من هو محمد أبو رمان الملقب بـ برد الشفا بعد قرار توقيفه؟

أثار قرار محافظ الكرك في الأردن بتوقيف الناشط محمد أبو رمان المعروف بلقب برد الشفا موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي الأردنية والعربية، حيث تفاعل الآلاف مع الخبر متسائلين عن السبب الحقيقي وراء توقيفه، في ظل تضارب المعلومات الرسمية حول القضية.

من هو محمد أبو رمان الملقب بـ”برد الشفا”؟

يُعد محمد أبو رمان، أو كما يشتهر بلقب “برد الشفا”، أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن خلال السنوات الأخيرة. وهو ناشط رقمي ظهر عبر بثوث مباشرة على فيسبوك وتيك توك منذ عام 2018، وحقق شهرة واسعة بأسلوبه العفوي ولهجته الأردنية المحكية الساخرة.

لقّبه الجمهور بـ”برد الشفا” تعبيرًا عن شخصيته البسيطة التي تُشبه أهالي المناطق الريفية الجنوبية، حيث كان دائمًا يبدأ بثوثه بعبارة: هوا برد الشفا اليوم..، قبل أن يسترسل في الحديث عن يومياته وقصصه مع أصدقائه ومشاكله الحياتية والاقتصادية.

سبب توقيف محمد أبو رمان المعروف بـ”برد الشفا”

وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية في الأردن، فإن قرار توقيف محمد أبو رمان صدر عن محافظ الكرك يوم الخميس الماضي، بعد نشره منشورًا عبر حسابه على فيسبوك تناول فيه قضية الكحول المسمومة، وهي القضية التي أودت بحياة عدة أشخاص وأثارت جدلًا اجتماعيًا وأمنيًا واسعًا.

وأوضحت المصادر أن منشور أبو رمان تضمن عبارات اعتبرتها السلطات “مخالفة للنظام العام”، دون توضيح رسمي لمضمون العبارات أو مدى قانونية القرار، الأمر الذي ترك الرأي العام في حالة من التساؤل والترقب لمصير القضية.

ردود فعل مواقع التواصل الاجتماعي على توقيف برد الشفا

لم تمر حادثة التوقيف مرور الكرام على جمهور برد الشفا، حيث عجّت صفحات التواصل بتعليقات مؤيدة ومعارضة، بين من يرى أنه تجاوز حدود النقد المسموح، وآخرين اعتبروا توقيفه “مصادرة لحرية الرأي والتعبير”.

كتب أحد المعلقين: “بصراحة ضربتين في الرأس خلال يومين.. بالأمس سافرت أم نمر واليوم توقيف برد الشفا.. الله يستر من الجاي”.

فيما كتب آخر ساخرًا: “ضربتين على الراس توجع.. سفر أم نمر واليوم المحافظ وقف برد الشفا”.

وتكشف هذه التعليقات مدى الشعبية الواسعة التي يحظى بها أبو رمان في الأردن، خاصة بين فئة الشباب الذين يرون في محتواه مرآة لقضاياهم اليومية، رغم ما يثيره أحيانًا من جدل بسبب أسلوبه العفوي والصادم.

سجله القضائي السابق.. هل سُجن من قبل؟

ليست هذه المرة الأولى التي يُثار فيها اسم برد الشفا في أروقة المحاكم الأردنية، فقد سبق أن تم توقيفه عام 2019 بتهمة حيازة مخدرات، وذلك أثناء بث مباشر عبر حسابه على فيسبوك، حيث داهمته الأجهزة الأمنية خلال البث، ما أحدث صدمة لمتابعيه حينها، وأدى إلى حبسه عدة أشهر قبل إطلاق سراحه لاحقًا.

ورغم تلك القضية، عاد برد الشفا إلى نشاطه الرقمي بعد خروجه من السجن، وواصل نشر مقاطعه الساخرة التي كان بعضها اجتماعيًا ناقدًا، وبعضها الآخر مجرد سرد يوميات ومواقف طريفة تحدث معه في الشارع أو أثناء عمله.

شهرة برد الشفا في الأردن

تمتاز شخصية أبو رمان بعفويتها، ولهجته الأردنية الجنوبية الصرفة التي يحبها متابعوه، حيث تجاوزت مقاطع فيديوهاته مئات الآلاف من المشاهدات، وخاصة مقاطعه التي يرد فيها على التعليقات الساخرة أو التي يروي فيها مواقف شخصية محرجة بطريقة فكاهية.

ومن أبرز مقاطعه التي انتشرت عام 2021، فيديو له وهو يشكو من ارتفاع أسعار الخبز والطماطم قائلاً: يعني عيشة الكلاب ولا عيشة بني آدم؟، حيث حقق أكثر من مليون مشاهدة وأعيد تداوله في صفحات عربية شهيرة.

الحياة الشخصية لمحمد أبو رمان

لا يُعرف الكثير عن الحياة الشخصية لبرد الشفا، لكنه دائمًا ما يذكر أنه من محافظة الكرك جنوب الأردن، ويعمل في أعمال حرة متفرقة، ويعيش حياة بسيطة، كما يُقال إنه غير متزوج ويقيم مع والدته المسنّة التي يظهر صوتها أحيانًا في بعض بثوثه، ويخصص لها دعوات مؤثرة يختتم بها أغلب مقاطعه.

أهم القضايا التي تناولها برد الشفا عبر منصاته

لم يكن محتوى برد الشفا ترفيهيًا فحسب، بل تطرّق إلى عدة قضايا اجتماعية مهمة، منها:

  • انتقاد غلاء الأسعار وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
  • مشاكل المياه في مناطق الجنوب الأردني.
  • نقص الخدمات الصحية والتعليمية في القرى البعيدة.
  • ارتفاع أسعار إيجارات المنازل في الكرك ومعان والطفيلة.
  • قضية الكحول المسمومة مؤخرًا، والتي تسببت بتوقيفه.

سبب شهرته رغم بساطة محتواه

يرى خبراء الإعلام الرقمي أن سر شهرة برد الشفا رغم عدم امتلاكه معدات تصوير احترافية أو تقنيات إنتاج متطورة، يكمن في:

  • صدق حديثه وعفويته التامة دون تكلّف أو تصنّع.
  • لهجته الشعبية المحببة التي تمثل هوية الجنوب الأردني.
  • طرحه لمشاكل الناس اليومية بعيدًا عن الشعارات الرنانة.
  • قدرته على تحويل المواقف العادية إلى محتوى ساخر جذاب.

موقف القانون الأردني من قضيته الأخيرة

حتى اللحظة، لم تصدر الجهات الرسمية بيانًا تفصيليًا يوضح التهمة أو المخالفة القانونية الموجهة لبرد الشفا، إلا أن مصادر مقربة تؤكد أن الموضوع قيد التحقيق لدى محافظ الكرك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية.

وينتظر متابعوه الإفراج عنه قريبًا، خاصة وأن منشورات الدعم والدعاء له لا تزال تتصدر مجموعات وصفحات الأردنيين في فيسبوك وتيك توك.

خاتمة تحليلية

في النهاية، تبقى قصة محمد أبو رمان “برد الشفا” مثالًا حيًا على ظاهرة الإعلام الشعبي في العالم العربي، حيث بات أي شخص قادرًا على التأثير في الرأي العام وصناعة محتوى ينافس وسائل الإعلام التقليدية، بشرط أن يمتلك الصدق والعفوية وأن يعكس هموم الناس اليومية. وبين مؤيد يرى فيه صوتًا للشارع ومعارض يراه مجرد “ظاهرة عابرة”، يظل برد الشفا شخصية مثيرة للجدل ستبقى حديث الأردنيين حتى تتضح تفاصيل قضيته الأخيرة ويعود لبثوثه الساخرة التي اعتادها متابعوه.

منى الشريف

كاتبة متعددة المواهب، تمتلك قدرة استثنائية على الغوص في أعماق المعرفة واستكشاف مختلف جوانب الحياة. تتميز بأسلوبها السلس والمشوق، وقدرتها على تبسيط المفاهيم المعقدة وتقديمها للقارئ العربي بأسلوب سهل الفهم. تغطي منى طيفًا واسعًا من المواضيع، بدءًا من القضايا الاجتماعية والسياسية وصولًا إلى العلوم والتكنولوجيا والفنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !