سبب إغلاق حدائق الحيوانات في ألمانيا: تفشي الحمى القلاعية وتأثيرها

في خبر أثار اهتمام وسائل الإعلام العالمية وأوساط البيئيين، أعلنت السلطات الألمانية إغلاق حدائق الحيوانات في العاصمة برلين بشكل مؤقت. السبب وراء هذه الخطوة الاحترازية هو تفشي مرض الحمى القلاعية شديد العدوى في قطيع من جاموس الماء داخل إحدى حدائق الحيوان، مما شكل تهديدًا لصحة الحيوانات الأخرى.

هذا الإغلاق المؤقت يشمل حديقة حيوان برلين الواقعة في وسط المدينة وحديقة “تيربارك” للحياة البرية في الضواحي الشرقية للعاصمة. يأتي ذلك ضمن إجراءات وقائية تهدف إلى الحد من انتشار هذا المرض الفيروسي بين الحيوانات وحماية الأنواع المهددة.

إغلاق حدائق الحيوانات في برلين: خطوة ضرورية

التنسيق مع السلطات المحلية

أوضحت إدارة حديقتي الحيوانات أن الإغلاق تم بتنسيق كامل مع السلطات الصحية في العاصمة الألمانية. يهدف هذا التنسيق إلى ضمان تطبيق أفضل الممارسات الصحية، وحماية الحيوانات البرية والماشية المحلية من انتقال العدوى.

أشارت التقارير إلى أن هذه هي أول حالة لتفشي الحمى القلاعية في ولاية براندنبورغ المحيطة ببرلين منذ عام 1988. على مدى السنوات الماضية، كانت ألمانيا خالية تمامًا من هذا المرض، ما يجعل عودة ظهوره بمثابة تحدٍّ جديد للقطاع البيئي والزراعي.

ما هو مرض الحمى القلاعية؟

تعريف المرض

الحمى القلاعية مرض فيروسي معدٍ يصيب الحيوانات مشقوقة الحوافر مثل الماعز، الماشية، الخنازير، والأغنام. كما يمكن أن يؤثر على العديد من الحيوانات البرية وحيوانات حدائق الحيوان، مما يشكل خطرًا كبيرًا على توازن النظام البيئي.

تأثيره على البشر

على الرغم من أن الحمى القلاعية لا تُعتبر خطرًا على صحة البشر، إلا أنها تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الزراعي. فالمرض يؤدي إلى تقليل إنتاج الحليب واللحوم، ويسبب خسائر كبيرة للمزارعين والشركات الزراعية.

انتشار المرض

يتميز المرض بانتقاله السريع عبر الماشية المريضة، سواء كان ذلك عن طريق التلامس المباشر، أو من خلال العوامل البيئية مثل الأدوات المستخدمة في رعاية الحيوانات.

أعراض الحمى القلاعية في الحيوانات

الأعراض الظاهرة على الجاموس المصاب

  1. تقرحات موجعة وفقاقيع في الفم:
    تظهر هذه التقرحات كعلامة مبكرة على الإصابة، وتؤدي إلى صعوبة تناول الطعام لدى الحيوان.
  2. سيلان غزير للعاب:
    نتيجة الألم والتهيج الناتج عن التقرحات، يفتح الحيوان فمه باستمرار ما يسبب إفراز اللعاب بكثرة.
  3. ارتفاع حاد في درجة الحرارة:
    تصل درجة حرارة الحيوان المصاب إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، مما يؤدي إلى إجهاد كبير.
  4. صعوبة الحركة:
    يظهر الحيوان المصاب علامات واضحة على عدم القدرة على التحرك بسهولة بسبب التهابات حوافره.
  5. فقدان الشهية:
    تؤدي الإصابة إلى انخفاض ملحوظ في إقبال الحيوان على تناول الطعام، ما يسبب انخفاض وزنه.
  6. تراجع إنتاج الألبان:
    يصاحب الإصابة انخفاض في إنتاجية الحليب، مما يشكل ضربة إضافية للقطاع الزراعي.
  7. الإجهاض:
    تؤدي الحمى المرتفعة إلى زيادة احتمالات الإجهاض لدى الحيوانات الحوامل.
  8. التهاب الحوافر:
    يظهر تورم والتهاب واضح في منطقة الحافر، ما يجعل الحركة أكثر صعوبة وألمًا.

تأثير الحمى القلاعية على الاقتصاد والبيئة

خسائر اقتصادية كبيرة

يمثل تفشي الحمى القلاعية تهديدًا مباشرًا للقطاع الزراعي في ألمانيا. فالخسائر الاقتصادية تشمل انخفاض إنتاج اللحوم والحليب، وتكاليف إضافية لرعاية الحيوانات المصابة، وفرض قيود على تصدير المنتجات الزراعية.

تحديات بيئية

يشكل تفشي المرض خطرًا على التنوع البيولوجي، حيث يمكن أن يؤثر على الحيوانات البرية ويهدد بعض الأنواع المهددة بالانقراض الموجودة في حدائق الحيوان.

الحاجة إلى استجابة سريعة

تتطلب السيطرة على المرض استجابة فورية تشمل:

  • عزل الحيوانات المصابة.
  • تطهير المزارع وحدائق الحيوان.
  • فرض قيود على نقل الحيوانات والمنتجات الزراعية.

الإجراءات الوقائية لمواجهة الحمى القلاعية

  1. الإغلاق المؤقت للمنشآت الحيوانية
    يتيح الإغلاق الوقت لإجراء الفحوصات والتطهير، ما يقلل من احتمالات انتشار العدوى.
  2. الفحص الدوري للحيوانات
    يجب إجراء فحوصات دورية للكشف المبكر عن أي علامات إصابة، واتخاذ الإجراءات المناسبة.
  3. تعزيز التوعية
    رفع الوعي بين المزارعين والعاملين في حدائق الحيوان حول أهمية الالتزام بإجراءات النظافة والتطعيم.
  4. تطبيق إجراءات الحجر الصحي
    وضع الحيوانات المصابة تحت الحجر الصحي لمنع انتقال العدوى إلى الحيوانات السليمة.

كيف تؤثر الحمى القلاعية على حياة السكان؟

على الرغم من أن المرض لا يشكل خطرًا مباشرًا على البشر، إلا أن تأثيره على الاقتصاد والزراعة يجعل السكان يشعرون بآثاره. فالزيادة المحتملة في أسعار اللحوم والألبان نتيجة نقص الإنتاج قد تؤثر على القدرة الشرائية.

ختامًايمثل إغلاق حدائق الحيوانات في برلين خطوة احترازية ضرورية للحد من تفشي الحمى القلاعية. مع تكاتف الجهود بين السلطات الصحية والبيئية، يمكن السيطرة على المرض وحماية الحيوانات والنظام البيئي في ألمانيا.

ريم عبد العزيز

كاتبة متألقة تتمتع بروح حرة وشغف لا ينضب بالاستكشاف. تجذب قراءها بأسلوبها العفوي والصادق، وقدرتها على نسج القصص التي تلامس القلوب وتثير التفكير. تتناول سلمى في كتاباتها مواضيع متنوعة، من قضايا الهوية والانتماء إلى قضايا البيئة وحماية الحيوان، وتسعى دائماً إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية في كل قصة ترويها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !