سبب وفاة الحاجة زبيدة الحقيقي.. رحيل أيقونة الأمل ومحو الأمية في مصر

في قرية مصرية صغيرة تُدعى “دكما”، تابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، توقّف الزمن قليلًا يوم الأربعاء 2 أبريل 2025، حين غابت عن الدنيا سيدة لم تكن مشهورة على منصات التواصل، ولم تكن من نجوم السينما أو السياسة، لكنها كانت نجمةً في قلوب كل من سمع حكايتها… الحاجة زبيدة عبدالعال، أيقونة محو الأمية، التي هزّت وجدان المصريين والعالم، برحلتها المدهشة في تحدي الجهل وإعادة اكتشاف الذات في أواخر العمر.

وفاتها لم تكن مجرد خبر محلي أو صفحة في سجل الوفيات، بل كانت لحظة وداع مؤثرة لامرأة تركت بصمة لا تُنسى، وتحوّلت إلى رمز للإرادة والتعلم والإلهام.

  • فما هو السبب الحقيقي لوفاة الحاجة زبيدة؟
  • وكيف أصبحت قصتها أيقونة إنسانية تجاوزت حدود المنوفية ووصلت إلى العالمية؟
  • وماذا قال الناس عنها؟ وكيف ودّعتها قريتها؟ وهل فعلاً تم دفن شهادتها معها كما أوصت؟
  • نستعرض لكم القصة الكاملة بلغة الحياة التي كتبتها السيدة زبيدة بحبر العزيمة والإصرار.

من هي الحاجة زبيدة عبدالعال ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

وُلدت زبيدة عبدالعال في أربعينيات القرن الماضي بقرية دكما، وعاشت حياة بسيطة، تقليدية، وسط مجتمع يغلب عليه الطابع الريفي المحافظ، حيث لم تكن الفرص التعليمية متاحة للفتيات كما هي اليوم. وبالرغم من كل الصعاب، كانت تملك حلمًا صغيرًا ظلّ يُراودها طوال عمرها: أن تتعلم القراءة والكتابة.

لكن الحياة أخذتها في اتجاهات أخرى… زواج، إنجاب، مسؤوليات منزلية، سنوات طويلة من الكفاح دون أن تنال فرصة الجلوس على مقعد دراسة. إلى أن جاء عام 2023، وكانت زبيدة قد بلغت 87 عامًا، حين قررت أن تبدأ رحلتها.

سجلت اسمها في فصول محو الأمية، وحملت القلم للمرة الأولى، لتفتح كتابًا لم يفتح لها من قبل… لكنها فتحته بقوة الإرادة وليس بقوة البصر.

شهادة من ذهب في يد سيدة من نور

بعد شهور من المثابرة، اجتازت الحاجة زبيدة امتحان محو الأمية، واستلمت شهادتها الرسمية وسط دموعها ودموع من حولها. لكن الأهم من الشهادة لم يكن الورق، بل ما قالته يومها:

“عايزة لما أموت يدفنوا الشهادة معايا، دي أغلى حاجة خدتها في حياتي.”

كلماتها لم تكن درامية، بل صادقة وعميقة، لامست قلوب الملايين، وأصبحت قصتها تُدرَّس كمثال حيّ على أن التعلم لا عمر له، وأن الإرادة تنتصر على كل شيء.

سبب وفاة الحاجة زبيدة الحقيقي

في مساء الثلاثاء، الأول من أبريل/ نيسان 2025، شعرت الحاجة زبيدة بتعب مفاجئ. حسب أقاربها، لم تكن تشكو من أمراض مزمنة، لكنها عانت من وعكة صحية مفاجئة، تسببت في تدهور حالتها بسرعة.

تم نقلها إلى أحد المستشفيات القريبة من قريتها، وهناك بقيت ليومٍ واحد، قبل أن تُعلن وفاتها ظهر يوم الأربعاء، عن عمر 87 عامًا.

السبب الطبي المباشر لوفاتها وفقًا لتقارير أولية كان هبوط حاد في الدورة الدموية ناتج عن ضعف عام بالجسم.
لكن في نظر محبيها، لم تكن تلك مجرد وفاة طبيعية… بل كانت خاتمة لقصة بطولية عاشت فيها سيدة بسيطة كل مشاعر العزيمة، الإصرار، والتحدي.

جنازة مهيبة.. وداع من القلب للقلب

شيّع المئات من أهالي قرية دكما جنازة الحاجة زبيدة، وسط أجواء يغلب عليها الحزن والاحترام. رجال ونساء، كبار وصغار، اصطفوا على جنبات الطريق المؤدي إلى مقابر العائلة، بينما سارت خلف النعش قلوب باكية، وألسنة تلهج بالدعاء.

وبحسب شهود العيان، فقد تم تنفيذ وصيتها بدفن شهادة محو الأمية بجوارها، داخل كفنها، كتعبير عن الامتنان لما أنجزته، ولعلّها تكون “رسالة إلى السماء” بأن العلم لا يتوقف على عمر، وأن العزيمة أقوى من الزمن.

تكريم محلي ودولي.. حتى أنجلينا جولي تأثرت بها

  • قصة الحاجة زبيدة لم تقف عند حدود المنوفية أو حتى مصر.
  • في عام 2023، ومع انتشار قصتها في وسائل الإعلام، حظيت بتغطية من صحف ومواقع عربية وعالمية.
  • لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما نشرت النجمة العالمية أنجلينا جولي صورة الحاجة زبيدة على خاصية “ستوري” عبر حسابها على إنستغرام، مشيدةً بها كنموذج ملهم لجمهورها، مؤكدة أن:

“التعليم لا يعرف سنًا… وقصة الحاجة زبيدة يجب أن تُروى في كل مكان.”

تلك الإشارة جعلت زبيدة تتصدر الترند، ليس في مصر فحسب، بل في وسائل إعلام أمريكية وأوروبية، لتصبح “امرأة من دكما” حديث العالم.

لماذا أصبحت قصة زبيدة مصدر إلهام؟

لأنها ببساطة حقيقية، خالية من التصنّع، مليئة بالصدق.

  • لم تذهب لتتعلم من أجل الشهرة، بل من أجل ذاتها.
  • لم تتأثر بنظرات الناس، ولا سخرية البعض.
  • لم تطلب شيئًا سوى أن تُمنح فرصة، فاستغلتها بكل حب وإصرار.
  • قصتها تؤكد لنا أن أكبر جهاد هو جهاد النفس ضد الاستسلام.

دروس من حياة الحاجة زبيدة

  • الإرادة لا تموت
  • مهما طال الوقت، الحلم ممكن التحقيق.
  • العلم نور في أي عمر
  • 87 عامًا ليست متأخرة، بل بداية جديدة.
  • المرأة الريفية قادرة
  • على التغيير، التحدي، والإلهام، إن أُعطيت الفرصة.
  • الشهرة الحقيقية هي التأثير
  • لا ملايين المتابعين، بل كلمة تلهم قلبًا واحدًا.

ردود أفعال على رحيلها: ماذا قال الناس؟

في تويتر وفيسبوك، عجّت صفحات المصريين والعرب بعبارات الرثاء والاحترام:

“وداعًا يا أم الأمل… علمتينا إن ما فيش حاجة اسمها مستحيل.”

“رحمك الله يا أيقونة مصرية تستحق التقدير.”

“لو كان في تكريم بعد الموت، لكانت تستحقه في الأمم المتحدة.”

حتى الطلاب في بعض المدارس رفعوا لافتات تحمل صورتها وعبارات مثل: “زبيدة ليست وحدها” و**”التعليم حق للجميع حتى آخر العمر.”**

الفقرة الختامية: رحيل الجسد… وبقاء القصة

رحلت الحاجة زبيدة عبدالعال عن الدنيا، لكن قصتها لن تُدفن أبدًا.
فهي ليست فقط من حصلت على شهادة محو الأمية، بل هي من محت جهلًا مجتمعياً عتيقًا يقول إن الكبار لا يتعلمون.

هي من حوّلت الحلم إلى حقيقة، واليأس إلى نور، والعزلة إلى إلهام.
وستبقى ذكراها محفورة في كل فصل محو أمية، في كل مدرسة، وفي كل قلب قرأ عنها وابتسم رغم الدموع.

أيمن سعيد

محرر علمي يتمتع بمهارات تحرير قوية واهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، قادر على شرح المفاهيم العلمية المعقدة بطريقة سهلة الفهم، يجيد كتابة المقالات العلمية والتقارير البحثية، لديه خبرة في تحرير محتوى علمي متنوع، يتابع أحدث الاكتشافات والتطورات العلمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !