زلزال المناقيش جنوب غرب الكويت أبريل 2025: هزة أرضية تثير تساؤلات دون خسائر
في ليلة هادئة من ليالي الربيع، تحديدًا قبل منتصف ليل الاثنين الموافق 7 أبريل 2025، فوجئ سكان منطقة المناقيش الواقعة في جنوب غرب الكويت بهزة أرضية خفيفة شعر بها بعض الأهالي في محيط الموقع.
لم تكن الهزة قوية بما يكفي لتثير الرعب أو تسفر عن أضرار، لكنها كانت كافية لتُعيد النقاش حول النشاط الزلزالي في البلاد، وحالة الجاهزية العامة للتعامل مع مثل هذه الظواهر الطبيعية التي وإن كانت نادرة، إلا أنها تحمل في طياتها رسائل علمية ومجتمعية لا يمكن تجاهلها.
زلزال المناقيش جنوب غرب الكويت: توقيت، قوة، وموقع الهزة
بحسب بيان رسمي صادر عن الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل التابعة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، تم تسجيل زلزال في تمام الساعة 11:45 مساءً بتوقيت الكويت، بلغت قوته:
- 3.2 درجة على مقياس ريختر
- ووقع على عمق 13 كيلومترًا تحت سطح الأرض
- مركزه الجيولوجي: منطقة المناقيش جنوب غرب الكويت
تصنيف الزلزال:
وفقًا لتصنيف مقياس ريختر:
- الزلازل التي تتراوح قوتها بين 3.0 و3.9 تُصنّف ضمن الزلازل الضعيفة أو الصغيرة
- تُشعر بها بعض فئات السكان القريبة من المركز، لكن غالبًا لا تؤدي إلى أي أضرار مادية أو إنشائية
المناقيش: بؤرة الزلزال ومساحة جغرافية ذات خصوصية
منطقة المناقيش لا تقتصر أهميتها على موقعها الجغرافي فحسب، بل تمتد إلى أهميتها الاقتصادية الكبيرة. فهي:
- تقع في الجنوب الغربي من دولة الكويت
- تُعد من المناطق الغنية بالنفط
- تضم عددًا من الحقول النفطية الحيوية
- تحتوي على بنية تحتية نفطية وصناعية تجعلها ذات حساسية لأي نشاط أرضي أو جيولوجي
لذلك، حتى وإن كان الزلزال صغيرًا، فإن أي هزة في محيط هذه المنطقة تُراقب بعناية من الجهات الرسمية المعنية بالسلامة والطاقة.
التفسير العلمي للهزة: ما وراء زلزال المناقيش؟
هل الكويت تقع على خط زلازل نشط؟
بصورة عامة، تُعتبر الكويت من الدول ذات النشاط الزلزالي المنخفض نسبيًا، ولا تقع فوق خط صدع تكتوني مباشر، لكنها تتأثر أحيانًا بهزات ناتجة عن:
- تحركات الصفائح التكتونية المجاورة (خاصة في إيران والعراق)
- نشاط جيولوجي داخلي ناتج عن تمدد القشرة الأرضية أو تغيّرات في طبقات الضغط الأرضي
- أنشطة بشرية مرتبطة بالاستخراج النفطي أو ضخ المياه الجوفية
عمق الهزة:
عمق الزلزال (13 كلم) يشير إلى أنه نشاط طبيعي غير مرتبط بالتفجيرات أو الأنشطة السطحية البشرية، وهو ما يُؤكد الطابع الجيولوجي للهزة.
كيف تفاعل السكان مع الهزة؟
رغم أن الزلزال لم يتسبب بأي خسائر بشرية أو مادية، إلا أن سكان المنطقة وبعض المناطق المجاورة أفادوا:
- بشعورهم بهزة خفيفة أشبه باهتزاز مفاجئ في الأرض أو الجدران
- تساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان ما حدث تفجيرًا أم زلزالًا
- حالة من الاطمئنان العام بعد توضيح الجهات الرسمية للحدث
وقد أبدت شبكة الرصد الزلزالي استعدادها التام للتعامل مع أي نشاط مماثل، مؤكدةً أن الأنظمة الحديثة ساعدت في تسجيل وتحليل الحدث بسرعة.
أهمية التوعية الزلزالية في الكويت
الهزات الأرضية، حتى وإن كانت ضعيفة، تُعد فرصة مناسبة لتعزيز ثقافة السلامة الزلزالية، خاصة في مناطق ليست معتادة على مثل هذه الظواهر.
وفي هذا السياق، يُنصح السكان والمقيمون في الكويت بالاطلاع على إرشادات السلامة الأساسية:
أثناء الزلزال:
- التزام الهدوء وعدم الهلع
- الاحتماء تحت طاولة أو أثاث صلب
- الابتعاد عن الزجاج والنوافذ
- تجنب استخدام المصاعد
- عدم الخروج السريع من المبنى إلا بعد التأكد من انتهاء الهزة
بعد الزلزال:
- التحقق من عدم وجود أضرار إنشائية
- متابعة القنوات الرسمية لمستجدات الحدث
- إبلاغ الجهات المختصة بأي ضرر محتمل
البنية التحتية الكويتية وقدرتها على مقاومة الزلازل
رغم أن الكويت ليست في منطقة نشطة زلزاليًا، إلا أن تطور المعايير الهندسية فيها، خاصة في المشاريع الكبرى، ساعد على:
- تصميم مبانٍ قادرة على تحمل الهزات الخفيفة والمتوسطة
- اعتماد أكواد إنشائية تأخذ بالحسبان تأثيرات الزلازل
- تجهيز المنشآت النفطية والصناعية بأنظمة استشعار ومراقبة مبكرة
- وهو ما يجعل البلاد في وضع مطمئن نسبيًا حتى في حالات حدوث هزات غير متوقعة.
قراءة مستقبلية: هل يمكن أن تتكرر الهزات في الكويت؟
- الإجابة العلمية: نعم، لكن دون خطر كبير.
- فنشاط الزلازل في الكويت قد يظهر بشكل متقطع، بسبب:
- النشاطات التكتونية الإقليمية
- التغييرات الجوفية أو المناخية
- أو حتى بعض الأثر غير المباشر للأنشطة البشرية
لكن، من النادر جدًا أن تسجل الكويت زلازل تزيد قوتها عن 4 درجات. ومع ذلك، تبقى الجاهزية والتخطيط المسبق عناصر مهمة لأي احتمالات مستقبلية.
رأي الخبراء: كيف نقرأ زلزال المناقيش علميًا ومجتمعيًا؟
د. حسن المطيري – باحث في علم الزلازل:
“الهزة التي وقعت في المناقيش تُعد طبيعية ومنخفضة القوة. هي تذكير بأن الأرض ليست ساكنة، وأننا بحاجة لتحديث أنظمة الرصد والتخطيط العمراني”.
م. سارة البغلي – مهندسة مدنية:
“من الجيد أن الهزة وقعت دون أضرار. لكنها دعوة لنا كمجتمع هندسي لمراجعة تصاميم المباني، والتأكد من تطبيق الكود الزلزالي الوطني”.
فقرة ختامية: زلزال المناقيش… تنبيه جيولوجي لا يدعو للذعر
الهزة الأرضية التي ضربت منطقة المناقيش مساء الاثنين 7 أبريل 2025 قد لا تكون الأقوى، لكنها كانت كافية لتجعلنا نلتفت إلى طبقات الأرض من جديد، ونتأمل كيف أن الحراك الجوفي الصامت قد يُفاجئنا بين لحظة وأخرى.
لا داعي للذعر، لكن هناك ضرورة للاستعداد. فالعلم لا يوقف الزلازل، لكنه يمنحنا الأدوات لفهمها، ومواجهتها بثقة ووعي.