سبب وفاة روضان خالد مشاري الروضان وتفاصيل رحيله: وداع مؤثر لعميد العائلة في الكويت
في صباح يوم حزين، خيمت مشاعر الفقد على الكويت بأسرها، بعد إعلان وفاة الشيخ روضان خالد مشاري الروضان، أحد رجالات الوطن، وأحد أعمدة الأسرة الكويتية البارزة. إنه ليس مجرد اسم في سجل العائلة، بل هو عميد أسرة الروضان، والرجل الذي اشتهر بعطائه وتواضعه، وبقلبه الكبير الذي احتضن الجميع.
الخبر الذي بثته الصحف الكويتية، ومنها جريدة “الرأي”، لم يكن مجرد إعلان وفاة، بل كان إيذانًا بانطفاء قنديل من قناديل الحكمة، التي أضاءت بيوت العائلة وأروقة المجالس بالكلمة الطيبة، والموقف الحكيم، والروح المتصالحة.
من هو الشيخ روضان خالد مشاري الروضان؟
هو رجل من زمن نادر، سطع نجمه في المجتمع الكويتي ليس بمنصب سياسي أو شهرة إعلامية، بل بقيم أصيلة تجلّت في كل موقف من حياته. كان راعيًا حقيقيًا لأبناء عائلته، حريصًا على لمّ الشمل، والصلح بين المتخاصمين، ورافدًا مهمًا في تعزيز الروابط الاجتماعية، لا سيّما في منطقة الصليبخات والدعية.
عمل الفقيد في السلك الأمني، وكان أحد رجال الشرطة المعروفين في الكويت، فترك بصمات واضحة في مسيرته الوظيفية، كما عرفه الناس بأنه لا يتوانى عن خدمة أي شخص لجأ إليه، صغيرًا كان أم كبيرًا، غنيًا أم بسيطًا.
تفاصيل الوفاة ومراسم التشييع
في يوم الجمعة 6 أبريل 2025، أعلنت أسرة الروضان نبأ وفاة الشيخ روضان خالد مشاري الروضان، بعد وعكة صحية مفاجئة. ورغم التكتم على تفاصيل المرض أو سبب الوفاة، إلا أن المؤكد أن رحيله جاء بهدوء يشبه صفات حياته؛ متواضع، بسيط، نقيّ.
موعد الصلاة على الجثمان
تمت الصلاة على الفقيد بعد صلاة الظهر مباشرة في مسجد مقبرة الصليبخات، حيث ودّعه الأهل والأصدقاء في جنازة مهيبة، حضرتها شخصيات عامة، ووجهاء، وعدد كبير من أبناء الشعب الكويتي الذين عرفوا الرجل وأحبوه.
عزاء الرجال والنساء
تم تحديد أماكن العزاء لتوديع الفقيد ومواساة عائلته:
عزاء الرجال
ديوان الروضان – شارع الخليج العربي – مقابل سوق شرق
السبت والأحد
للاستفسار والتواصل:
الهاتف: 90000655
عزاء النساء:
منطقة الدعية – قطعة 4 – شارع حمزة بن عبد المطلب – منزل رقم 8
مرزوق الغانم ينعى الفقيد بكلمات مؤثرة
كان لخبر وفاة الشيخ روضان أثر بالغ على النائب السابق مرزوق الغانم، الذي عبّر عن حزنه العميق بفقدان شخصية وصفها بـ”الكريمة والمحبوبة”. وفي منشور على منصة “إكس”، قال:
“رحم الله الشيخ روضان خالد مشاري الروضان… فقد كان رجلًا نبيلا، عاش من أجل عائلته ومجتمعه، وأثر في من عرفه بحسن خُلقه وطيب سريرته. أحر التعازي لأسرته الكريمة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.”
صالح المريخي يكتب عن رجل لا يُنسى
كما كتب السياسي الكويتي المعروف صالح المريخي في نعي مؤثر:
“الراحل أحد ضباط الشرطة الذين نحتوا أسماءهم في الذاكرة بشرف الخدمة والنزاهة. عرفته عن قرب، رجل لا يقول إلا الحق، ولا يتأخر عن نصرة الضعيف. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة.”
الشيخ روضان في ذاكرة العائلة
لم يكن روضان خالد مشاري مجرد كبير عائلة، بل كان الذاكرة الحية للعائلة، والحاضر في كل موقف اجتماعي. يقول أحد أفراد العائلة:
“كان أول من يصل إلى أي مناسبة وآخر من يغادر. يُقبّل رأس الصغير قبل الكبير، ويأمر الجميع بأن يبقوا على صلة وصلاة رحم.”
ماذا تعني خسارة “عميد الأسرة”؟
في مجتمعاتنا الخليجية والعربية، تمثّل شخصية العميد أو كبير العائلة عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على النسيج الاجتماعي، والربط بين الأجيال. وعندما يفقد الناس مثل هذا الرجل، فإنهم لا يفقدون شخصًا عاديًا، بل يخسرون مرجعًا روحيًا وقيميًا، يمثل جسرًا بين الماضي والحاضر.
كيف نُكرم ذكرى الشيخ روضان؟
- بنقل سيرته لأبنائنا
- بالحفاظ على روابط العائلة التي كان يقدّسها
- بالتمسّك بالأخلاق التي دعا إليها
- بالمشاركة في الخير كما كان يفعل
الكويت تودع أبناءها الشرفاء بصمت يليق بكبارها
لم يكن الشيخ روضان من هواة الأضواء، ولا من المتصدرين للمجالس العامة، بل كان رجل ظل يخدم الناس من خلف الكواليس. وها هو اليوم، يودّع الحياة في صمت، لكنه يُخلّد في ذاكرة من عرفوه، كما يُخلّد النور الذي لا يُطفأ حتى بعد انقطاعه.
من يكون خلفه؟ هل تُكمل العائلة المسير؟
عائلة الروضان معروفة في الكويت بعمق جذورها وسمعتها الطيبة، وقد عبّرت شخصيات من الأسرة عن نيتها مواصلة النهج الذي رسمه العميد الراحل، من خلال تعزيز الترابط، وتكثيف اللقاءات العائلية، والتعاون المجتمعي في الداخل والخارج.
إرثه لن يُنسى
الشيخ روضان لم يترك أموالًا تُذكر، ولا عقارات تُفاخر، بل ترك سيرة نظيفة، وعائلة محبوبة، ومواقف تُروى في المجالس. وإن كان البعض يعيش في قلوب الآخرين بأعماله، فالشيخ روضان خالد مشاري أحدهم.
خاتمة إنسانية:
في زمن تغيّرت فيه المعايير، وباتت الشهرة تقاس بعدد المتابعين، خرج من هذه الدنيا رجل عاش ببساطة، ومات برضى الله وعباده. القلوب لا تبكي على من يموت، بل على من عاش بينهم كنبض صادق، وغاب فجأة.
رحم الله الشيخ روضان خالد مشاري الروضان، وأسكنه فسيح جناته، وجعل مثواه الجنة.