعد غيره، ويبني شيء يخدم الناس… واللي زي فيصل نادرين.”

هذا الحب الكبير من الجيل الشاب ليس فقط بسبب عمله، بل لطبيعته الشخصية المتواضعة، وأسلوبه الإنساني.

لحظة توديع… وبداية قصة لا تنتهي

فقدت المملكة شابًا خلوقًا، رائدًا، خدم مجتمعه بصمت وعزيمة. لكن الأثر الذي تركه فيصل الحصين لن يُمحى، بل سيكبر مع كل طالب يتمكن من الدراسة بفضل منصته.

“ادرس الآن وادفع لاحقًا”، لم تكن مجرد حملة إعلانية، بل كانت اختصارًا لحياة رجل… فهم المعاناة، فقرر أن يكون جسرًا للأمل.

الخاتمة: الرحيل الصامت… والصوت الذي لا يُنسى
رحل فيصل الحصين، لكن فكرته باقية، ومسيرته ستلهم رواد أعمال جدد في المملكة وخارجها. إننا لا نرثي فقط شابًا طيب القلب، بل نرثي روحًا رائدة، وشغفًا بالتغيير، وإيمانًا بأن التقنية يمكن أن تخلق حياة أفضل.

سلامٌ على روحه، وامتنانٌ لما قدّمه، ودعاءٌ لا ينقطع أن يجعل الله هذا المشروع صدقة جارية في ميزان حسناته.

أيمن سعيد

محرر علمي يتمتع بمهارات تحرير قوية واهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، قادر على شرح المفاهيم العلمية المعقدة بطريقة سهلة الفهم، يجيد كتابة المقالات العلمية والتقارير البحثية، لديه خبرة في تحرير محتوى علمي متنوع، يتابع أحدث الاكتشافات والتطورات العلمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !