بالفيديو: قصة مقطع يوثق لحظة سحل فتاة في الإسكندرية بعد سرقة هاتفها يثير الغضب
في مشهد مؤلم لا يمكن نسيانه بسهولة، وثّق مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة سحل فتاة في شارع عام بـ الإسكندرية بعد محاولة الإمساك بسائق تروسيكل أقدم برفقة آخر على سرقة هاتفها المحمول. الجريمة، التي جرت في منطقة العجمي، لم تترك للفتاة فرصة للهروب أو الدفاع عن نفسها، حيث سقطت أرضًا وسُحلت وسط الشارع، فيما لاذ الجناة بالفرار وسط صدمة من شهود العيان.
هذه الواقعة أعادت إلى الأذهان سلسلة من الجرائم المماثلة التي أصبحت تتكرر في عدة محافظات مصرية، وأثارت تساؤلات حقيقية حول أمن الشارع المصري، ودور الكاميرات، ومسؤولية المجتمع في التصدي لمثل هذه الممارسات.
تفاصيل الواقعة: لحظة سحل الفتاة من أجل هاتفها
بحسب ما وثّقه الفيديو المتداول، كانت الفتاة تمشي في أحد الشوارع بمنطقة العجمي، غربي الإسكندرية، وبحوزتها هاتفها المحمول، عندما اقترب منها تروسيكل عليه شابان، أحدهما كان يقود، والآخر خطف الهاتف من يدها.
لم تستسلم الفتاة بسهولة، بل حاولت الإمساك بالمركبة، لكن سرعان ما قام السائق بتسريع الحركة، مما أدى إلى سقوطها وسحلها لأمتار على الأسفلت، وسط صرخات المارة. لم يتوقف الجناة بل هربوا بسرعة البرق، تاركين خلفهم ضحية ملقاة على الأرض وجسدًا منهكًا من الألم.
موقع الحادث: العجمي بين الجمال والفوضى
تُعد منطقة العجمي من أشهر مناطق الإسكندرية، تجمع بين الطابع الشعبي والسياحي، ويقطنها مئات الآلاف من السكان. ولكنها كغيرها من المناطق المتوسطة والمزدحمة، تعاني من انتشار الجرائم العشوائية، خاصة تلك المرتبطة بالمواصلات غير المرخصة مثل التروسيكلات والدراجات النارية.
وليس من المستغرب أن تقع مثل هذه الحوادث في أحياء لا تخضع لرقابة صارمة، أو تفتقر إلى الانتشار الأمني الفعّال في الشوارع الجانبية.
كاميرات المراقبة ترصد الجريمة لحظة بلحظة
رغم هروب الجناة، إلا أن كاميرات المراقبة الموجودة في الشارع المجاور استطاعت التقاط مقطع فيديو يوثق تفاصيل الحادث، ما يُعد تطورًا إيجابيًا في دعم جهود البحث الجنائي.
الفيديو الذي تم تداوله بكثافة عبر منصات مثل:
- فيسبوك
- تويتر
- تيك توك
- إنستغرام
ساعد الشرطة على تحديد نوع المركبة واتجاه الهروب، ما يُعد خطوة مهمة في تتبع الجناة والوصول إلى هويتهم.
استجابة الأمن: هل يتم القبض على الجناة؟
بحسب مصادر أمنية قريبة من التحقيق، بدأت مديرية أمن الإسكندرية منذ الساعات الأولى بعد انتشار الفيديو، حملة موسعة تشمل:
- مراجعة كاميرات المراقبة القريبة.
- تفريغ تسجيلات المراقبة لتحديد لوحات المركبة.
- التنسيق مع وحدة مكافحة جرائم النشل والسرقة.
- الاستماع إلى شهادة الفتاة المصابة وشهود العيان.
كما أكدت مصادر أن فريقًا أمنيًا خاصًا تم تكليفه بتتبع المركبة التي ظهرت في الفيديو، خاصة أن التروسيكل غالبًا ما يكون غير مرخص، ما يصعب المهمة لكنه لا يجعلها مستحيلة.
ردود الفعل عبر السوشيال ميديا: الغضب عنوان المرحلة
انهالت التعليقات والمشاركات من آلاف المصريين الذين عبّروا عن صدمتهم الشديدة وغضبهم الكبير من الواقعة، ومن بين أكثر التعليقات تداولًا:
- “فين الأمن؟ إزاي ده يحصل في عز النهار؟”
- “البنت كانت هتموت عشان موبايل! إحنا فين؟”
- “لازم القانون يتغير، والسرقة دي تبقى جناية مش مجرد جنحة.”
أطلق النشطاء هاشتاغ #حق_بنت_العجمي، الذي تصدر التريند المحلي في تويتر خلال ساعات قليلة، وارتفعت المطالبات بـ:
- تشديد العقوبات على جرائم النشل والسرقة المصحوبة بالعنف.
- زيادة عدد دوريات الأمن في المناطق الشعبية.
- فرض رقابة قانونية على مركبات التروسيكل غير المرخصة.
هل يكفي القانون المصري لردع مثل هذه الجرائم؟
في القانون الجنائي المصري، تنص المواد على أن:
- السرقة المصحوبة بعنف أو إصابة جسدية تُعد جناية وليست جنحة.
- في حال ثبت استخدام مركبة للهروب أو تنفيذ الجريمة، تُشدد العقوبة.
- لكن رغم وجود القوانين، يؤكد خبراء قانونيون أن:
- التنفيذ في الشارع يعاني من بطء الإجراءات.
- كثير من الجناة يخرجون بكفالة مؤقتة.
- عدم الترخيص للتروسيكلات يجعل من تتبع أصحابها مهمة صعبة.
الفتاة الضحية: من هي؟ وما حالتها الصحية؟
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تُنشر هوية الفتاة رسميًا، لكن تقارير غير مؤكدة تشير إلى أنها:
- طالبة جامعية كانت عائدة من الجامعة.
- أصيبت بجروح في الذراع والساق والرأس نتيجة السحل.
- تلقت العلاج في أحد مستشفيات الإسكندرية.
- وهي الآن في حالة مستقرة لكنها تعاني من صدمة نفسية شديدة.
- وتناشد عائلتها الجهات الأمنية الإسراع في القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.
مسؤولية المجتمع: من يصوّر ومن يتدخل؟
اللافت في الفيديو أن هناك من كان يُصوّر دون أن يتدخل، ما أعاد الجدل حول:
- دور المارة في التدخل لحماية الضحية.
- هل أصبحنا مجتمعًا يُفضّل التصوير على المساعدة؟
- متى تتحول ثقافة التوثيق الرقمي إلى ثقافة حماية وتدخل حقيقي؟
يرى البعض أن الخوف من الجناة أو عدم التدريب على التعامل مع مثل هذه المواقف يجعل التدخل صعبًا، بينما يُحمّل آخرون المسؤولية لـ”اللامبالاة المجتمعية” المتزايدة.
مقترحات لحلول جذرية:
- ترخيص التروسيكلات وتحديد هويات سائقيها.
- تركيب كاميرات مراقبة إجبارية في المناطق ذات الكثافة.
- إطلاق حملات توعية مجتمعية لثقافة التدخل الإيجابي.
- تعديل قانون العقوبات لتغليظ عقوبات السحل المرتبط بالسرقة.
- تخصيص خط ساخن فوري للتبليغ عن جرائم الشارع.
الحوادث المتكررة: ظاهرة أم حالات فردية؟
ليست هذه الواقعة الأولى، فقد شهدت مصر في السنوات الأخيرة حوادث مشابهة، مثل:
- سحل فتاة المنصورة في 2022.
- خطف هاتف طفل من يد أمه بالقاهرة.
- سرقة متعلقات شخصية من سيارة مفتوحة بالإسكندرية.
هذا التكرار يؤكد أن الظاهرة في تصاعد، وتتطلب وقفة جادة من:
- وزارة الداخلية
- وزارة العدل
- الإعلام والمجتمع المدني
روايات الشارع: الخوف من تكرار المشهد
في تحقيقات ميدانية صحفية، عبّر سكان من منطقة العجمي عن خوفهم مما حدث، حيث قالت سيدة خمسينية:
- “إحنا بقينا نخرج واحنا خايفين… البنت كانت ممكن تموت عشان موبايل!”
فيما قال شاب يعمل في توصيل الطلبات:
- “التروسيكلات دي مشكلة… أغلبها غير مرخص وسواقينها مش معروفين.”
خاتمة: جريمة تفضح هشاشة الشارع… ومجتمع يبحث عن الأمان
جريمة سحل فتاة في العجمي لسرقة هاتفها ليست مجرد حادث عرضي، بل صرخة احتجاج اجتماعية على واقع يتطلب الحزم. فتاة خرجت من بيتها في وضح النهار، لتعود بآلام جسدية ونفسية، في حين يركض الجناة بعيدًا بلا خوف.
لكن، هل ننتظر الحادثة القادمة؟ أم نبدأ اليوم في إصلاح ما يمكن إصلاحه، وتفعيل أدوات الردع، وتثقيف الناس، وضمان العدالة الفورية؟
الشارع المصري يحتاج إلى أمان… والحق لا يُنتزع إلا بالعدالة الحاسمة.