قصة فيلم “من يصدق”: رحلة حب وأزمات مع عالم النصب
فيلم “من يصدق” هو أحدث الأعمال السينمائية التي تجمع بين الإثارة والتشويق مع لمسة من الدراما العاطفية. مع مشاركة الفنان شريف منير في دور مميز، وطاقم عمل يتضمن يوسف عمر وجايدا منصور، يقدم الفيلم قصة مشوقة حول الحب، الخداع، والمشاكل العائلية. لكن رغم البداية الصعبة التي شهدها الفيلم في شباك التذاكر، إلا أنه يحمل في طياته الكثير من المعاني التي تستحق التأمل.
تفاصيل الإنتاج والطاقم الفني
فيلم “من يصدق” هو من إنتاج أنور الصباح وأشرف عبد الباقي، وشارك في إنتاجه محمد عبدالوهاب ومحمد زعيتر. بينما كانت زينة عبدالباقي هي صاحبة فكرة الفيلم وأيضًا مخرجة العمل، حيث كتبت السيناريو والحوار بالتعاون مع مصطفى خالد بهجت. بالنسبة للجوانب التقنية، عمل عبد الرحمن “إيزو” مصطفى كمدير تصوير، فيما تولى محمود سليمان مهمة المونتاج، وباسم جمال كان مهندس الصوت، مما يعكس الجهد الفني المبذول في إتمام العمل السينمائي. وعلى الرغم من أن الفيلم جنى في أول 24 ساعة فقط 83 ألف جنيه من شباك التذاكر، إلا أن آراء الجمهور قد تساهم في رفع هذه الأرقام مع مرور الوقت.
قصة الفيلم: الحب والخداع في عالم النصب
1. “نادين” والمشاكل العائلية
تدور أحداث فيلم “من يصدق” حول شخصية “نادين”، التي تعيش في صراع مستمر مع والديها بسبب تجاهلهما لها وعدم اهتمامهما بمشاعرها. تعيش نادين حالة من الفراغ العاطفي، مما يجعلها في حالة من التوتر النفسي الدائم، مما يجعلها تسعى إلى إيجاد مصدر للراحة العاطفية خارج إطار الأسرة.
2. “باسم” يدخل حياتها
في هذه المرحلة من حياتها، تظهر شخصية “باسم”، الشاب المحتال الذي يتظاهر بالاهتمام بنادين. يقدم باسم لها نوعًا من الحب والرعاية التي كانت تفتقدها في حياتها العائلية. تبدأ نادين في بناء علاقة معه، معتقدة أن هذا هو الشخص الذي يمكن أن يعوضها عن إهمال والديها.
3. علاقة الحب تتحول إلى مغامرة نصب
مع تطور العلاقة بين نادين وباسم، تنكشف الأمور أكثر، ويكتشفون أنهم تورطوا في عمليات نصب معقدة. تبدأ الحياة التي كانت تبدو كحلم وردي بالتحول إلى سلسلة من الأزمات والمشاكل. يجد الثنائي نفسيهما في مواجهة مع العديد من المخاطر، وتصبح قصة حبهما على المحك.
4. مواقف تصعب الخيارات
في عالم النصب والمخاطر، تُختبر مشاعر نادين وباسم بشكل قاسي. يصبح الحب الذي بدأ في ظل مشاعر الوحدة والعزلة، على وشك الانهيار بسبب ضغوط الحياة وأفعال باسم. حيث تدور تساؤلات نادين حول مدى صدق هذا الحب ومدى صحة الخيارات التي اتخذتها.
الأبعاد الاجتماعية والنفسية في الفيلم
“من يصدق” ليس مجرد قصة حب تقليدية، بل يتعامل مع قضايا عميقة مثل الإهمال العاطفي في الأسرة، وتبعات الوحدة العاطفية التي قد تدفع الأشخاص إلى اتخاذ قرارات خاطئة. يعكس الفيلم كيف يمكن للإنسان أن يقع ضحية للخداع والاحتيال عندما يبحث عن حب واهتمام غائبين في حياته. في ذات الوقت، يستعرض التوتر النفسي الذي يعيشه الشخص عند محاولة التوفيق بين العواطف والأفعال الخاطئة.
تحليل أداء الشخصيات
- شريف منير: رغم أنه ليس البطل الرئيسي في الفيلم، إلا أن شريف منير يظل من الشخصيات المؤثرة التي تساهم في رفع مستوى الفيلم بأدائه التمثيلي. يضيف لمسة من الواقعية والجدية التي تُعزز من مصداقية القصة.
- يوسف عمر: يلعب دور “باسم”، الشاب المحتال، ويظهر بشكل مقنع في تقديم الشخصية التي تتنقل بين الحب والخداع. يمثل يوسف عمر شخصية معقدة تجمع بين الجاذبية والخداع في الوقت ذاته.
- جايدا منصور: تُقدم جايدا منصور أداء مميزًا في دور “نادين”، حيث تنجح في تقديم شخصية الشابة المضطربة عاطفيًا، التي تعيش حالة من الصراع الداخلي بين الحب والواقع.
التقييم النقدي والختام
فيلم “من يصدق” يعكس رؤية إخراجية مبتكرة من زينة عبدالباقي، ويعالج موضوعات إنسانية حساسة مثل الحب المضلل، والخداع، والإهمال العائلي. على الرغم من بداية ضعيفة على مستوى شباك التذاكر، إلا أن الفيلم يحمل العديد من الرسائل التي قد تجد صدى كبيرًا لدى الجمهور في وقت لاحق. فالعلاقة التي تجمع بين الحب والنصب قد تكون درسًا في الحذر من المظاهر الزائفة وتقدير قيمة العائلة والمشاعر الصادقة.