صور و فيديوهات الربيع الأمريكي 2025: احتجاجات الغضب تتفجر في وجه ترامب ومجتمعات العالم تهتز
لم تعد مشاهد الاحتجاجات محصورة في العواصم العربية أو دول الجنوب العالمي. في ربيع 2025، انطلقت آلاف الأصوات الغاضبة من قلب الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد من شيكاغو وواشنطن، في ما بات يُعرف إعلاميًا بـ”الربيع الأمريكي”، احتجاجًا على السياسات المثيرة للجدل للرئيس الأمريكي السابق العائد إلى الواجهة، دونالد ترامب، وحليفه الملياردير إيلون ماسك.
وفي ظل مشهد سياسي محتقن، وتصاعد في القرارات التنفيذية، خرج الأمريكيون في موجة من الغضب لم تشهدها البلاد منذ مظاهرات جورج فلويد في 2020. ومع استعداد جماعات حقوقية لتنسيق أكثر من 1200 تظاهرة، بدت شوارع أمريكا وكأنها تستعد لجولة جديدة من التحولات الديمقراطية العنيفة.
ما هو الربيع الأمريكي؟
مصطلح سياسي جديد.. لكن دلالاته عميقة
يشير “الربيع الأمريكي” إلى سلسلة من الاحتجاجات الواسعة والمنظمة التي اجتاحت المدن الأمريكية في أبريل 2025، استجابة لقرارات رئاسية داخلية وخارجية أحدثت صدمة لدى فئات عريضة من المجتمع. ورغم أن المصطلح مستوحى من “الربيع العربي”، إلا أن خلفياته سياسية واقتصادية واجتماعية تختلف جذريًا.
يارب الربيع الامريكي بقى 🙏🏼 pic.twitter.com/q5rBug7EMI
— محمد محرمMOHARAM 𓋹 (@MoharamGan) April 6, 2025
ما الذي أشعل شرارة الاحتجاجات؟
- العودة السياسية لترامب: عودة الرئيس السابق إلى دائرة الحكم أثارت انقسامًا شديدًا، خاصة بعد سلسلة من الأوامر التنفيذية التي رآها كثيرون انتكاسة لقيم الديمقراطية.
- تحالفه مع إيلون ماسك: شراكة غير متوقعة بين السلطة السياسية والمال التقني، وُصفت بأنها “احتكار سياسي إعلامي واقتصادي”.
- قوانين الهجرة الجديدة: والتي تقضي بتسريع ترحيل المهاجرين وتقييد منح الجنسية.
- تقليص ميزانية الرعاية الصحية والتعليم: ما تسبب في غضب شعبي واسع بين الطبقة المتوسطة والدنيا.
- الدعم المطلق لإسرائيل: وتصريحات ترامب المؤيدة للحملة العسكرية في غزة، ما فجّر احتجاجات بين العرب والمسلمين في أمريكا.
مدينة شيكاغو.. بؤرة الغضب الأولى
شهدت شيكاغو مظاهرات غير مسبوقة في عددها وزخمها، وامتلأت الساحات بلافتات كتب عليها:
- “ارحل يا ترامب”
- “إيلون ماسك لا يُدير الديمقراطية”
- “العدالة الاجتماعية ليست للبيع”
- “فلسطين حرة”
توافدت الجماهير من كل الأعراق: أمريكيون من أصل إفريقي، مهاجرون لاتينيون، ناشطون في الحركات النسوية، طلاب جامعات، وحتى قدامى المحاربين. كانت المظاهرات تمثل لوحة مصغرة للمجتمع الأمريكي في لحظة تصادم.
مظاهرات "الربيع الأمريكي" تشمل كل المدن الأمريكية ضد سياسات ترامب العدوانية pic.twitter.com/rvnlPskHkn
— Hatim Altaie (@hatimaltaie) April 6, 2025
العاصمة واشنطن.. الاحتجاج يصل إلى قلب السلطة
تجمعت حشود ضخمة أمام البيت الأبيض والكونغرس، رافعين مطالبهم برفض “الديكتاتورية المقنّعة”، و”تغول السلطة التنفيذية”، داعين إلى محاسبة ترامب وتحجيم نفوذ ماسك.
وفي مشهد رمزي، قام آلاف المحتجين بـ”تسليم نسخ من الدستور الأمريكي” إلى الكونغرس في تعبير احتجاجي سلمي، يرمز إلى عودة القيم الدستورية في مواجهة ما سموه بـ”الانقلاب الناعم”.
ماذا تقول الجماعات المنظمة للمظاهرات؟
صوت من الداخل: “إنديفيزيبل” تتحدث
قال عزرا ليفين، مؤسس منظمة Indivisible:
“ما نراه اليوم هو نداء أخير لإنقاذ ديمقراطيتنا من الطمع والنفاق السياسي. ترامب وماسك يمثلان تحالفًا خطيرًا يهدد مدننا، تعليمنا، أمننا، ومستقبلنا.”
وأضاف:
“نحن لا نحتج فقط على شخصيات، بل على سياسات تهدد الجوهر الأمريكي.”
احتجاجات دولية متزامنة: الربيع الأمريكي يعبر الحدود
- كندا: مسيرة ضخمة في مونتريال لدعم الديمقراطية في أمريكا.
- فرنسا: نشطاء ينظمون وقفة أمام السفارة الأمريكية في باريس.
- بريطانيا: احتجاجات طلابية في لندن ترفع شعار “أوقفوا ماسك وترامب”.
- ألمانيا: دعوات لمراجعة العلاقات الأوروبية الأمريكية بعد تصريحات ترامب حول الناتو.
- المكسيك: وقفات احتجاجية ضد سياسات الهجرة الأمريكية التي تمس المهاجرين على الحدود.
دعم للقضية الفلسطينية: ترامب يشعل الغضب العالمي
بجانب السياسات المحلية، كان موقف ترامب المتشدد في دعم الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة سببًا آخر لاندلاع الاحتجاجات.
شارك الآلاف في مسيرات حملت أعلام فلسطين، وطالبوا بوقف دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، ورفعوا شعارات مثل:
- “غزة تنزف.. وترامب يحتفل”
- “العدالة لا تُباع في البيت الأبيض”
- “دماء الأطفال ليست ثمنًا للتحالفات السياسية”
الإعلام الأمريكي بين التأييد والتحفظ
شبكة CNN وصفت ما يحدث بأنه “لحظة مفصلية في تاريخ الديمقراطية الأمريكية”، بينما ركزت فوكس نيوز على “حماية المؤسسات من الفوضى”.
وبين هذا وذاك، برزت تغطيات مستقلة تفضح قمع الشرطة وتكشف عن اعتقالات عشوائية بحق المتظاهرين.
رد فعل الحكومة: نفي، تهدئة، ثم تهديد
في البداية، تجاهل ترامب الاحتجاجات، واصفًا المشاركين بـ”الخاسرين اليساريين”، لكن أمام اتساع رقعتها، أعلن البيت الأبيض عن عقد طاولة حوار مع بعض ممثلي المجتمع المدني.
في المقابل، أصدر الكونغرس الجمهوري مشروع قانون جديد يسمح للسلطات باتخاذ إجراءات احترازية ضد من “يهددون الاستقرار العام”، ما رآه معارضو ترامب تهديدًا صريحًا لحرية التعبير.
نظرة تحليلية: هل “الربيع الأمريكي” بداية تحول؟
بعض المراقبين يرون أن ما يجري اليوم في أمريكا هو بداية تصحيح مسار، بينما يراه آخرون شرارة صراع طويل بين الشعب والدولة العميقة.
يرى المحلل السياسي توماس غراهام:
“الولايات المتحدة تمر بلحظة مشابهة لما حدث في فرنسا في الستينيات.. صوت الشعب يعود بقوة ليرسم معالم المستقبل.”
السيناريوهات القادمة: إلى أين تتجه أمريكا؟
تصعيد التظاهرات وتحوّلها إلى إضراب عام؟
الاحتمال قائم في حال استمر التجاهل الحكومي.
إقالة أو محاسبة ترامب؟
يتوقف على مدى الضغوط الشعبية، وتحرك مجلس الشيوخ.
تقليص نفوذ ماسك؟
بدأت بعض اللجان التشريعية تدرس قانونًا ينظّم عمل شركات التقنية الكبرى.
إعادة هيكلة التحالفات الدولية؟
بعد الاحتجاجات على دعم إسرائيل، قد تضطر أمريكا لإعادة النظر في استراتيجيتها الخارجية.