من هي قمر دلا ويكيبيديا؟ السيرة الكاملة للملازم السورية المعتقلة في دمشق
في تطور مفاجئ وغير معتاد داخل أوساط النخبة العسكرية التابعة للنظام السوري، تداولت مصادر إعلامية محلية ودولية، في 16 مايو 2025، خبر اعتقال الملازم أول قمر دلا، الشخصية المعروفة داخل المؤسسة الأمنية في سوريا، وابنة شقيق أحد أبرز قادة النظام العسكري، العميد غياث دلا.
هذا الاعتقال الذي وقع في العاصمة دمشق أثار الكثير من التساؤلات، ليس فقط بسبب صلة قمر العائلية بالفرقة الرابعة الشهيرة، بل بسبب الدور الأمني الواسع الذي كانت تلعبه داخل صفوف الكتائب النسائية المعروفة بـ”لبوات الأسد”.
في هذا التقرير الموسع، نستعرض القصة الكاملة حول من هي قمر دلا، تفاصيل مشوارها العسكري، الأسباب التي قادت إلى اعتقالها، وردود الفعل في الشارع السوري، وما إذا كان الأمر يعكس تغيّرًا في قواعد اللعبة الأمنية داخل النظام السوري.
من هي قمر دلا ويكيبيديا؟
النشأة والهوية العسكرية
قمر دلا، هي ضابطة سورية برتبة ملازم أول، تنتمي لعائلة عسكرية نافذة تُعد جزءًا من النسيج الداخلي للسلطة السورية. والدها هو شقيق العميد غياث دلا، أحد أبرز القادة العسكريين في الفرقة الرابعة، وهي القوة الأمنية الأشهر التي تُعرف بولائها المطلق لرأس النظام السوري، بشار الأسد.
خلال العقد الأخير، ظهرت قمر دلا في تقارير ميدانية ومشاهد مصورة توثّق مشاركتها المباشرة في الحملات الأمنية القاسية التي استهدفت معاقل المعارضة في دمشق وضواحيها، وهو ما جعلها محط أنظار المنتقدين والمؤيدين على حد سواء.
خلفية عائلية مؤثرة.. العميد غياث دلا
أحد وجوه القمع في الحرب السورية
ينتمي غياث دلا، عم قمر، إلى الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، ويُعتبر أحد القادة الميدانيين الذين كان لهم دور أساسي في قمع الاحتجاجات السورية منذ عام 2011.
وقد نُسبت للفرقة الرابعة انتهاكات واسعة النطاق، من ضمنها:
- القصف العشوائي على الأحياء السكنية
- حالات الاختفاء القسري
- الاعتقال الجماعي للمدنيين
- السيطرة على الموارد الحيوية والمعابر الحدودية
هذه الخلفية جعلت من اسم “دلا” مرتبطًا بواحدة من أكثر الصفوف دموية في القوات السورية، وهو ما انعكس بدوره على مسيرة قمر دلا المهنية.
صعود قمر دلا
الكتائب النسائية والأدوار الأمنية
انضمت قمر دلا إلى ما يُعرف بـالكتائب النسائية التابعة للنظام، وهي تشكيلات مسلحة تُجنّد نساءً للقيام بمهام أمنية في مناطق ساخنة.
أبرز هذه الكتائب تُعرف باسم “لبوات الأسد”، وتخضع لإشراف مباشر من أجهزة المخابرات العسكرية.
كان لقمر دور فعّال في:
- حواجز التفتيش في دمشق، خاصة عند مثلث جوبر – أحد أخطر نقاط التماس
- حملات الاعتقال العشوائي التي استهدفت الشبان
- المشاركة في العمليات التي وُصفت بالانتقامية ضد معاقل المعارضة المسلحة
- استخدام موقعها في احتجاز النساء واستجوابهن دون إذن قضائي
- وقد أثارت هذه التحركات انتقادات حادة من نشطاء المعارضة السورية ومنظمات حقوق الإنسان، الذين رأوا في قمر رمزًا للبطش باسم السلطة.
مثلث جوبر.. منطقة حضور قمر دلا الأمني
البؤرة التي شهدت أسوأ فصول الأزمة
كانت منطقة جوبر شرق دمشق واحدة من أكثر المناطق اشتعالًا خلال الحرب السورية، وشهدت مواجهات طاحنة بين قوات النظام والمعارضة.
وقد ظهرت تقارير توثق تورّط قمر دلا في العمليات الميدانية هناك، وتحديدًا في الفترة بين 2014 و2018، حيث كانت مسؤولة عن نقاط التفتيش التي:
- شهدت حالات اختفاء قسري لمواطنين
- سُجّلت فيها وقائع ابتزاز لعائلات المعتقلين
- رُصدت شهادات عن تعذيب جسدي ولفظي داخل الحواجز الأمنية
هذه الوقائع جعلت اسم قمر دلا يظهر في تقارير الناشطين بشكل متكرر، مصحوبًا باتهامات ثقيلة لم تُحاسب عليها طوال سنوات الحرب.
لماذا تم اعتقال قمر دلا الآن؟ مفاجأة في التوقيت والمضمون
التفاصيل الأولية للاعتقال
في 16 مايو / أيار 2025، أعلنت مصادر من العاصمة دمشق عن إلقاء القبض على الملازم أول قمر دلا ووالدها، في عملية أمنية نفذها جهاز الأمن العام السوري.
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تُصدر وزارة الدفاع السورية أو الجهات الأمنية بيانًا رسميًا يُوضح أسباب الاعتقال، إلا أن تسريبات صحفية أشارت إلى:
تورطها في استغلال النفوذ
- عمليات اعتقال تعسفي غير مصرّح بها رسميًا
- حيازة ممتلكات مشبوهة تم الاستيلاء عليها من سكان جوبر
- وجود شكاوى داخلية من الفرقة الرابعة نفسها حول تجاوزها للصلاحيات
ما يزيد من أهمية الاعتقال هو أنه طال شخصية تنتمي مباشرة لأحد أهم رجال النظام، ما يطرح تساؤلات عديدة حول ما إذا كان هناك تغيّر في بنية السلطة الأمنية، أم مجرد تصفية حسابات داخلية.
هل يعكس اعتقال قمر دلا تصدعات داخل النظام السوري؟
تحليل سياسي
وفق محللين، فإن ما جرى قد يُعبّر عن أحد سيناريوهين:
- ضبط داخلي لسمعة المؤسسة العسكرية: خاصة أن الفرقة الرابعة تواجه ضغوطًا دولية بشأن الانتهاكات التي تُنسب إليها.
- صراع داخلي على النفوذ: قد تكون قمر قد تجاوزت حدودًا لم تعد مقبولة داخل معسكر القوى الحاكمة، خاصة في ظل إعادة ترتيب التحالفات داخل النظام.
- ويذهب البعض إلى القول إن اعتقالها قد يكون رسالة سياسية لباقي الضباط والضابطات ممن “تمادوا في استخدام النفوذ الشخصي”، بأن لا أحد فوق القانون، ولو شكليًا.
ردود الفعل الشعبية.. بين الشماتة والتساؤل
في الشارع السوري، لا سيما في المناطق المعارضة، قوبل نبأ اعتقال قمر دلا بـ:
- ارتياح واضح من أهالي جوبر، حيث عبّر البعض عن شماتتهم بمن كانت “تبطش يومًا باسم الأسد”.
- تساؤلات بين جمهور النظام: “هل أخطأت قمر، أم أن النظام بدأ يضرب خاصرته الأمنية؟”
- تفاعل كثيف على منصات التواصل، حيث تحوّلت قمر من “رمز ميداني أمني” إلى “قضية رأي عام فجائية”.
من هي قمر دلا باختصار؟
- الاسم الكامل قمر دلا
- الرتبة ملازم أول
- الانتماء الفرقة الرابعة – لبوات الأسد
- الولاء النظام السوري – بشار الأسد
- صلة القرابة ابنة شقيق العميد غياث دلا
- مكان النشاط دمشق – جوبر
- الاعتقال 16 مايو/ أيار 2025 – دمشق
- الاتهامات المحتملة تجاوز صلاحيات، اعتقالات تعسفية، استغلال نفوذ
الخاتمة: هل تنتهي الحصانة الأمنية في سوريا عند قمر دلا؟
سواء أكان اعتقال قمر دلا خطوة رمزية لإصلاح صورة المؤسسة العسكرية، أو جزءًا من تصفية حسابات خفية داخل النظام، فإن ما جرى يُمثل منعطفًا جديدًا في طبيعة المشهد الأمني السوري.
شخصية بحجم قمر دلا، وبهذا القرب من نخبة النظام، اعتُبرت دومًا بمنأى عن المحاسبة، وها هي اليوم تُقاد في سيارة أمن إلى جهة غير معلومة، في سابقة تُثير أكثر مما تُجيب.