تفاصيل قصة مريم المتعب خاطفة الدمام ويكيبيديا السيرة الذاتية – كيف أطاحت بها فطنة موظفة سعودية؟

في عالم الجرائم الغامضة، تبرز أحيانًا حكايات تفوق في قسوتها ما يمكن للعقل تصوره، وتصبح تفاصيلها فصولًا من رواية مرعبة يرويها الواقع. هكذا هي قصة “خاطفة الدمام”، مريم المتعب، التي سطرت اسمها كأحد أخطر مجرمي الاختطاف في المملكة العربية السعودية.
على مدار أكثر من عقدين، عاشت عائلات سعودية مأساة لا تنتهي، ونام المجتمع على جراحه، إلى أن جاء يوم الحساب، وسُلط الضوء على واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ المملكة.
فما هي قصة مريم المتعب؟ من هم الأطفال الذين اختطفتهم؟ كيف تم كشفها؟ ومتى تم تنفيذ الحكم فيها؟ في هذا التقرير الشامل نروي لكم التفاصيل الكاملة الحصرية، بعيدًا عن الصياغات المتكررة، وبأسلوب يجعلك تعيش الحدث وكأنك جزء منه.
من هي مريم المتعب ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ – تعريف من ويكيبيديا الواقع
مريم المتعب، المعروفة إعلاميًا بلقب “خاطفة الدمام“، هي مواطنة سعودية أقدمت على سلسلة من جرائم خطف الأطفال في تسعينيات القرن الماضي.
تنكّرت في زي ممرضة، مستغلة ثقة الأمهات في الطواقم الطبية، وانقضّت على ضحاياها في لحظات ضعف، واختطفتهم من مستشفيات حكومية داخل المملكة، بداية من عام 1994 وحتى عام 1999.
لكنها لم تكتف بالخطف فحسب، بل عمدت إلى تزوير الوثائق الرسمية، والانتحال، والسحر، في محاولة لإخفاء آثار جريمتها.
تفاصيل أول جريمة: الطفل نايف القرادي – البداية التي لم تُكشف سريعًا
في عام 1994، دخلت مريم إلى مستشفى القطيف المركزي، متنكرة في زي ممرضة. هناك، وبين أروقة الولادة، خطفت الطفل نايف القرادي، في مشهد صادم لم تشهده المنطقة من قبل.
حينها، أوهمت ذويه بأنها من الطاقم الطبي، وخرجت به دون أن يُلاحظ أحد اختفاء الطفل إلا بعد فوات الأوان.
ما فعله معظم الناس آنذاك؟ الصدمة والذهول، لكن لم يخطر في بال أحد أن الجريمة قد تُكرر مرة أخرى، وبالأسلوب ذاته.
جرائمها تتوالى: يوسف العماري وموسى الخنيزي – مأساة تتكرر
بعد جريمة القرادي، استمر صمت الخاطفة حتى عام 1996، عندما قررت تنفيذ جريمة جديدة، وهذه المرة في الدمام.
دخلت مريم جناح الولادة في أحد المستشفيات الحكومية، وبينما كانت والدة يوسف العماري نائمة، تسللت إلى غرفة الطفل، واختطفته في لحظة خادعة، وخرجت به دون أن يوقفها أحد.
وفي عام 1999، كررت الجريمة مجددًا مع موسى الخنيزي، الطفل الثالث الذي كان يعيش أيامه الأولى في حضن أمه، قبل أن تحرمه مريم من حقه في الحياة بين عائلته، وتسرقه إلى عالم مزيف.
اللغز الذي حيّر السعوديين لأكثر من 20 عامًا
لم يكن لدى السلطات خيوط واضحة، فالجريمة كانت متقنة من حيث التمويه، ولا توجد كاميرات مراقبة، ولا شهود دقيقون، ولا أدلة جنائية دامغة.
وعلى الرغم من الشكوك، فإن القضية ظلت عالقة في ملفات وزارة الداخلية، حتى عام 2020، عندما بدأت المفاجآت تظهر، واحدة تلو الأخرى.
اللحظة الحاسمة: فطنة الموظفة إيمان الفرشوطي – بطلة من نوع مختلف
الانفراجة في هذه القصة جاءت من موظفة سعودية عادية، تعمل في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، تُدعى إيمان الفرشوطي.
- وفي يوم روتيني، تقدّمت مريم المتعب بطلب لاستخراج أوراق رسمية لأحد الأطفال، مدعية أنه ابنها.
- لكن “الفرشوطي” لاحظت ارتباكها، واستشعرت زيف القصة، خصوصًا أن مريم لم تستطع تقديم شهادات ميلاد صحيحة، وكانت روايتها غير منطقية.
- هنا طلبت الموظفة من مريم أن تكتب طلبًا بخط يدها، وأرفقته بتوصية رسمية إلى الجهات الأمنية، طالبة التحقيق في الأمر.
- كانت هذه الورقة، بتوقيع مريم، بداية النهاية لقصة مريرة، وبداية العد التنازلي لإغلاق ملف خاطفة الدمام نهائيًا.
التحقيقات: خيوط صغيرة تكشف جريمة كبرى
- بعد إحالة الطلب للجهات الأمنية، بدأت التحقيقات، وأجريت فحوصات الحمض النووي للأطفال الثلاثة.
النتائج كانت صادمة: لا يوجد تطابق بين الأطفال ومريم المتعب. - لتعترف لاحقًا بأنها خطفتهم في ظروف مختلفة، وسعت لتسجيلهم كأبناء لها دون أن يكتشف أحد الحقيقة.
- وهكذا، سقطت الأوراق المزيفة، وانكشفت الوجوه الحقيقية، واعترفت مريم بكل ما فعلته من اختطاف وتزوير وسحر، وأُحيلت إلى المحكمة الجزائية المتخصصة، حيث صدر حكم الإعدام تعزيرًا بحقها.
من هو شريكها اليمني منصور قايد عبدالله؟
لم تكن مريم وحدها في الجريمة، بل ثبت تورط شخص آخر هو منصور قايد عبدالله، يمني الجنسية، شاركها في عمليات التستر والتزوير، وارتكاب ممارسات مرتبطة بالشعوذة والسحر.
وقد أُدين هو الآخر، وصدر بحقه حكم بالإعدام تعزيرًا.
أحكام العدالة: تنفيذ الإعدام في المنطقة الشرقية
أعلنت وزارة الداخلية السعودية، يوم الأربعاء 21 مايو 2025، تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بحق كل من:
- مريم المتعب (خاطفة الدمام).
- منصور قايد عبدالله (شريكها).
- تم التنفيذ في المنطقة الشرقية، حيث ارتُكبت الجرائم، وسط ارتياح مجتمعي كبير، واعتباره نهاية عادلة لملف طال انتظاره.
ردود فعل الشارع السعودي: راحة وألم وذهول
ما بين دموع الفرح التي انهمرت من أسر الأطفال، والدعوات التي علت من المجتمع للمطالبة بتشديد العقوبات على كل من يُقدم على مثل هذه الجرائم، عاشت السعودية يومًا مشحونًا.
المواقع الإخبارية تصدرت بها القضية، ومنصات التواصل الاجتماعي امتلأت بالوسوم مثل:
- #خاطفة_الدمام
- #العدالة_انتصرت
- #إعدام_مريم_المتعب
الناس احتفلوا بالعدالة، لكن القلوب لم تنس السنوات التي ضاعت من حياة هؤلاء الأطفال بعيدًا عن ذويهم.
أين هم الأطفال اليوم؟
بعد إجراء الفحوصات، تم تسليم الأطفال إلى عائلاتهم الحقيقية، وبدأت رحلة تأهيل نفسي واجتماعي لهم، خاصة أنهم عاشوا حياة كاملة في بيت لا يمت لهم بصلة.
وقد عبّرت العائلات عن امتنانها لكل من ساهم في إعادة أطفالهم، وعلى رأسهم الجهات الأمنية والموظفة إيمان الفرشوطي.
رمزية القصة: كيف أصبحت عبرة أبدية؟
قصة خاطفة الدمام تجاوزت حدود الجريمة، لتتحول إلى درس عميق:
- في أهمية الحس الأمني.
- في يقظة الموظفين.
- في قدرة الدولة على الانتظار والضرب في اللحظة المناسبة.
- كما أعادت هذه القضية تسليط الضوء على أهمية تسجيل المواليد، وتوثيق البيانات، والتدقيق في الحالات المشبوهة.
في الختام: مريم المتعب.. النهاية الحتمية للجريمة
قصة مريم المتعب ليست مجرد حكاية على ويكيبيديا، بل هي جريمة حقيقية، ضحاياها أطفال وعائلات، امتدت آثارها لعقود، قبل أن تضع العدالة السعودية حدًا لها.
ويظل اسم “خاطفة الدمام” محفورًا في ذاكرة المجتمع، كأحد أقسى النماذج على الجريمة التي لا تُمحى بسهولة، لكنها لا تنتصر على الحق أبدًا.