خالد الزعاق يعلن بداية مبكرة لـ موسم البوارح 2025.. رياح غبارية تكتسح سماء السعودية والخليج

في الوقت الذي يتأهب فيه سكان منطقة الخليج العربي لموسم الصيف بكل ما يحمله من حرارة مرتفعة وتغيرات مناخية، جاء إعلان الخبير الفلكي المعروف الدكتور خالد الزعاق بشأن بداية مبكرة لموسم البوارح هذا العام بمثابة تحذير مسبق من طبيعة مناخية قاسية قد تطول آثارها الصحية والحياتية والبيئية.

موسم البوارح لا يُعد ظاهرة جديدة على سكان السعودية ودول الخليج، لكنه يحمل في كل عام متغيرات قد تزيد أو تخفف من حدته، إلا أن التبكير هذا العام بقرابة ثلاثة أسابيع أثار جدلاً واسعًا وتساؤلات عن أسبابه وتداعياته.

في هذا المقال الموسع، نستعرض تفاصيل ما أعلنه الدكتور الزعاق، ونتعمق في فهم الظاهرة، مع استعراض الأبعاد العلمية، الصحية، والبيئية لموسم البوارح، ونقدم نصائح عملية للتعامل مع تقلباته.

من هو خالد الزعاق؟ ولماذا يحظى بتقدير شعبي وعلمي؟

قبل أن نخوض في تفاصيل إعلان موسم البوارح، من المهم التعريف بـ الدكتور خالد الزعاق، أحد أبرز الأسماء في مجال الأرصاد الجوية والفلك في المملكة والخليج.

يُعرف الزعاق بأسلوبه المبسط في تفسير الظواهر الجوية، وهو حاضر دائمًا عبر شاشات التلفزيون ومنصات التواصل، ما جعل له تأثيرًا مباشرًا على الوعي الشعبي بالأحوال المناخية.

بفضل خلفيته العلمية وتراكم الخبرة، غالبًا ما تكون توقعاته دقيقة، ويستند إلى قراءة موسمية دقيقة للأنظمة الجوية والنجوم المؤثرة في مناخ الجزيرة العربية، كما يفعل مع نجم الثريا والقيظ والبوارح.

ما هو موسم البوارح؟ فهم الظاهرة من جذورها

موسم البوارح هو أحد أبرز الظواهر المناخية الصيفية التي تضرب منطقة الخليج العربي سنويًا. يمتد عادة من أواخر مايو إلى منتصف يوليو، ويتميّز بهبوب رياح شمالية إلى شمالية غربية جافة وسريعة جدًا.

أبرز خصائص موسم البوارح:

  • ارتفاع سرعة الرياح.
  • جفاف الجو.
  • تكوّن كثيف للغبار.
  • انعدام أو انخفاض الرؤية الأفقية.
  • اضطرابات في الرحلات الجوية والمرور.
  • تأثيرات صحية سلبية خاصة لأصحاب أمراض الجهاز التنفسي.
  • وعادة ما يرتبط هذا الموسم بظهور نجم يُدعى “بارح الثريا”، أحد نجوم مربعانية القيظ، ما يجعله محددًا فلكيًا أيضًا.

إعلان خالد الزعاق: موسم البوارح بدأ مبكرًا هذا العام!

في تصريح أثار تفاعلًا واسعًا، أكد الدكتور خالد الزعاق عبر حسابه الرسمي في منصة “إكس”، أن موسم البوارح قد بدأ فعليًا منذ منتصف مايو، أي قبل موعده المعتاد بنحو 20 يومًا، وهو ما يُعد أمرًا غير تقليدي في دورة المناخ السنوية في المنطقة.

وأشار الزعاق إلى أن الرياح المصاحبة لهذا الموسم تبدأ مع شروق الشمس وتبلغ ذروتها عند الظهيرة، ثم تخف تدريجيًا حتى مغيب الشمس، وهي دورة نمطية معتادة للبوارح، لكنها ظهرت مبكرًا.

ما الذي يُسبب هذه الرياح؟ تفسير علمي مبسط

يُرجع الزعاق هذا التبكير إلى تغيرات في الأنظمة الجوية الكبرى، والتي تشمل:

  • تعمّق المرتفعات الجوية الشمالية الغربية.
  • تراجع المنخفضات المدارية التي كانت تُؤخر وصول الرياح الجافة.
  • تسريع تدفق الكتلة الهوائية الجافة من شمال إفريقيا وشرق أوروبا باتجاه الخليج.

وهو ما أدى إلى تهيئة بيئية مبكرة لبدء موسم البوارح، إذ بدأت الكتل الرملية والغبارية في التصاعد، خاصة في المناطق الصحراوية المكشوفة.

المناطق المتأثرة في المملكة والخليج

تشمل رياح البوارح تأثيرها الواسع على:

  • السعودية: خاصة المناطق الشرقية والوسطى كالأحساء والرياض والقصيم.
  • الكويت: حيث تكون الرياح أشد كثافة بسبب طبيعة التربة الرملية.
  • العراق: لا سيما البصرة والمناطق الجنوبية.
  • البحرين: والتي تشهد انخفاضًا كبيرًا في الرؤية خلال هذه الفترة.
  • كما تمتد آثارها إلى قطر والإمارات أحيانًا، حسب حركة الكتل الهوائية.

الغبار.. بين الجمال الرملي والضرر البيئي

يصف خالد الزعاق الرياح في موسم البوارح بأنها تجعل الشمس تظهر وكأنها قرص أبيض بلا شعاع، وهو وصف شاعري يعكس كثافة الغبار العالق في طبقات الجو العليا.

لكن خلف هذا المشهد، تكمن تحديات حقيقية تؤثر على:

  • الصحة العامة: ارتفاع معدلات الربو، التحسس، مشاكل العيون.
  • البيئة: تغطية النباتات والأراضي الزراعية بطبقات من الغبار.
  • البنية التحتية: تعطيل أنظمة الطاقة الشمسية، انسداد فلاتر الأجهزة.
  • المرور والنقل: انخفاض مستوى الرؤية يؤدي إلى تعطيل جزئي في الحركة الجوية والبرية.

النصائح الذهبية للتعامل مع موسم البوارح

لأن الظاهرة طبيعية وموسمية، فمن غير الممكن منعها، لكن يمكن التخفيف من آثارها من خلال مجموعة من الإجراءات:

  • ارتداء الكمامات الواقية عند الخروج.
  • غلق النوافذ والأبواب في المنازل والسيارات بإحكام.
  • تجنب السفر البري خلال ذروة الرياح والغبار.
  • صيانة مكيفات الهواء وتنظيف الفلاتر دوريًا.
  • الحرص على تناول السوائل لتقليل آثار الجفاف.
  • متابعة نشرات الطقس الرسمية وتحذيرات الدفاع المدني.

هل موسم البوارح يزداد سوءًا بسبب التغير المناخي؟

الخبراء بمن فيهم الدكتور الزعاق يربطون بين شدة مواسم البوارح في السنوات الأخيرة والتغيرات المناخية العالمية التي أثّرت على توزيع الكتل الهوائية ومواعيد الفصول.

وقد لوحظ خلال السنوات الخمس الأخيرة:

  • تزايد مبكر لموسم البوارح.
  • امتداد فترته الزمنية لأطول من السابق.
  • تكرار العواصف الغبارية بشكل أكثر حدة.
  • وهذا ما يستدعي دراسات موسعة، واستعدادات أكبر من المواطنين والجهات الحكومية لمواجهة التأثيرات المتزايدة للطقس.

خالد الزعاق.. نافذة يومية لفهم الطقس

لا يكتفي الزعاق بالإعلانات العامة، بل يقوم عبر منصاته المختلفة بتقديم نشرات علمية مبسطة ومصوّرة، يشرح فيها يوميًا الظواهر الفلكية والمناخية التي تشهدها المملكة.

وله حسابات نشطة على:

  • منصة “إكس” (تويتر سابقًا)
  • سناب شات
  • تيك توك
  • إنستغرام
  • ويتميز أسلوبه بالبساطة والوضوح، ما جعله المرجع الأول لدى عامة الناس لفهم الطقس دون تعقيدات علمية.

ماذا ينتظرنا خلال الأسابيع القادمة؟

بحسب تحليل الزعاق وتوقعات مراكز الأرصاد، فإن شهر يونيو 2025 سيكون ذروة موسم البوارح، وستشهد مناطق الخليج سلسلة من العواصف الترابية المتكررة.

  • من المرجح أن تستمر الحالة حتى منتصف يوليو، أي لحين تبدل الكتل الهوائية وبدء التأثيرات المدارية.
  • لذا يُوصى بالجاهزية الكاملة، خصوصًا للأسر التي تضم أطفالًا أو مرضى تنفس.

الختام: وعي مناخي لمواجهة فصول متغيرة
في ظل عالم يشهد تغيرات مناخية سريعة وغير مألوفة، لم يعد من الكافي الانتظار السلبي أمام الظواهر الجوية. بل إن الوعي المجتمعي، كما يدعو إليه خالد الزعاق، يُعد أول وأهم خط دفاع ضد الآثار السلبية للطقس.

ومع بداية مبكرة لموسم البوارح هذا العام، فإن التعامل مع الوضع يتطلب استباقًا لا استجابة فقط، من خلال:

  • المتابعة المستمرة.
  • تطبيق الإجراءات الاحترازية.
  • نشر الثقافة المناخية بين أفراد الأسرة.
  • فالغبار قد يملأ الأجواء، لكن المعرفة تمكّننا من التكيّف.
  • هل سبق لك أن واجهت عاصفة بوارح شديدة؟ كيف كانت تجربتك؟ شاركنا قصتك أو رأيك في التعليقات…

أحمد شلبي

محرر مُحنك مع خبرة واسعة في تحرير ومراجعه المحتوى الإخباري بأنواعه المختلفة، يمتلك مهارات ممتازة في القواعد والنحو والهجاء والتدقيق اللغوي، يتمتع بقدرة عالية على التحقق من صحة المعلومات والبيانات، لديه إلمام واسع بالأحداث الجارية والقضايا الراهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !