قصة طبيب أردني ينقذ طفلة من الاختناق في إربد كاملة.. بطولة إنسانية تهز القلوب!
في زمن تسوده التحديات، وتضيق فيه مساحة الأخبار الإيجابية، تبرز بعض القصص التي تُعيد إلينا الإيمان بالإنسانية، وتجعلنا نُدرك أن البطولة لا تحتاج إلى أزياء خارقة، بل إلى قلب نابض بالرحمة وعقل مدرب على إنقاذ الأرواح.
من قلب محافظة إربد في المملكة الأردنية الهاشمية، وتحديدًا خلال أواخر أيام شهر رمضان المبارك، حدثت قصة إنسانية تقف عندها الكلمات، كان بطلها الطبيب الأردني ضرغام علي حمادنة، أخصائي الجراحة في مستشفى الرمثا الحكومي.
المشهد الأول: صرخات وسط الشارع.. وقلوب تتوقف!
كان الدكتور حمادنة يقود سيارته في أحد شوارع محافظة إربد كأي مواطن عادي، ربما متجهًا إلى وجهة عائلية أو عملية. وفجأة، شدّ انتباهه مشهد غير مألوف: تجمهر في وسط الطريق، وصرخات أم مذعورة، تحتضن طفلتها الصغيرة التي بدا أنها تحتضر. لحظات مرعبة كانت تمر، والجميع في حالة صدمة وارتباك، لا يعرفون ما يفعلون.
الطفلة، التي لم تتجاوز العامين والنصف من عمرها، كانت تختنق بسبب دخول قطعة طعام إلى مجرى التنفس. والدتها، بدافع الغريزة، كانت تضرب على ظهرها وتبكي، لكن الوضع كان يزداد سوءًا، والطفلة بدأت تفقد وعيها تدريجيًا.
تدخل الطبيب.. حاسم، فوري، واحترافي
في تلك اللحظة التي تتوقف فيها القلوب، يتحرك الأبطال الحقيقيون. نزل الطبيب حمادنة من مركبته بسرعة، توجه مباشرة إلى الطفلة دون أن يسأل أو يتردد. عرّف عن نفسه كطبيب، واستأذن الأم وهو يطلب منها أن تسلمه الطفلة على الفور.
بكل احترافية طبية وهدوء عصبي، أمسك الدكتور برأس الطفلة وثبتها بطريقة طبية صحيحة، جعلها مائلة للأسفل، وبدأ في تطبيق إحدى تقنيات الإسعافات الأولية المعروفة لطرد الأجسام العالقة في مجرى التنفس. لحظات قليلة، لكنها كانت الأطول في أعمار الحاضرين، قبل أن تخرج قطعة الطعام من فم الطفلة وسط دموع الأم وتنفسها الأول بعد الاختناق.
طبيب أردني ينقذ طفلة من الاختناق في إربد: شهود عيان ولقطات لا تُنسى
المشهد تم توثيقه من قبل أحد الحاضرين بهاتفه، وتداول الناشطون الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، مشيدين ببطولة الطبيب. امتلأت المنصات بعبارات الامتنان والفخر، وتصدر وسم #طبيب_ينقذ_طفلة محركات البحث في الأردن خلال ساعات فقط.
“الطبيب لم يكن يعرف الطفلة، ولا عائلتها، لكنه تصرف وكأنها ابنته”، يقول أحد الشهود في تعليق عاطفي عبر فيسبوك. أما والدة الطفلة، فلم تجد سوى الدموع والكلمات المرتعشة لتقول: “لو لم يكن هذا الطبيب هناك، لفقدت طفلتي أمام عيني!”
الطب.. رسالة قبل أن تكون مهنة
تُعيد هذه القصة تسليط الضوء على الوجه الحقيقي للطب، بعيدًا عن الروتين والمكاتب البيضاء. الطب ليس فقط ممارسة داخل المستشفيات، بل رسالة سامية تتطلب يقظة دائمة وحسًا إنسانيًا عاليًا.
الدكتور حمادنة، الذي يعمل في مستشفى حكومي ويتعامل يوميًا مع مئات الحالات، أظهر أن الإنقاذ لا يرتبط بالمكان أو الزمان، بل بروح الطبيب وتدريبه ومبادرته.
العديد من الأطباء يمتلكون الكفاءة، لكن ما فعله الدكتور ضرغام يعكس أيضًا الشهامة والاستعداد للتحرك دون تردد. فأن تتخذ القرار في لحظة حرجة، وأن تعرف ما يجب فعله، وأن تنقذ روحًا صغيرة، فهذه هي البطولة بعينها.
الدروس المستفادة من الحادثة
من هذه القصة المؤثرة، يمكننا استخلاص عدة دروس إنسانية ومجتمعية مهمة:
- ضرورة التوعية بالإسعافات الأولية للأمهات والآباء، خاصة فيما يتعلق بحالات الاختناق لدى الأطفال.
- دور المجتمع في تعزيز ثقافة التدخل الإيجابي بدلاً من الاكتفاء بالتصوير أو الوقوف.
- أهمية تقدير الأطباء والعاملين في المجال الصحي ممن يضحون يوميًا من أجل إنقاذ الأرواح.
كيف تفاعل الشارع الأردني مع الحادثة؟
انتشرت القصة بسرعة في وسائل الإعلام المحلية، وتناقلتها الحسابات المؤثرة على تويتر وإنستغرام. وانهالت التعليقات التي تمجّد الطبيب وتطالبه بتكريم رسمي من وزارة الصحة أو الديوان الملكي.
حتى الإعلاميين والمشاهير الأردنيين أعادوا نشر القصة، معتبرين أنها تستحق أن تُروى في المدارس والجامعات كنموذج للبطولة والإنسانية.
هل سيتم تكريم الطبيب؟
حتى وقت كتابة هذا المقال، لم يُعلن رسميًا عن تكريم الطبيب من أي جهة حكومية، لكن الضغوط الجماهيرية ومطالبات التكريم في تزايد. وقد ذكرت مصادر مقربة من نقابة الأطباء الأردنية أنها تدرس إمكانية منح الدكتور حمادنة درع التقدير على هذا العمل البطولي.
وما بين التكريم الرسمي والتقدير الشعبي، يبقى الإنجاز الذي حققه هذا الطبيب محفورًا في ذاكرة الطفلة وعائلتها، وفي قلوب كل من تابعوا القصة.
الخاتمة:
في زمن يسوده الصخب والضجيج، تأتي قصص مثل قصة الطبيب ضرغام حمادنة لتُعيد لنا الأمل، وتؤكد أن الخير لا يزال حاضرًا، وأن الإنسانية تُمارس في الشوارع قبل العيادات. فأن تنقذ حياةً، ولو لمرة، هو شرف لا يُقاس بمقابل مادي، بل يُخلّد في الوجدان.
فلنرفع القبعات احترامًا لهذا الطبيب، ولنستمر في سرد مثل هذه القصص التي تستحق أن تُروى، وتُحكى، وتُخلّد للأجيال القادمة.