سبب وفاة جهام بن عبدالعزيز الكواري.. السيرة الكاملة لرجل الأخلاق والحكمة
في يوم الإثنين الموافق 14 من شهر أبريل/ نيسان 2025، فُجع الوسط القطري بخبر وفاة العم جهام الكواري، الذي وافته المنية دون أن يتم الإعلان عن سبب طبي دقيق من قبل العائلة أو الجهات الرسمية.
سبب وفاة جهام بن عبدالعزيز الكواري: هل كانت الرحيل مفاجئ؟
منشورات أفراد العائلة وأصدقائه على منصة إكس (تويتر سابقًا) تشير إلى أن الفقيد لم يكن يعاني من مرض مزمن خطير، ما يجعل الفرضية الأقرب هي الوفاة الطبيعية الناتجة عن تقدم العمر أو أزمة صحية مفاجئة.
لكن التفاصيل ظلت ضمن دائرة الخصوصية العائلية، حيث آثرت الأسرة التركيز على مآثر الفقيد الإنسانية بدلاً من الخوض في الجوانب الطبية.
ردود فعل حزينة.. مشاعر الصدمة والفقد
في الأوساط العائلية:
نعى الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري شقيقه بكلمات مؤثرة قال فيها:
“فقدت أخي، وظلي، وسندي. كان جهام لنا أبًا قبل أن يكون أخًا، ومُعلّمًا دون أن يتكلم كثيرًا. رحمك الله يا من تركت فينا إرثًا من الصبر والصدق.”
على وسائل التواصل الاجتماعي:
اجتمعت كلمات المغردين القطريين والعرب على وصف واحد:
“رحل رجل من زمن الطيبين.”
نشر العشرات من أفراد المجتمع صورًا نادرة للفقيد في مناسبات عائلية، وعبارات تؤكد محبته، واحترامهم لشخصيته الهادئة، وكلماته التي كانت تُقال قليلًا وتُفهم كثيرًا.
من هو جهام بن عبدالعزيز الكواري ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
ولد جهام في دولة قطر، لعائلة عريقة ذات جذور ممتدة في القيم والعلم والمكانة. وهو الأخ الأكبر للدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، واحد من أبرز الشخصيات الثقافية في الوطن العربي، وسفير قطر سابقًا، ومرشحها الأسبق لرئاسة اليونسكو.
ورغم عدم تسلّمه لأي منصب رسمي، إلا أن جهام بن عبدالعزيز كان بمثابة “المنصب المعنوي” داخل الأسرة، نظرًا لما يتمتع به من حكمة وقدرة على الإصلاح وتقديم الرأي السديد.
السيرة الذاتية – ببطء وبصوت منخفض صنع تأثيرًا كبيرًا
- الاسم الكامل: جهام بن عبدالعزيز بن علي بن عمران الكواري
- مكان الولادة والنشأة: دولة قطر – في بيئة تجمع بين الأصالة القطرية والانفتاح الثقافي
- الأسرة: شقيق الدكتور حمد الكواري
- متزوج وله عدد من الأبناء الذين ساروا على خطى القيم التي غرسها فيهم
السمات الشخصية:
- طيب الخُلق
- رزين الكلام
- مصلح اجتماعي في نطاق الأسرة
- يُحب الهدوء ويستمع أكثر مما يتحدث
- لم يُعرف عنه الغضب أو التسرع
حياته العائلية – عمود الخيمة ومصدر الحنان
في شهادة الدكتور حمد الكواري، كان جهام بمثابة الأب الثاني لكل أفراد العائلة. لا يتردد في دعم أشقائه، ولا يتأخر عن مشورة أو وقوف في موقف صعب.
كان بيته مفتوحًا، ووجهه بشوشًا، وصوته هادئًا يزرع الطمأنينة، خاصة في لحظات الانكسار أو الأزمات.
الجانب التربوي – مربي الأجيال في صمت
رغم أن جهام لم يعمل في التعليم، إلا أن أسرته وأصدقاءه أجمعوا على أنه “كان يُعلّم دون أن يدّرس، ويربّي دون أن يرفع صوته.”
كان يُشجّع أبناءه وأبناء العائلة على:
- حب التعلم
- إتقان اللغة العربية
- القراءة اليومية
- احترام الكبير وخدمة الجار
وقد ذكر أحد أبنائه أن والده علّمه أن “الرجولة تبدأ بالمسؤولية، لا بالصوت العالي”.
لماذا نال كل هذا الاحترام رغم غيابه عن المنصات العامة؟
لأن الناس لا تنسى من يزرع فيهم الخير والصدق.
كان جهام الكواري أحد أولئك الذين يعرفهم الجميع دون أن يكونوا في المشهد الرسمي. فمكانته جاءت من:
- أثره في عائلته
- أمانته في الرأي
- كرمه في المواقف
- دعمه لكل محتاج من أقاربه أو جيرانه
مآثره في المجتمع – علاقات إنسانية تتحدث عن نفسها
- ساعد عددًا من الشباب في إكمال تعليمهم دون إعلان
- كان يرعى أسرًا محتاجة دون أن يُشهر بذلك
- حضر كل مناسبات العائلة الكبرى والصغرى دون تأخير أو تقصير
- زار المرضى في المستشفيات، وأحيانًا دون معرفة من هم، فقط لأنهم من أقاربه أو جيرانه
لحظة الوداع – جنازة يلفّها الحزن والدعاء
شهدت جنازة جهام الكواري حضورًا واسعًا من الشخصيات الاجتماعية والثقافية، إلى جانب أهله وأصدقائه ومحبيه.
كان الحزن جليًا في الوجوه، بينما تسابقت الدعوات بأن يرفع الله درجته، ويُجازيه على ما قدمه من خير وصلاح، في حياته الطويلة.
كيف يتحدث الجيل الجديد عن العم جهام؟
رغم أنه كان بعيدًا عن المنصات، إلا أن الجيل الجديد من أبناء الكواري يرونه:
- “صورة من الزمن النقي الذي نتوق إليه.”
- “الرجل الذي يعلّمك أكثر مما يقوله.”
- “الذي إن سكت، ساد الهدوء، وإن تحدث، ساد الاحترام.”
الإرث الأخلاقي – ما الذي سيبقى بعده؟
- قصص عن كرم بسيط وعميق
- مواقف عن صبر في الشدائد
- كلمات عن حب بلا شروط
- دعوات عن رجل أحب الله، فكان محبوبًا في الأرض
خاتمة – رحيل جسد وبقاء روح
- رحل جهام بن عبدالعزيز بن علي بن عمران الكواري، وخلّف وراءه ذكرى لا تنسى، وأثرًا لا يُمحى.
- هو أحد أولئك الذين عاشوا دون ضجيج، وماتوا وهم يُبكون بصدق. لم يطلب التصفيق يومًا، لكنه ناله بعد الرحيل.
- رحمك الله يا من لم تكن وزيرًا، لكنك كنت قدوة. يا من لم تكن متحدثًا رسميًا، لكنك كنت صوت العقل.
- سيظل اسمك حيًا، كما حييت بقلبك الطيب، وسيرتك البيضاء.