زلزال يهز تركيا بقوة 6.02 درجات اليوم.. التفاصيل الكاملة

في مشهد أعاد إلى الأذهان ذكريات الزلازل العنيفة التي شهدتها تركيا عبر تاريخها، ضرب زلزال قوي مدينة إسطنبول اليوم الأربعاء، 23 أبريل 2025، بقوة 6.02 درجة على مقياس ريختر، وفقًا لما أعلنه مركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني GFZ.

مشاهد هروب السكان إلى الشوارع، اهتزاز الأبنية، وصدى الإنذارات في الأحياء، رسمت صورةً واقعية لحالة الذعر التي عاشها الملايين خلال لحظات الزلزال. وبحسب المصادر، لم تُسجل حتى الآن ضحايا بشرية أو أضرار مادية جسيمة، إلا أن الحدث خلف أثرًا نفسيًا واسعًا، خصوصًا في دولة تقع على أحد أخطر خطوط الصدع الزلزالي في العالم.

زلزال يهز تركيا بقوة 6.02 درجات اليوم: التوقيت والقوة والموقع

ما الذي حدث بالضبط؟

  • التاريخ: الأربعاء، 23 أبريل/ نيسان 2025
  • الساعة: قرابة 10:14 صباحًا بتوقيت تركيا
  • الموقع: مركز الزلزال يبعد 80 كم جنوب شرق إسطنبول
  • العمق: 10 كيلومترات تحت سطح الأرض
  • القوة: 6.02 درجات على مقياس ريختر

هذه البيانات التي نشرها GFZ أكدت أن الزلزال ناتج عن نشاط على امتداد صدع شمال الأناضول النشط، الذي لطالما حذّر منه علماء الجيولوجيا باعتباره أحد أكثر الفوالق خطورة في منطقة أوراسيا.

ماذا يقول السكان؟ شهادات من قلب إسطنبول

في الأحياء القديمة والمباني العالية، كانت الهزات أكثر وضوحًا، إذ وصف سكان المناطق المتأثرة اللحظات الأولى للزلزال بأنها “ثوانٍ من الرعب المطلق”.

“كنت في الطابق السابع، شعرت أن البناية تتمايل كأنها ستنهار. سمعت صراخًا من الشقق المجاورة، وركضت فورًا إلى الخارج”، تقول زينب أوزدمير، موظفة في شركة سياحية بمنطقة شيشلي.

“كنا في الصف، والأرض اهتزت بقوة. هرع المعلم لإخلاء المدرسة. الأطفال كانوا خائفين جدًا”، يروي علي جان، طالب في مدرسة ابتدائية في بشيكتاش.

العديد من مقاطع الفيديو التي التُقطت في اللحظة الحاسمة تُظهر نزول المئات إلى الشوارع، تحسبًا لأي انهيارات أو هزات لاحقة.

هل هناك أضرار بشرية أو مادية؟

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تُسجَّل أي خسائر بشرية مباشرة بحسب تقارير رسمية من إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD)، لكن هناك:

  • حالات إغماء وذعر بين كبار السن والأطفال
  • تشقق بعض المباني القديمة في الأحياء الشعبية
  • تعليق الدراسة في عدد من المدارس لتفقد البنية الإنشائية
  • إغلاق مؤقت لبعض الطرق والجسور تحسبًا لسلامة البنية التحتية
  • وما تزال الجهات الرسمية تواصل عمليات الفحص والتقييم الميداني للمباني والمنشآت.

رأي الخبراء: هل هناك خطر قادم؟

صرّح عدد من خبراء الزلازل، من بينهم البروفسور إسماعيل كارا من جامعة إسطنبول التقنية، بأن:

“هذا الزلزال ليس إلا تذكيرًا بأن إسطنبول على مقربة من زلزال أكبر قد يقع خلال السنوات المقبلة.”

وأشار إلى أن هذه الهزة تُعد متوسطة القوة، لكن وقوعها على عمق 10 كيلومترات فقط يجعلها محسوسة جدًا وخطيرة على المدى الطويل.

وأضاف أن هناك احتمالًا لحدوث هزات ارتدادية خلال الأيام المقبلة، تتراوح شدتها بين 3.5 إلى 5 درجات.

ماذا عن الهزات الارتدادية؟

بحسب بيانات “GFZ”، فإن زلزال إسطنبول اليوم قد يُعقب سلسلة من الهزات الارتدادية خلال الساعات والأيام المقبلة، وهو أمر طبيعي جيولوجيًا، حيث تعيد القشرة الأرضية توازنها بعد الزلزال الأساسي.

ونصحت السلطات السكان بـ:

  • عدم العودة فورًا إلى المباني المتشققة
  • الابتعاد عن الجدران القديمة والمنشآت غير الثابتة
  • الاستعداد لأي طارئ من خلال حقيبة الطوارئ المنزلية

كيف استجابت الحكومة التركية؟

تحركت الجهات الرسمية فورًا، وأعلنت:

  • تشغيل نظام الإنذار المبكر في إسطنبول
  • إرسال فرق إنقاذ وفحص هندسي إلى النقاط الأكثر تأثرًا
  • تخصيص خطوط ساخنة للطوارئ والدعم النفسي
  • بث رسائل طمأنة رسمية للمواطنين عبر منصات التواصل والهواتف
  • وأكدت وزارة الداخلية أن لا داعي للذعر، وأن جميع الجهات المعنية في حالة تأهب قصوى لرصد أي تطورات.

تاريخ الزلازل في إسطنبول: هل يعيد 2025 مشهد 1999؟

شهدت تركيا على مر التاريخ سلسلة من الزلازل القاتلة، أبرزها:

  • زلزال إزميت 1999: أسفر عن وفاة أكثر من 17,000 شخص
  • زلزال إزمير 2020: أودى بحياة 114 شخصًا
  • زلازل 2023 في الجنوب التركي: خلفت دمارًا هائلًا ومئات القتلى

وما تزال إسطنبول مهددة بزلزال مدمر مستقبلي بسبب خط الصدع الشمالي، والذي يقع مباشرة تحت بحر مرمرة، وهو ما يجعل الاستعدادات أمرًا حيويًا.

ماذا يجب أن تفعل لحمايتك في حالة الزلزال؟

نصائح ذهبية:

  • احفظ مكان آمن داخل المنزل (تحت الطاولة أو جانب الحائط الداخلي)
  • أبعد الأثاث الثقيل عن الأسرة أو الأرائك
  • جهز حقيبة طوارئ تحتوي على ماء، طعام، مصباح، أوراق رسمية
  • تعلم الإسعافات الأولية الأساسية
  • تابع الأخبار فقط من مصادر رسمية مثل AFAD أو الحكومة

هل يتأثر السياح والمقيمون الأجانب؟

بما أن إسطنبول تعد من أكثر المدن زيارة في العالم، سارعت وزارة السياحة بالتأكيد على:

  • عدم وقوع إصابات في صفوف الزوار
  • استمرار الرحلات الجوية والمواصلات
  • تنسيق مع السفارات والقنصليات لتقديم المساعدة إن لزم

الخاتمة: الزلزال رسالة من الأرض
رغم أن زلزال إسطنبول اليوم لم يكن كارثيًا، إلا أنه يُعد تحذيرًا جديًا من الأرض.
الزلزال لا يُمهل ولا يرحم، والاستعداد له لا يكون فقط بالهروب المؤقت، بل بالتخطيط، والوعي، والهندسة الآمنة.

السلطات التركية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتحديث البنية التحتية، ومراجعة المباني القديمة، وتعزيز نظام الإنذار المبكر، فالخطر القادم قد لا يمنح فرصة للتدارك.

ريم عبد العزيز

كاتبة متألقة تتمتع بروح حرة وشغف لا ينضب بالاستكشاف. تجذب قراءها بأسلوبها العفوي والصادق، وقدرتها على نسج القصص التي تلامس القلوب وتثير التفكير. تتناول سلمى في كتاباتها مواضيع متنوعة، من قضايا الهوية والانتماء إلى قضايا البيئة وحماية الحيوان، وتسعى دائماً إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية في كل قصة ترويها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !