ما هي جنسية البابا فرنسيس الحقيقية؟ وأصله وسبب وفاته في 2025

بين رجال الدين في العالم، قلّما يبرز اسم يستطيع أن يترك تأثيرًا عابرًا للأديان واللغات والحدود. البابا فرنسيس، الذي رحل في أبريل 2025، كان أحد هؤلاء القادة الذين كتبوا التاريخ ببصمتهم الهادئة وإنسانيتهم الفريدة.

لم يكن مجرد بابا للكنيسة الكاثوليكية، بل كان صوتًا للسلام، وجسرًا بين الأديان، ورمزًا عالميًا للرحمة الاجتماعية.

في هذا المقال، نبحر في قصة حياته من بداياته في بوينس آيرس حتى وصوله إلى قمة الهرم الكنسي في الفاتيكان، كما نستعرض أصله، جنسيته، مواقفه الإنسانية، وأسباب وفاته، في رحلة معرفية تليق بشخصية استثنائية عاشت وماتت بتواضع القديسين.

ما هي جنسية البابا فرنسيس؟ الأرجنتيني الذي غيّر وجه الكنيسة

يحمل البابا فرنسيس الجنسية الأرجنتينية، وقد وُلد في مدينة بوينس آيرس في 17 ديسمبر عام 1936. لكنه أيضًا يحمل الجنسية الفاتيكانية بصفته البابا، وهي صفة تكتسب تلقائيًا بمجرد اعتلاء منصب أسقف روما.

ما يميز البابا فرنسيس أنه أول بابا في التاريخ الحديث يأتي من قارة أمريكا الجنوبية، وأول بابا غير أوروبي منذ أكثر من 1200 عام، وهذا وحده كان إشارة واضحة على التغيير الجذري في التوجهات الكنسية.

ما أصل البابا فرنسيس؟ جذور إيطالية في قلب الأرجنتين

  • رغم أنه أرجنتيني المولد، فإن أصول البابا فرنسيس تعود إلى إيطاليا.
  • فوالده مهاجر إيطالي من منطقة بييمونتي، ووالدته أيضًا إيطالية الأصل. وقد هاجرت أسرته إلى الأرجنتين في بدايات القرن العشرين، شأنهم شأن العديد من العائلات الإيطالية التي استقرت في أمريكا الجنوبية هربًا من الحروب والفقر.
  • هذا الخليط بين الأصل الإيطالي والنشأة الأرجنتينية شكّل شخصية البابا الفريدة، حيث جمع بين الروح اللاتينية المتعاطفة والانضباط الأوروبي الكنسي.

ما ديانة البابا فرنسيس الحقيقية؟

لا شك أن البابا فرنسيس يتبع الديانة الكاثوليكية، وهو رأس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، التي تضم أكثر من مليار ونصف المليار مؤمن حول العالم.

ومنذ تنصيبه في عام 2013، ركز على تعاليم المحبة، التسامح، والتواضع، ورفض الترف الكنسي، وفضل أن يعيش حياة بسيطة داخل الفاتيكان.

هل تزوج البابا فرنسيس؟ وما موقف الكنيسة من الزواج؟

بحسب قوانين الكنيسة الكاثوليكية، يُطلب من رجال الدين، خاصةً من هم في المناصب العليا، مثل الكهنة والأساقفة والبابا نفسه، الالتزام بالعزوبية الكاملة.

لذلك، البابا فرنسيس لم يتزوج قط، ولا توجد له زوجة أو أبناء. وقد كرّس حياته بالكامل للخدمة الكنسية منذ شبابه، حين دخل السلك الديني والتحق برهبنة اليسوعيين.

كيف وصل البابا فرنسيس إلى قمة الكنيسة؟

بدأ مسيرته ككاهن بسيط في الأرجنتين، ثم رُقي تدريجيًا ليصبح:

  • رئيس أساقفة بوينس آيرس
  • كاردينالًا في عام 2001 بتوصية من البابا يوحنا بولس الثاني
  • ثم انتُخب بابا في 13 مارس 2013، خلفًا للبابا بنديكتوس السادس عشر
  • عند انتخابه، اختار اسم “فرنسيس”، تيمنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، رمز الفقراء والبساطة والتصالح مع الطبيعة، في إشارة إلى رؤيته الإصلاحية للكنيسة.

مواقف البابا فرنسيس: التواضع، الحوار، والانفتاح

اشتهر البابا فرنسيس بكونه صوتًا للعدالة الاجتماعية، وداعمًا قويًا لحقوق المهاجرين والفقراء، كما لم يتوانَ عن نقد الفساد داخل الكنيسة، ودعا إلى إصلاح شامل شمل الملفات الأخلاقية والإدارية.

أبرز مواقفه الإنسانية:

  • زيارة مخيمات اللاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية
  • حضوره مؤتمر المناخ ودعوته لحماية البيئة
  • زيارته المفاجئة إلى السجون ومرافق الفقراء
  • مواقفه الداعمة للسلام في الشرق الأوسط

البابا فرنسيس والإسلام: جسور التفاهم

من اللحظات التاريخية التي لا تُنسى، زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2019، حيث وقع مع شيخ الأزهر وثيقة “الأخوة الإنسانية”، والتي دعت إلى نبذ العنف والتطرف وتعزيز الحوار بين الأديان.

كما زار العراق في مارس 2021، وكانت تلك أول زيارة بابوية في التاريخ للعراق، وشملت لقاءات رمزية مع القيادات الدينية الشيعية والسنية والمسيحية، خاصة في مدينة النجف وأور الأثرية.

متى توفي البابا فرنسيس؟ وكم كان عمره؟

في صباح الإثنين 21 أبريل 2025، أعلنت دولة الفاتيكان رسميًا وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد معاناة طويلة مع عدة مشاكل صحية، أبرزها التهاب رئوي حاد.

وقد جاء الإعلان في بيان رسمي من المتحدث باسم الكرسي الرسولي، حيث أُعلن أن البابا توفي في مقر إقامته بالفاتيكان، وسط حزن عالمي شديد.

سبب وفاة البابا فرنسيس الحقيقي

وفق التقارير الطبية، فإن البابا كان يعاني منذ أشهر من التهابات متكررة في الجهاز التنفسي، وقد نُقل عدة مرات إلى المستشفى للعلاج من آثار التهاب رئوي مزمن، إلى جانب أعراض متقدمة من التعب الجسدي المرتبط بتقدمه في العمر.

وفي الأيام الأخيرة، ساءت حالته، واضطر الأطباء إلى وضعه تحت المراقبة المكثفة، لكنه فارق الحياة بهدوء، محاطًا بفريقه الخاص.

جنازة البابا فرنسيس.. مشهد مهيب في شوارع روما

بناءً على وصيته، نُقل جثمان البابا فرنسيس في موكب مهيب عبر شوارع روما، باتجاه كنيسة سانتا ماريا ماجوري، التي كان يحمل لها حبًا خاصًا.

وقد تم حمل النعش في عربة خشبية بسيطة، ترافقها سيارات رسمية وشخصيات دينية رفيعة المستوى، وسط أجواء مهيبة ودموع آلاف المواطنين.

في داخل الكنيسة، أُقيمت صلوات التبجيل الأخيرة، وتم رش النعش بالماء المقدس، قبل أن يُوارى الثرى في المقبرة البابوية، حيث دُفن إلى جانب بعض أسلافه من الباباوات.

ماذا بعد وفاة البابا فرنسيس؟ من يخلفه؟

بحسب قوانين الكنيسة، تبدأ إجراءات انتخاب البابا الجديد عبر اجتماع يُعرف بـ”الكونكلاف”، ويشارك فيه الكرادلة المؤهلون من مختلف أنحاء العالم.

ومن المتوقع أن يتم انتخاب بابا جديد خلال أسابيع قليلة، في ظل تساؤلات كثيرة عن الشخصية التي ستواصل إرث البابا فرنسيس الإنساني والإصلاحي.

فقرة ختامية: إرث لا يُنسى.. البابا الذي أحب العالم فأحبه

  • برحيل البابا فرنسيس، يودع العالم شخصية نادرة قلما يجود الزمان بمثلها.
  • كان كاهنًا بسيطًا، فتح قلبه للفقراء، وابتسامته للمخالفين، وسعيه الدؤوب للوحدة الإنسانية.
  • جنسية البابا لم تكن حاجزًا، بل كانت جسرًا، وأصله لم يكن قيدًا، بل كان دليلًا على تنوع العالم وقدرته على التغيير.
  • في موته، كما في حياته، يذكره العالم كصوت للسلام في زمن الصراعات، وكقائد أخلاقي في عالم مرتبك، وكإنسان سبق منصبه بالمحبة.

محمد علي

صحفي تحقيقي بارع، يتميز بشغفه بكشف الحقائق وإيصالها للجمهور. يمتلك مهارات بحث وتقصي عالية، ويتبع المنهج العلمي في تحليله للأحداث. يتميز بأسلوبه الجريء والمؤثر الذي يدفع القارئ إلى التفكير والتأمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !