ما هو سبب تدمير خاتم البابا فرانسيس الحقيقي بعد وفاته؟ السر وراء هذا الطقس البابوي القديم

لماذا يُدمّر خاتم البابا بعد وفاته؟ تقليد غامض يكشف عمق طقوس الفاتيكان، حين أعلن الفاتيكان وفاة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عامًا، كان السؤال الذي لفت انتباه كثير من المتابعين ليس فقط عن مجمع الكرادلة المرتقب أو هوية البابا الجديد، بل عن خاتمه!

ذلك الخاتم الذي رافقه في أهم المناسبات، الذي قبّله آلاف المؤمنين، وكان بمثابة ختم رسمي للكنيسة: خاتم الصياد.

  • لكن ما الذي يدفع الفاتيكان إلى تحطيم هذا الخاتم بعد وفاة البابا؟
  • أهو مجرد طقس رمزي؟ أم أن هناك أسرارًا تاريخية وإدارية تقف خلف هذه الخطوة المثيرة؟

في هذا المقال، نكشف لك التفاصيل الكاملة لتقليد تدمير خاتم البابا، مع التركيز على قصة خاتم البابا فرنسيس بالتحديد، ومكانته بين خواتم من سبقوه.

ما هو خاتم الصياد؟ رمز السلطة البابوية

خاتم الصياد أو Ring of the Fisherman، هو رمز بابوي يعود إلى القرن الثالث عشر، ويُطلق عليه هذا الاسم تكريمًا للقديس بطرس، أول بابا في تاريخ الكنيسة وأحد رسل المسيح، الذي كان في الأصل صيادًا.

الخاتم يُنقش عليه عادةً صورة للقديس بطرس وهو يصطاد، ومعها اسم البابا، وكان يُستخدم كختم رسمي للوثائق البابوية حتى منتصف القرن التاسع عشر.

وبعد هذا التاريخ، أصبح الخاتم رمزيًا، يُستخدم خلال المراسم الدينية الكبرى وتنصيب البابا، ويُعتبر من أبرز علامات السلطة الكنسية.

لماذا يتم تدمير الخاتم بعد وفاة البابا؟

رغم الطابع الرمزي للخاتم اليوم، إلا أن تقاليد الفاتيكان لا تزال تُلزم بـ تشويه أو تحطيم الخاتم بعد وفاة البابا، وذلك لمنع استخدامه لتزوير وثائق باسم البابا الراحل.

الجذور التاريخية:

  • منذ عام 1521، وُضعت قاعدة تقضي بتدمير خاتم البابا بعد موته
  • كانت تُستخدم مطرقة فضية خاصة لتحطيم الخاتم أمام مجمع الكرادلة
  • كان الهدف الأساسي هو منع أي تلاعب في الوثائق بعد وفاة البابا
  • اليوم، ورغم توقف استخدام الخاتم كختم رسمي، لا يزال الطقس قائمًا، تكريمًا للعرف البابوي وقطعًا لأي تأويل سياسي أو ديني محتمل.

من يتولى عملية تدمير الخاتم؟

المسؤول عن تنفيذ هذا الطقس هو الكاميرلنغو (Camerlengo)، أي “موفد الكرسي الرسولي”، وهو كاردينال يُعيّن خصيصًا لإدارة شؤون الفاتيكان في الفترة الانتقالية بين بابوين.

في حالة البابا فرنسيس:

  • الكاميرلنغو الحالي هو الكاردينال كيفن جوزيف فاريل
  • عيّنه البابا فرنسيس شخصيًا في عام 2023
  • من المتوقع أن يُشرف بنفسه على طقس تدمير الخاتم، كما ينص التقليد

خاتم البابا فرانسيس: اختلاف عن التقاليد

عند تنصيبه في عام 2013، رفض البابا فرنسيس ارتداء خاتم مصنوع من الذهب الخالص كما فعل أسلافه، واختار خاتمًا من الفضة المطلية بالذهب، يعود في الأصل إلى المطران باسكواله ماتشي، أمين سر البابا بولس السادس.

لماذا هذا القرار؟

  • رغبة البابا في البساطة والتواضع
  • احترامه لذكرى الأساقفة الذين سبقوه
  • موقفه الثابت من الابتعاد عن المظاهر الباذخة
  • وقد أثار هذا الخيار إعجاب كثير من المؤمنين الذين رأوا فيه بابا للفقراء، أكثر منه رجل سلطة.

ما هو مصير خاتم البابا بعد وفاته؟

رغم ما ينص عليه التقليد من ضرورة تحطيم الخاتم، إلا أن استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر في عام 2013 غيّرت بعض قواعد اللعبة.

فبدلًا من التحطيم الكامل، تم نقش صليب عميق على سطح الخاتم، مما أفقده وظيفته كختم دون تدميره بالكامل.

ومن المرجح أن يتبع الكاردينال فاريل نفس المسار مع خاتم البابا فرنسيس، أي تشويهه جزئيًا بدل تدميره كليًا.

التقبيل أم عدم التقبيل؟ موقف البابا فرنسيس من الطقوس

رغم أن تقبيل خاتم البابا يُعد طقسًا تقليديًا يعكس الولاء، إلا أن البابا فرنسيس كان له رأي مختلف.

الموقف الشهير في عام 2019:

  • أثناء زيارة إلى مدينة لوريتو الإيطالية، ظهر في فيديو وهو يسحب يده مرارًا حين حاول الناس تقبيل الخاتم
  • انتشر الفيديو بشكل واسع وأثار جدلًا حول “كسر التقاليد”
  • وقد أوضح المتحدث باسم الفاتيكان حينها أن السبب كان الرغبة في تجنب العدوى وانتقال الجراثيم، خاصة في أعقاب جائحة كورونا.

رمزية الخاتم عبر العصور: من القداسة إلى البساطة

لم يكن خاتم الصياد دائمًا متشابهًا. بل عكس تصميمه عبر القرون:

  • روح العصر
  • شخصية البابا
  • التوجهات الثقافية والدينية السائدة

فبينما فضّل يوحنا بولس الثاني ارتداء خاتم آخر، حرص بنديكتوس السادس عشر على ارتدائه يوميًا، أما البابا فرنسيس فاختار أن يحتفظ به للمناسبات الرسمية فقط، مستبدلًا إياه في حياته اليومية بخاتم فضي بسيط.

هل سيتم عرض الخاتم في متاحف الفاتيكان؟

حتى لحظة إعداد هذا المقال، لم يتم الإعلان رسميًا عن مصير خاتم البابا فرنسيس بعد وفاته، خصوصًا أنه ليس خاتمًا ذهبيًا فخمًا بل قطعة رمزية.

لكن مع تغيّر المفاهيم الكنسية، وتحوّل الفاتيكان نحو الشفافية والانفتاح الثقافي، من المحتمل أن يتم الاحتفاظ بالخاتم في:

  • أرشيف الفاتيكان
  • أو قاعة المعارض البابوية
  • أو يُعرض ضمن معرض خاص يؤرخ لتاريخ البابا فرنسيس

من سيرث الخاتم؟ لا أحد!

  • خاتم الصياد لا يُورّث، ولا يُباع، ولا يُهدى. بل يُصنَع خصيصًا لكل بابا، ولا يحق لأحد ارتداؤه بعده.
  • ويتم التخلص منه بطريقة تحفظ قدسيته الرمزية، وتمنع التلاعب أو الاستخدام السياسي أو الإعلامي له.

الخاتمة: تدمير الخاتم… بداية لرحلة جديدة
قد يبدو غريبًا أن يُدمّر خاتم يرتديه البابا لأكثر من عقد، خاتم قبّله الملايين، وصُنعت منه رمزية كبيرة، لكن في ثقافة الفاتيكان، السلطة ليست أبدية، وكل منصب لا بد أن ينتهي.

إنه إعلان صريح بأن العهد البابوي انتهى رسميًا، وأن البابا الراحل، مهما بلغت مكانته، لم يعد يحمل توقيع الكنيسة.

وفي الوقت الذي تبدأ فيه التحضيرات لاختيار خليفة جديد للبابا فرنسيس، يبقى خاتم الصياد شاهدًا على حقبة بابوية قاد فيها فرانسيس الكنيسة ببساطة، ومبادئ، ورسالة إنسانية خالدة.

منى الشريف

كاتبة متعددة المواهب، تمتلك قدرة استثنائية على الغوص في أعماق المعرفة واستكشاف مختلف جوانب الحياة. تتميز بأسلوبها السلس والمشوق، وقدرتها على تبسيط المفاهيم المعقدة وتقديمها للقارئ العربي بأسلوب سهل الفهم. تغطي منى طيفًا واسعًا من المواضيع، بدءًا من القضايا الاجتماعية والسياسية وصولًا إلى العلوم والتكنولوجيا والفنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !