تفاصيل وأسباب وفاة عبلة المرزوق سندريلا المرقاب تهز الكويت والخليج

في مشهد حزين لفقد إنسانة تركت أثرًا عميقًا في نفوس الكويتيين والخليجيين، رحلت الدكتورة عبلة المرزوق، المعروفة بلقب “سندريلا المرقاب”، عن عمر ناهز الـ 68 عامًا، بعد معاناة مع المرض، لتطوى بذلك صفحة مشرقة من صفحات النضال الوطني والعطاء الإنساني.

الخبر نزل كالصاعقة على محبيها ومتابعيها، الذين لطالما ارتبطوا بشخصيتها العفوية، وأحاديثها النابعة من القلب، وذكرياتها عن الكويت والخليج. في هذا المقال نرصد تفاصيل وفاة عبلة المرزوق، ونتعرف على مسيرتها النضالية والطبية والإنسانية التي جعلتها أيقونة في تاريخ الكويت المعاصر.

من هي الدكتورة عبلة المرزوق ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

هي عبلة محمد المرزوق، طبيبة كويتية متقاعدة، وناشطة اجتماعية معروفة بمواقفها الصريحة والشجاعة. وُلدت في منطقة المرقاب عام 1956، ودرست الطب في بريطانيا، وتخصصت في جراحة العناية المركزة.

عرفها الكويتيون باسم “سندريلا المرقاب” ليس فقط لجمالها وأناقتها، بل لأنها عاشت حياة مليئة بالصمود، ودفعت من جسدها ثمن مواقفها الوطنية حين قاومت الاحتلال العراقي للكويت عام 1990 ضمن صفوف المقاومة الشعبية المسلحة.

مواقف بطولية خلال الغزو العراقي

كانت عبلة من أوائل من انخرطوا في دعم المقاومة داخل الكويت، حيث ساهمت في إسعاف الجرحى، وتقديم الخدمات الطبية تحت القصف، وحتى نقل الرسائل بين خلايا المقاومة. ونتيجة لذلك، تم اعتقالها وتعذيبها، وأُحرقت أجزاء من جسدها، لكنها خرجت من هذه التجربة أكثر قوة وصلابة.

عبّرت لاحقًا في مقابلاتها عن تلك المرحلة بقولها: “ناضلت من أجل بلدي… ولم أندم يومًا على أي ألم تحملته.”

المرض والرحيل بصمت

في ديسمبر 2024، دخلت عبلة المرزوق مستشفى العدان بعد تدهور حالتها الصحية نتيجة مشاكل مزمنة في القلب والرئة، وخضعت لسلسلة من العمليات الجراحية الدقيقة.

من داخل المستشفى، نشرت تغريدة مؤثرة على حسابها في “إكس” (تويتر سابقًا)، قالت فيها:

“شكرًا للمتابعين والمتابعات في السعودية العظمى والكويت ودول مجلس التعاون، وشكرًا لكل من زارني أو اتصل… أنا موجودة بالمستشفى بانتظار العملية الثانية، وشكرًا لكم جميعًا من القلب.”

وظلّت حالتها تتدهور تدريجيًا حتى أعلن رسميًا عن وفاتها يوم الأحد 8 يونيو 2025، عن عمر 68 عامًا، وسط حالة من الحزن سادت الأوساط الشعبية والإعلامية في الخليج.

موعد الدفن والصلاة على الجثمان

بحسب بيان رسمي من أسرتها، تم تحديد صلاة الجنازة بعد صلاة المغرب في مسجد صبحان، قبل أن يُوارى جثمانها الثرى في مقبرة صبحان وسط حضور نسائي وشعبي واسع.

عبّرت الجموع الغفيرة التي شيّعتها عن امتنانها لإنسانة لم تبخل يومًا بحبها لوطنها، ووقفت دائمًا في الصفوف الأولى دفاعًا عن الحق.

علاقتها بالسعودية.. وطنها الثاني

كانت الدكتورة عبلة المرزوق من الأصوات الكويتية القليلة التي عبّرت دائمًا عن تقديرها الكبير للمملكة العربية السعودية، واعتبرتها وطنها الثاني.

وفي لقاء مرئي سابق، قالت بصوت مليء بالفخر:

“ما ننسى أبدًا أن الملك فهد – طيب الله ثراه – هو من وحّد الصفوف، وحشد الجيوش، وقدم الغالي والنفيس من أجل تحرير الكويت.”

وكانت هذه التصريحات دائمًا محل تقدير شعبي في المملكة، حيث ردّ السعوديون على وفاتها برسائل حب ودعاء، وأطلقوا وسمًا لتكريم ذكراها.

لماذا سُميت بـ “سندريلا المرقاب”؟

اللقب الشعبي الذي التصق بها جاء نتيجة لعدة عوامل؛ مظهرها الأنيق، ثقافتها الرفيعة، حديثها الصادق، وانتمائها لمنطقة المرقاب التي تُعد من أعرق أحياء الكويت. كانت تحمل مزيجًا نادرًا من الرقي والجرأة، مما جعلها محبوبة بين كافة الأوساط.

كيف ودّعها الشارع الكويتي؟

تحوّلت حسابات النشطاء على “إكس” إلى دفاتر عزاء. كتب أحدهم: “رحلت عبلة، وبقيت سيرتها تفوح بالكرامة.”

فيما غرّد آخر: “هي لم تكن فقط سندريلا، بل بطلة حقيقية تشبه تراب الكويت.”

كما بثّت قنوات كويتية تقريرًا وثائقيًا يستعرض محطات من حياتها، في رسالة وفاء للمرأة التي لم تخضع للظلم، وظلت نزيهة حتى النهاية.

أسئلة شائعة عن عبلة المرزوق

ما هو سبب وفاة عبلة المرزوق الحقيقي؟

توفيت نتيجة مضاعفات صحية بعد خضوعها لعمليتين جراحيتين في مستشفى العدان بالكويت، إثر معاناتها مع أمراض القلب والتنفس.

ما أبرز إنجازات عبلة المرزوق؟

مشاركتها في مقاومة الاحتلال العراقي، وتأسيسها لمبادرات طبية واجتماعية، بالإضافة إلى دعمها المتواصل للعلاقات الخليجية وتكريمها عدة مرات من جمعيات نسائية.

هل كانت تنتمي لأي تيار سياسي؟

رغم مواقفها الوطنية، لم تكن تنتمي لأي حزب أو تيار سياسي رسمي، بل كانت صوتًا حرًا ومستقلًا.

هل سيتم إطلاق اسمها على منشأة عامة؟

تقدمت عدة مطالبات بإطلاق اسمها على أحد المراكز الطبية أو شوارع منطقة المرقاب، تخليدًا لذكراها.

فقرة ختامية: وداعًا يا سندريلا المرقاب

رحيل الدكتورة عبلة المرزوق لم يكن عابرًا، بل أثار حنينًا إلى زمن الوفاء، زمن الشجاعة الأنثوية الصادقة. لم تكن طبيبة فقط، بل كانت نموذجًا إنسانيًا نادرًا لامرأة وقفت في وجه الخوف والتخاذل، ودفعت حياتها ثمنًا للمبادئ.

وإن كانت الجنازة قد انتهت، فإن سيرة عبلة ما زالت تُروى… وستظل تُروى.

عمر يوسف

كاتب متمرس يتمتع بخبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام. يتميز بأسلوبه السلس والمباشر الذي يسهل على القارئ استيعاب المعلومات المعقدة. يتمتع بحس إخباري قوي يجعله قادرًا على تحديد أهم الأحداث وتغطيتها بعمق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !