بالفيديو والتفاصيل.. قرد يتسبب في وفاة سائح مغربي بستي فاطمة أبريل 2025

لم يكن يتوقع السائح المغربي، الذي اختار أن يقضي يومًا هادئًا وسط طبيعة ستي فاطمة الساحرة، أن تنتهي رحلته بواقعة مأساوية أدمت قلوب المغاربة. ففي واحدة من أكثر القصص غرابة وغموضًا، تعرض الضحية لهجوم عنيف من قبل قرد طليق في المنطقة السياحية، أدى إلى إصابة بليغة على مستوى الرأس، أسفرت عن وفاته لاحقًا رغم محاولات الإسعاف.

لكن ما الذي جرى بالتحديد؟ وكيف تحول مشهد طبيعي إلى لحظة وداع مأساوية؟ في هذا التقرير نستعرض القصة الكاملة، من لحظة وقوع الحادثة وحتى التحقيقات الرسمية الجارية حاليًا.

 ستي فاطمة.. الجنة السياحية التي تحولت لموقع حادث مأساوي

تُعرف منطقة ستي فاطمة، الواقعة في إقليم الحوز، بجمالها الأخّاذ وطبيعتها الجبلية الساحرة، وتُعد من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، حيث تستقطب الزوار من مختلف أنحاء المملكة، خاصة في فصل الربيع والصيف، لما تتمتع به من وديان وشلالات ومناظر طبيعية خلابة.

ومع تزايد النشاط السياحي، تظهر بعض المشكلات المرتبطة بعدم ضبط الحيوانات البرية أو شبه البرية التي تتجول في محيط المنتجع، وعلى رأسها القرود البرية التي صارت جزءًا من المشهد الطبيعي لكنها تحمل في طياتها تهديدات غير مرئية.

 تفاصيل الواقعة: لحظات الصدمة والذهول

بحسب مصادر محلية وشهود عيان، فقد كان السائح المغربي – وهو في الثلاثينات من عمره – يتجول في محيط أحد المسارات السياحية القريبة من شلالات ستي فاطمة، عندما فوجئ بمجموعة من القرود تقترب منه بشكل عدائي.

وأثناء محاولته التراجع لتفادي المواجهة، قام أحد القرود بحمل حجر كبير ورشقه به بقوة، ما أدى إلى إصابة مباشرة في رأسه. ووفقًا لشهادات بعض الحاضرين، سقط السائح على الفور مغشيًا عليه وسط حالة من الفزع والذهول، بينما فرّ القرد بعد تنفيذ الهجوم.

تم على الفور طلب سيارة إسعاف ونقل المصاب إلى أقرب مستشفى، إلا أن الإصابة كانت قاتلة، حيث فارق الحياة بعد وقت قصير نتيجة نزيف حاد في الجمجمة.

 تحرك السلطات وفتح تحقيق عاجل

عقب الحادثة، استنفرت مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية بإقليم الحوز، التي باشرت تحقيقًا عاجلًا لمعرفة ملابسات الواقعة. وتم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات، لإجراء التشريح الطبي بأمر من النيابة العامة، من أجل التثبت من أسباب الوفاة وتوثيق تفاصيل الإصابة.

وأكد مصدر رسمي أن التحقيق يشمل أيضًا تحديد المسؤولية إن وُجدت، سواء من حيث غياب التدابير الوقائية لضبط الحيوانات البرية، أو إمكانية وجود تقصير من الجهات المشرفة على الموقع السياحي.

  • سؤال محير.. كيف يحمل قرد حجرًا ويرتكب هذا الفعل؟
  • ربما يتساءل القارئ، هل يمكن لقرد أن يتحول إلى معتدٍ؟ وهل هذا سلوك معتاد؟

في الحقيقة، تشير الدراسات العلمية إلى أن القرود وخاصة “المكاك البربري” المنتشر في شمال إفريقيا، تُظهر أحيانًا سلوكًا عدائيًا عندما تشعر بالتهديد أو الجوع أو تسعى لحماية مجموعتها.

وفي حالات نادرة، تلجأ القرود إلى استخدام أدوات بدائية للدفاع عن نفسها أو للهجوم، بما في ذلك الحجارة أو العصي. وتحدث مثل هذه الحوادث عادة في المناطق التي تعاني من غياب رقابة صارمة أو تداخل سكني مع البرية.

 صدمة على مواقع التواصل.. وتعاطف واسع

ما إن انتشر خبر وفاة السائح المغربي نتيجة الهجوم، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة والحزينة، حيث عبر عدد كبير من النشطاء عن صدمتهم من غياب الرقابة في المناطق السياحية.

وكتب أحد المغردين:

“سائح يموت بسبب قرد؟ هذا غير معقول! أين هي حماية السياح والزوار؟”.

فيما قال آخر:

“ستي فاطمة جنة طبيعية، لكن لا بد من ضبط الوضع. حياة البشر لا يجب أن تُهدد بمثل هذه الفوضى”.

 حالات مشابهة في المغرب والعالم

تُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان عدة وقائع مماثلة وقعت في مناطق سياحية داخل المغرب وخارجه، حيث تعرض بعض الزوار لهجمات من حيوانات برية تُركت دون رقابة.

في عام 2022، نُقل طفل مغربي إلى المستشفى بعد تعرضه لهجوم من قرد في منطقة شفشاون.

وفي الهند، تعد هجمات القرود أمرًا شائعًا، حيث سُجلت وفيات نتيجة سقوط ضحايا من الأسطح أثناء مطاردتهم من قبل قرود عدوانية.

في تايلاند، واجهت الحكومة أزمة سياحية بسبب تجاوز عدد القرود في بعض الجزر الحدود المقبولة، مما استدعى تدخلًا عسكريًا للسيطرة عليها.

 ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لحماية الزوار مستقبلاً؟

بعد الحادث المؤلم، طالب المواطنون والمراقبون بعدة إجراءات فورية:

  • إقامة حواجز أمان في المناطق التي تنتشر فيها الحيوانات.
  • نشر لافتات توعوية تنبه السياح لعدم إطعام القرود أو الاقتراب منها.
  • تخصيص فرق بيطرية ومراقبة بيئية لرصد سلوك الحيوانات.
  • تعزيز الوجود الأمني والدوريات في المواقع السياحية الحساسة.
  • تنظيم حملات تطهير بيئي مؤقتة في حال تزايد العدوانية أو الإصابات.

 صور حزينة توثق الواقعة

انتشرت عبر وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل صور لمكان الحادثة، وبعض اللقطات المؤلمة للحظة نقل الضحية. كما أظهرت بعض الصور تواجدًا أمنيًا مكثفًا في المنطقة عقب الحادث.

 الجانب النفسي.. ماذا عن الزوار الذين كانوا حاضرين؟

شهادات بعض من حضروا الواقعة، وخاصة عائلات وأطفال، أظهرت آثارًا نفسية عميقة. قالت إحدى السيدات:

“طفلتي لا تزال تبكي منذ الأمس.. لا تصدق أن القرد الذي كانت تراه لطيفًا يمكن أن يكون خطرًا مميتًا”.

ويشدد خبراء الصحة النفسية على أهمية تقديم دعم نفسي سريع لمن شهدوا الواقعة، وخاصة الأطفال، لتفادي أي أثر دائم على سلوكهم أو نظرتهم للطبيعة.

 دعوات للحد من “السياحة العشوائية”

أثارت هذه المأساة أيضًا جدلًا حول ما يسميه البعض “السياحة العشوائية” في المغرب، حيث يتم فتح بعض المواقع للزوار دون دراسة بيئية كافية أو إدارة حقيقية للمخاطر. وقد دعا بعض الخبراء إلى:

  • تصنيف المناطق السياحية حسب درجة الأمان.
  • فرض رخص تشغيل بيئية لكل منتجع أو موقع.
  • إشراك المجتمع المحلي في الحماية البيئية.

 الخاتمة: مأساة تستوجب التغيير
إن وفاة سائح مغربي بسبب هجوم قرد في منطقة يفترض أن تكون آمنة وجاذبة، تدق ناقوس الخطر حول الحاجة إلى مراجعة السياسات السياحية والبيئية في المغرب.

ما حدث في ستي فاطمة ليس مجرد حادث عرضي، بل صرخة مؤلمة لضرورة الإصلاح، والمساءلة، والوقاية.

فالسياحة يجب أن تبقى مرادفًا للجمال والاستجمام، لا للدموع والخوف.
رحم الله الضحية، ونتمنى أن يكون هذا الدرس حافزًا لتغيير يضع الإنسان في قلب السياسات السياحية البيئية.

ريم عبد العزيز

كاتبة متألقة تتمتع بروح حرة وشغف لا ينضب بالاستكشاف. تجذب قراءها بأسلوبها العفوي والصادق، وقدرتها على نسج القصص التي تلامس القلوب وتثير التفكير. تتناول سلمى في كتاباتها مواضيع متنوعة، من قضايا الهوية والانتماء إلى قضايا البيئة وحماية الحيوان، وتسعى دائماً إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية في كل قصة ترويها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !