قصة جريمة عين الرمانة كاملة: ناطور يتحول إلى قاتل.. ضحية مكبلة ونهاية دامية في منزل ابنتها

في مشهدٍ صادمٍ ومروع، اهتزت منطقة عين الرمانة في لبنان يوم السادس من أبريل 2025 على وقع جريمة قتل عنيفة وغامضة راحت ضحيتها سيدة مسنّة في العقد السابع من العمر. جثة مكبلة اليدين والقدمين، دماء تسيل، وأدلة تشير إلى ضرب مبرح على الرأس… كانت تلك أولى خيوط الجريمة البشعة التي سرعان ما تكشّفت تفاصيلها، لتصدم الرأي العام اللبناني وتعيد فتح الجدل حول الأمن الاجتماعي وتكرار جرائم الثأر والسلب من أصحاب السوابق.

فما الذي حدث بالضبط في منزل ابنة الضحية؟ ومن هو القاتل؟ وما دوافعه؟ وكيف تحركت قوى الأمن الداخلي لفك لغز الجريمة؟ هذا ما نرويه في هذا التحقيق الموسّع بأسلوب سردي وتحليلي يعيد تركيب الأحداث لحظة بلحظة.

بداية الرعب: جثة امرأة سبعينية مكبلة في منزل ابنتها

في الساعة الأولى من صباح الأحد 6 أبريل، تلقت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بلاغًا يفيد بوجود جثة داخل شقة في محلة عين الرمانة. حضرت عناصر فصيلة الشياح إلى الموقع، لتجد المشهد كالتالي:

  • الضحية: ح. م.، مواليد 1951، لبنانية الجنسية.
  • الموقع: داخل منزل ابنتها.
  • الوضع: مكبّلة اليدين والقدمين، وعلى رأسها آثار ضربات عنيفة.

أظهرت المعاينة الأولية أن سبب الوفاة هو نزيف دماغي حاد ناتج عن ضربات متكررة على الرأس، ما يشير إلى نية واضحة للقتل دون أي محاولة إخفاء أو تمويه.

التحقيقات الأولية: مَن دخل المنزل؟ ومن كانت له علاقة بالضحية؟

باشرت القطعات المختصة العمل على مسرح الجريمة فورًا، وتم رفع البصمات، مراجعة كاميرات المراقبة في المحيط، وجمع إفادات الجيران والمحيطين. خلال الساعات الأولى، لم تكن هناك خيوط واضحة، لكن شيئًا ما لفت انتباه المحققين:

الجيران أكدوا أن الضحية كانت تتردد إليها شخصيات محددة، من بينها رجل يعمل كـناطور في محلة الشياح.

ومن خلال مراجعة أرشيف المشتبه بهم وأصحاب السوابق في المنطقة، وقع الاشتباه على المدعو:

  • الاسم: ج. ص.
  • تاريخ الميلاد: 1982
  • الجنسية: لبناني
  • المهنة: ناطور
  • السوابق: سرقة، نشل، سلب – أي سجل جنائي ثقيل.

خطة محكمة للقبض على القاتل: التنسيق بين فصيلة الشياح وشعبة المعلومات

بعد تحديد هوية المشتبه به، تم التنسيق بين فصيلة الشياح وشعبة المعلومات في وحدة الدرك الإقليمي لتنفيذ خطة استدراج محكمة دون إثارة شكوكه.

تم تحديد نقطة الاستدراج في محلة جسر الصفير، حيث استُدرج القاتل إلى نقطة محددة، وهناك كانت القوة الخاصة من شعبة المعلومات بانتظاره، حيث تم إلقاء القبض عليه فورًا دون مقاومة.

ماذا وُجد بحوزة القاتل؟ الأدلة تكشف ما هو أبعد من القتل!

أثناء عملية القبض، ضبطت القوى الأمنية بحوزة المشتبه به:

  • مسدس حربي.
  • مبلغ مالي يُقدّر بـ 1,200 دولار أميركي.
  • هاتف خلوي جديد.
  • جزء من المسروقات التي سُلبت من منزل الضحية، ومنها مصاغ ذهبي.
  • لم يكن ذلك مجرد قبض عادي على مشتبه به… بل كانت الأدلة الميدانية كافية لإدانة أولية في جريمة قتل وسرقة.

اعترافات صادمة… هكذا قتلها وخنقها

خلال جلسة التحقيق في فصيلة الشياح، انهار القاتل وأقرّ بالتفاصيل الكاملة للجريمة، معترفًا بأنه:

  • دخل منزل الضحية التي كان يعرفها سابقًا، مستغلًا ثقته لديها.
  • ضربها بعصا خشبية عدة مرات على الرأس.
  • ثم قام بـخنقها حتى الموت، للتأكد من أنها لن تستغيث.
  • سلب ما وجد أمامه من مصاغ ذهبي ومبلغ مالي.
  • خرج من المكان بهدوء، دون ترك آثار فورية.
  • لكن الصدمة الأكبر كانت في اعترافه التالي…

المفاجأة: كان يخطط لجريمة قتل ثأرية في النبطية

أثناء التحقيق، كشف القاتل أن المسدس الحربي الذي ضبط بحوزته لم يكن فقط لأغراض دفاعية أو السرقة، بل اشتراه خصيصًا لتنفيذ جريمة قتل ثأرية في النبطية!

هذا الاعتراف فتح بابًا كبيرًا أمام الجهات القضائية للبحث في ملفات سابقة، وتحقيقات مرتبطة بشبكات ثأر محلي قد يكون المتهم جزءًا منها.

خلفيات القاتل: مجرم محترف أم ضحية الفقر والتهميش؟

أظهرت السجلات الجنائية للمدعو “ج. ص.” أنه ليس جديدًا على عالم الجريمة، بل سبق أن تورّط في قضايا سلب وسرقة ونشل. ويبدو من اعترافاته وطريقة ارتكابه للجريمة أنه:

  • لم يكن يُعاني من اضطراب نفسي.
  • كان يُخطط بدقة، ويعرف كيف يُخفي بصماته.
  • يتنقّل بين الأحياء الشعبية بسهولة، مستغلًا عمله كناطور.

وفي هذا السياق، يبرز سؤال خطير: هل الجريمة نتيجة انزلاق فردي؟ أم أن القاتل جزء من شبكة جرائم أوسع تُنفذ جرائم سرقة وقتل ممنهج؟

الرأي العام اللبناني: غضب، صدمة، وخوف من تكرار المشهد

بعد انتشار بيان قوى الأمن الداخلي، تصدرت عناوين الصحف والمواقع الإخبارية عنوانًا واحدًا:

  • “ضربها وخنقها… جريمة عين الرمانة تهز لبنان!”

وعبر المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي عن:

  • غضب شديد من تكرار جرائم القتل العنيف.
  • صدمة من كون الجريمة وقعت في منطقة سكنية مأهولة.
  • تخوف من هشاشة البنية الأمنية في الأحياء الشعبية.

وكتب أحد الناشطين:

“أصبح من السهل أن يطرق القاتل باب بيتك ويغادرك في كيس أسود!”

الأمن الداخلي: التحقيقات مستمرة بإشراف القضاء المختص

أكد بيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن التحقيقات لا تزال مستمرة بإشراف القضاء المختص، خصوصًا أن المتهم أشار إلى نيته ارتكاب جريمة أخرى.

ويُتوقع أن تتوسع التحقيقات لتشمل:

  • ارتباطاته مع مجرمين آخرين.
  • سوابقه في الجرائم المماثلة.
  • خلفيات دوافعه في النبطية.
  • تحركاته قبل وبعد الجريمة.

تحليل اجتماعي: هل بات القتل أداة بديلة للسرقة؟

تكشف هذه الجريمة عن نمط جديد في جرائم السرقة في لبنان، حيث:

  • لم تعد السرقة تقتصر على النشل أو السلب.
  • بات القتل وسيلة لتأمين الهروب أو محو الأدلة.
  • يتحول اللص إلى قاتل بدم بارد، دون تردد أو تراجع.

وتؤكد هذه الجرائم الحاجة إلى إعادة تأهيل الأحياء الشعبية أمنيًا، واجتماعيًا، وإعادة النظر في الرقابة على الفئات الهشة والمهمّشة.

هل من المتوقع تنفيذ الإعدام؟ السيناريوهات القضائية المحتملة

نظرًا لبشاعة الجريمة، واحتمال وجود نية مسبقة، يُتوقع أن:

  • يُحال المتهم إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد والسرقة.
  • تُطالب النيابة العامة بتنفيذ أقصى العقوبة الممكنة.
  • يُنظر في خلفياته النفسية والاجتماعية ضمن الملف القضائي.

وفي حال ثبوت نيته في تنفيذ جريمة ثانية، يُرجّح أن يُحكم عليه بأكثر من تهمة، مما قد يؤدي إلى حكم بالإعدام، أو على الأقل السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة.

رسالة إلى المجتمع: الوعي، الحذر، والمساءلة

لا شك أن جريمة عين الرمانة يجب أن تكون ناقوس خطر يدفع الجميع إلى:

  • رفع درجة الوعي الأمني الشخصي.
  • الحذر من الغرباء حتى لو بدوا مألوفين.
  • دعم القوى الأمنية بالإبلاغ عن الشبهات.

كما يجب على الدولة أن:

  • تعيد النظر في قوانين العقوبات الرادعة.
  • تدعم القوى الأمنية بالتجهيزات والموارد.
  • تطلق حملات توعية مجتمعية لحماية كبار السن والعائلات.

خاتمة: من عين الرمانة إلى كل بيت.. لا أمان بلا عدالة
جريمة عين الرمانة ليست مجرد حادثة جنائية، بل مرآة مؤلمة لواقع يتسلل فيه الخطر إلى البيوت دون سابق إنذار. امرأة سبعينية تُقتل بوحشية، و”ناطور” يتحوّل إلى قاتل، وعدالة تسابق الزمن لكشف بقية الخيوط.

تبقى العدالة الأمل الوحيد… ويبقى الوعي درعنا الأول.

أيمن سعيد

محرر علمي يتمتع بمهارات تحرير قوية واهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، قادر على شرح المفاهيم العلمية المعقدة بطريقة سهلة الفهم، يجيد كتابة المقالات العلمية والتقارير البحثية، لديه خبرة في تحرير محتوى علمي متنوع، يتابع أحدث الاكتشافات والتطورات العلمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !